ولقد جاءهم من الأنباء ← أخبار إهلاك الأمم المكذبة رسلهم ما فيه مزدجر ← لهم
اسم مكان والدال بدل من تاء الافتعال وازدجرته وزجرته: نهيته بغلظة وما موصولة أو
موصوفة .
حكمة ← خبر مبتدأ محذوف أو بدل من ما أو من مزدجر بالغة ← تامة فما تغن ← تنفع فيهم النذر ← جمع نذير بمعنى منذر، أي الأمور المنذورة لهم وما للنفي أو
للاستفهام الإنكاري وهي على الثاني مفعول مقدم .
فتول عنهم ← هو فائدة ما قبله وتم به الكلام يوم يدع الداع ← هو إسرافيل وناصب
يوم يخرجون بعد إلى شيءٍ نكُر ← بضم الكاف وسكونها، أي منكر تنكره النفوس وهو
الحساب .
خاشعا ← أي ذليلا، وفي قراءة خُشَّعا بضم الخاء وفتح الشين مشددة أبصارهم ← حال
من الفاعل يخرجون ← أي الناس من الأجداث ← القبور كأنهم جراد منتشر ← لا
يدرون أين يذهبون من الخوف والحيرة، والجملة حال من فاعل يخرجون وكذا قوله .
تجري بأعيننا ← بمرأى منا، أي محفوظة جزاءً ← منصوب بفعل مقدر، أي أغرقوا
انتصارا لمن كان كفر ← وهو نوح عليه السلام، وقرئ كفر بالبناء للفاعل، أي أغرقوا
عقابا .
ولقد تركناها ← أبقينا هذه الفعلة آية ← لمن يعتبر بها، أي شاع خبرها واستمر فهل من مدَّكر ← معتبر ومتعظ بها وأصله مذتكر أبدلت التاء دالا مهملة وكذا المعجمة
وأدغمت فيها .
فكيف كان عذابي ونُذُر ← أي إنذاري استفهام تقرير، وكيف خبر كان وهي للسؤال عن
الحال والمعنى حمل المخاطبين على الإقرار بوقوع عذابه تعالى بالمكذبين لنوح موقعه .
ولقد يسرنا القرآن للذكر ← سهلناه للحفظ وهيأناه للتذكر فهل من مدكر ← متعظ به
وحافظ له والاستفهام بمعنى الأمر، أي احفظوا واتعظوا به وليس يحفظ من كتب الله عن
ظهر القلب غيره .
تنزع الناس ← تقلعهم من حفر الأرض المندسين فيها وتصرعهم على رءوسهم فتدق رقابهم
فتبين الرأس عن الجسد كأنهم ← وحالهم ما ذكر أعجاز ← أصول نخل منقعر ← منقطع
ساقط على الأرض وشبهوا بالنخل لطولهم وذكر هنا وأنث في الحاقة ( نخل خاوية ) مراعاة
للفواصل في الموضعين .
فقالوا أبشرا ← منصوب على الاشتغال منا واحدا ← صفتان لـ بشرا نتبعه ← مفسر
للفعل الناصب له والاستفهام بمعنى النفي المعنى كيف نتبعه ونحن جماعة كثيرة وهو
واحد منا وليس بملك، أي لا نتبعه إنا إذًا ← إن اتبعناه لفي ضلال ← ذهاب عن
الصواب وسعر ← جنون .
أألقي ← بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين وتركه الذكر ← الوحي عليه من بيننا ← أي لم يوح إليه بل هو كذاب ← في قوله إنه أوحي
إليه ما ذكر أشر ← متكبر بطر، قال تعالى .
إنا مرسلو الناقة ← مخرجوها من الهضبة الصخرة كما سألوا فتنة ← محنة لهم ← لنخبرهم فارتقبهم ← يا صالح أي انتظر ما هم صانعون وما يصنع بهم واصطبر ← الطاء
بدل من تاء الافتعال أي اصبر على أذاهم .
ونبئهم أن الماء قسمة ← مقسوم بينهم ← وبين الناقة يوم لهم ويوم لها كلُّ شرب
← نصيب من الماء محتضر ← يحضره القوم يومهم والناقة يومها فتمادوا على ذلك ثم
ملوه فهموا بقتل الناقة .
إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر ← هو الذي يجعل لغنمه حظيرة من
يابس الشجر والشوك يحفظهن فيها من الذئاب والسباع وما سقط من ذلك فداسته هو الهشيم
.
إنا أرسلنا عليهم حاصبا ← ريحا ترميهم بالحصباء وهي صغار الحجارة الواحد دون ملء
الكف فهلكوا إلا آل لوط ← وهم ابنتاه معه نجيناهم بسحر ← من الأسحار وقت الصبح
من يوم غير معين ولو أريد من يوم معين لمنع من الصرف لأنه معرفة معدول عن السحر لأن
حقه أن يستعمل في المعرفة بأل وهل أرسل الحاصب على آل لوط أولا ؟ قولان وعبر عن
الاستثناء على الأول بأنه متصل وعلى الثاني بأنه منقطع وإن كان من الجنس تسمحا .
ولقد راودوه عن ضيفه ← أن يخلي بينهم وبين القوم الذين أتوه في صورة الأضياف
ليخبثوا بهم وكانوا ملائكة فطمسنا أعينهم ← أعميناها وجعلناها بلا شق كباقي الوجه
بأن صفقها جبريل بجناحه فذوقوا ← فقلنا لهم ذوقوا عذابي ونذر ← إنذاري وتخويفي،
أي ثمرته وفائدته .
أكفاركم ← يا قريش خير من أولئكم ← المذكورين من قوم نوح إلى فرعون فلم يعذروا
أم لكم ← يا كفار قريش براءة ← من العذاب في الزبر ← الكتب والاستفهام في
الموضعين بمعنى النفي أي ليس الأمر كذلك.
في مقعد صدق ← مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم أريد به الجنس، وقرئ مقاعد، المعنى
أنهم في مجالس من الجنات سالمة من اللغو والتأثيم بخلاف مجالس الدنيا فقلَّ أن تسلم
من ذلك وأعرب هذا خبرا ثانيا وبدلا وهو صادق ببدل البعض وغيره عند مليك ← مثال
مبالغة، أي عزيز الملك واسعه مقتدر ← قادر لا يعجزه شيء وهو الله تعالى وفيه
إشارة إلى الرتبة والقربة من فضله تعالى .