وهو بالأفق الأعلى ← أفق الشمس، أي عند مطلعها على صورته التي خلق عليها فرآه
النبي صلى الله عليه وسلم وكان بحراء قد سد الأفق إلى المغرب فخر مغشيا عليه وكان
قد سأله أن يريه نفسه على صورته التي خلق عليها فواعده بحراء فنزل جبريل له في سورة
الآدميين .
ومناة الثالثة ← للتين قبلها الأخرى ← صفة ذم للثالثة وهي أصنام من حجارة كان
المشركون يعبدونها ويزعمون أنها تشفع لهم عند الله، ومفعول أفرأيتم الأول اللات وما
عطف عليه والثاني محذوف والمعنى أخبروني ألهذه الأصنام قدرة على شيء ما فتعبدونها
دون الله القادر على ما تقدم ذكره، ولما زعموا أيضا أن الملائكة بنات الله مع
كراهتهم البنات نزلت .
إن هي ← أي ما المذكورات إلا أسماء سميتموها ← أي سميتم بها أنتم وآباؤكم ← أصناما تعبدونها ما أنزل الله بها ← أي بعبادتها من سلطان ← حجة وبرهان إن ← ما يتبعون ← في عبادتها إلا الظن وما تهوى الأنفس ← مما زين لهم الشيطان من
أنها تشفع لهم عند الله تعالى ولقد جاءهم من ربهم الهدى ← على لسان النبي صلى
الله عليه وسلم بالبرهان القاطع فلم يرجعوا عما هم عليه .
{( وكم من ملك ) أي وكثير من الملائكة ( في السماوات ) وما أكرمهم عند الله ( لا
تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله ) لهم فيها ( لمن يشاء ) من عباده (
ويرضى ) عنه لقوله "" ولا يشفعون إلا لمن ارتضى "" ومعلوم أنها لا توجد منهم إلا
بعد الإذن فيها "" من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ".
ذلك ← أي طلب الدنيا مبلغهم من العلم ← أي نهاية علمهم أن آثروا الدنيا على
الآخرة إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى ← عالم بهما فيجازيهما
.
ولله ما في السماوات وما في الأرض ← هو مالك لذلك، ومنه الضال والمهتدي يُضل من
يشاء ويهدي من يشاء ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ← من الشرك وغيره ويجزي الذين
أحسنوا ← بالتوحيد وغيره من الطاعات بالحسنى ← الجنة وبيَّن المحسنين بقوله .
الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا الَّلمَمَ ← هو صغار الذنوب كالنظرة
والقبلة واللمسة فهو استثناء منقطع والمعنى لكن اللمم يغفر باجتناب الكبائر إن
ربك واسع المغفرة ← بذلك وبقبول التوبة، ونزل فيمن كان يقول: صلاتنا صيامنا حجنا: هو أعلم ← أي عالم بكم إذ أنشأكم من الأرض ← أي خلق آباكم آدم من التراب وإذ
أنتم أجنة ← جمع جنين في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم ← لا تمدحوها على سبيل
الإعجاب أما على سبيل الاعتراف بالنعمة فحسن هو أعلم ← أي عالم بمن اتقى } .
أفرأيت الذي تولى ← عن الإيمان ارتد لما عير به وقال إني خشيت عقاب الله فضمن له
المعير له أن يحمل عنه عذاب الله إن رجع إلى شركه وأعطاه من ماله كذا فرجع .
أعنده علم الغيب فهو يرى ← يعلم جملته أن غيره يتحمل عنه عذاب الآخرة ؟ لا، وهو
الوليد بن المغيرة أو غيره، وجملة أعنده المفعول الثاني لرأيت بمعنى أخبرني .
{( وقوم نوح من قبل ) أي قبل عاد وثمود أهلكناهم ( إنهم كانوا هم أظلم وأطغى ) من
عاد وثمود لطول لبث نوح فيهم "" فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما "" وهم مع عدم
إيمانهم به يؤذونه ويضربونه .