إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا← بأن تضم اليها الأيدي لأن الغل يجمع اليد إلى العنق
فهي ← أي الأيدي مجموعة إلى الأذقان ← جمع ذقن، وهي مجتمع اللحيين فهم مقمحون
← رافعون رؤوسهم لا يستطيعون خفضها، وهذا تمثيل، والمراد أنهم لا يذعنون للإيمان
ولا يخفضون رؤوسهم له .
إنا نحن نحي الموتى ← للبعث ونكتب ← في اللوح المحفوظ ما قدَّموا ← في حياتهم
من خير وشر ليجازوا عليه وآثارهم ← ما استنَّ به بعدهم وكل شيء ← نصبه بفعل
يفسره أحصيناه ← ضبطناه في إمام مبين ← كتاب بيّن، هو اللوح المحفوظ .
قالوا طائركم ← شؤمكم معكم ← بكفركم أإن ← همزة استفهام دخلت على إن الشرطية
وفى همزتها التحقيق والتسهيل وإدخال ألف بينها بوجهيها وبين الأخرى ذكرتم ← وعظتم
وخوِّفتم، وجواب الشرط محذوف، أي تطيرتم وكفرتم وهو محل الاستفهام، والمراد به
التوبيخ بل أنتم قوم مسرفون← متجاوزون الحدَّ بشرككم.
وجاء من أقصا المدينة رجل ← هو حبيب النجار كان قد آمن بالرسل ومنزله بأقصى البلد
يسعى ← يشتد عدوا لما سمع بتكذيب القوم الرسلَ قال يا قوم اتبعوا المرسلين } .
أأتخذ ← في الهمزتين ما تقدم في أأنذرتهم وهو استفهام بمعنى النفي من دونه ← أي
غيره آلهة ← أصناما إن يُردْن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم ← التي زعمتموها شيئا ولا ينقذون ← صفة آلهة .
يا حسرة على العباد ← هؤلاء ونحوهم ممن كذبوا الرسل فأهلكوا، وهي شدة التألم
ونداؤها مجاز، أي هذا أوانك فاحضري ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءُون ← مسوق لبيان سببها لاشتماله على استهزائهم المؤدى إلى إهلاكهم المسبب عنه الحسرة .
{( ألم يروا ) أي أهل مكة القائلون للنبي "لست مرسلا" والاستفهام للتقرير أي علموا (
كم ) خبرية بمعنى كثيرا معمولة لها بعدها معلقة لما قبلها عن العمل، والمعنى إنا (
أهلكنا قبلهم ) كثيرا ( من القرون ) الأمم ( أنهم ) أي المهلكين ( إليهم ) أي
المكذبين ( لا يرجعون ) أفلا يعتبرون بهم، وأنه الخ بدل مما قبله برعاية المعنى
المذكور.
وإن ← نافية أو مخففة كل ← أي كل الخلائق مبتدأ لما ← بالتشديد بمعنى إلا، أو
بالتخفيف، فاللام فارقة وما مزيدة جميع ← خبر المبتدأ، أي مجموعون لدينا ← عندنا في الموقف بعد بعثهم محضرون ← للحساب خبر ثان .
والقمرُ ← بالرفع والنصب وهو منصوب بفعل يفسره ما بعده قدَرناه ← من حيث سيره منازل ← ثمانية وعشرين منزلا في ثمان وعشرين ليلة من كل شهر، ويستتر ليلتين إن كان
الشهر ثلاثين يوما وليلة إن كان تسعة وعشرين يوما حتى عاد ← في آخر منازله في رأي
العين كالعرجون القديم ← أي كعود الشماريخ إذا عتق فإنه يرق ويتقوس ويصفر.
لا الشمس ينبغي ← يسهل ويصح لها أن تدرك القمر ← فتجتمع معه في الليل ولا
الليل سابق النهار ← فلا يأتي قبل انقضائه وكل ← تنويه عوض عن المضاف إليه من
الشمس والقمر والنجوم في فلك ← مستدير يسبحون ← يسيرون نزلوا منزلة العقلاء.
وإذا قيل ← أي قال فقراء الصحابة لهم أنفقوا ← علينا مما رزقكم الله ← من
الأموال قال الذين كفروا للذين آمنوا ← استهزاءً بهم أنطعم من لو يشاء الله
أطعمه ← في معتقدكم هذا إن ← ما أنتم ← في قولكم لنا ذلك مع معتقدكم هذا إلا
في ضلال مبين ← بيَّن وللتصريح بكفرهم موقع عظيم.
قال تعالى: ما ينظرون ← أي ينتظرون إلا صيحة واحدة ← وهي نفخة إسرافيل الأولى تأخذهم وهم يخصِّمون ← بالتشديد أصله يختصمون نقلت حركة التاء إلى الحاء وأدغمت في
الصاد، أي وهم في غفلة عنها بتخاصم وتبايع وأكل وشرب وغير ذلك، وفي قراءة يخصمون
كيضربون، أي يخصم بعضهم بعضا.
قالوا ← أي الكفار منهم يا ← للتنبيه ويلنا ← هلاكنا وهو مصدر لا فعل له من
لفظه من بعثنا من مرقدنا ← لأنهم كانوا بين النفختين نائمين لم يعذبوا هذا ← أي
البعث ما ← أي الذي وعد ← به الرحمن وصدق ← فيه المرسلون ← أقروا حين لا
ينفعهم الإقرار، وقيل: يقال لهم ذلك.
إن أصحاب الجنة اليوم في شغْل ← بسكون الغين وضمها عما فيه أهل النار مما يتلذذون
به كافتضاض الأبكار، لا شغل يتعبون فيه، لأن الجنة لا نصب فيها فاكهون ← ناعمون
خبر ثان لإن، والأول في شغل.
هم ← مبتدأ وأزواجهم في ظلال ← جمع ظلة أو ظل خبر أي لا تصيبهم الشمس على
الأرائك← جمع أريكة، وهو السرير في الحجلة أو الفرش فيها متكئون ← خبر ثان متعلق
بعلى.
ولقد أضل منكم جبلا ← خلقا جمع جبيل كقديم، وفي قراءة بضم الباء كثيرا أفلم
تكونوا تعقلون ← عداوته وإضلاله أو ما حل بهم من العذاب فتؤمنون، ويقال لهم في
الآخرة .
{( اليوم نختم على أفواههم ) أي الكفار لقولهم "والله ربنا ما كنا مشركين" ( وتكلمنا
أيديهم وتشهد أرجلهم ) وغيرها ( بما كانوا يكسبون ) فكل عضو ينطق بما صدر منه .
ولو نشاء لمسخناهم ← قردة وخنازير أو حجارة على مكانتهم ← وفي قراءة مكاناتهم
جمع مكانة بمعنى مكان أي في منازلهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون ← أي لم يقدروا
على ذهاب ولا مجيء.
ومن نعمِّره ← بإطالة أجله نَنْكُسْهُ ← وفي قراءة بالتشديد من التنكيس في
الخلق← فيكون بعد قوته وشبابه ضعيفا وهرما أفلا يعقلون ← أن القادر على ذلك
المعلوم عندهم قادر على البعث فيؤمنون، وفي قراءة بالتاء .
وما علمناه ← أي النبي الشعر ← رد لقولهم إن ما أتى به من القرآن شعر وما
ينبغي ← يسهل له ← الشعر إن هو ← ليس الذي أتى به إلا ذكر ← عظة وقرآن مبين
← مظهر للأحكام وغيرها.
أوَ لم يروْا ← يعلموا والاستفهام للتقرير والواو الداخلة عليه للعطف أنا خلقنا
لهم ← في جملة الناس مما عملت أيدينا ← عملناه بلا شريك ولا معين أنعاما ← هي
الإبل والبقر والغنم فهم لها مالكون ← ضابطون .