Prev  

21. Surah Al-Anbiyâ' سورة الأنبياء

  Next  



تفسير البغوي - الأنبياء - Al-Anbiya -
 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
بِسْم ِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ
الأية
1] .
{ اقترب للناس }
، قيل اللان بمعنى من، أي اقترب من الناس حسابهم، أي وقت محاسبة الله إياهم على أعمالهم، يعني يوم القيامة، نزلت في منكري البعث ، { وهم في غفلة معرضون } ، عن التأهب له.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ
    +/- -/+  
الأية
2
 
{ ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث } ، يعني ما يحدث الله من تنزيل شيء من القرآن يذكرهم ويعظهم به. قال مقاتل : يحدث الله الأمر [بعد الأمر]. وقيل: الذكر المحدث ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وبينه من السنن والمواعظ سوى ما القرآن، وأضافه إلى الرب عز وجل لأنه قال بأمر الرب ، { إلا استمعوه وهم يلعبون } ، أي استمعوه لاعبين لا يعتبرون ولا يتعظون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ۗ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ۖ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ
    +/- -/+  
الأية
3
 
{ لاهيةً } ، ساهيةً غافلة ، { قلوبهم } ، معرضةً عن ذكر الله، وقوله ، { لاهية } ، نعت تقدم الاسم، ومن حق النعت أن يتبع الاسم في الإعراب، وإذا تقدم النعت الاسم فله حالتان: فصل ووصل، في الفصل النصب كقوله تعالى } : خشعاً أبصارهم } (القمر:7)، ، { ودانيةً عليهم ظلالها } (الإنسان:11)، و ، { لاهية قلوبهم } ، وفي الوصل حالة ما قبله من الإعراب كقوله ، { أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها } (النساء:75)، ، { وأسروا النجوى الذين ظلموا } ، أي أشركوا، قوله } : وأسروا ، { فعل تقدم الجمع وكان حقه وأسر، قال الكسائي : فيه تقديم وتأخير، أراد: والذين ظلموا أسروا النجوى. وقيل: رفع على البدل من الضمير في أسروا. قال المبرد : هذا كقولك إن الذين في الدار انطلقوا بنو عبد الله، على البدل مما في انطلقوا ثم بين سرهم الذي تناجوا به فقال } : هل هذا إلا بشر مثلكم } ، أنكروا إرسال البشر وطلبوا إرسال الملائكة. { أفتأتون السحر } ، أي تحضرون السحر وتقبلونه ، { وأنتم تبصرون } ، تعلمون أنه سحر.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
    +/- -/+  
الأية
4
 
{ قل } ، لهم يا محمد ، { ربي يعلم القول في السماء والأرض } ، قرأ حمزةو و الكسائي وحفص: ((قال ربي))، على الخبر عن محمد صلى الله عليه وسلم ، { يعلم القول في السماء والأرض } ، أي لا يخفى عليه شيء ، { وهو السميع } ، لأقوالهم ، { العليم } ، بأفعالهم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ
    +/- -/+  
الأية
5
 
{ بل قالوا أضغاث أحلام } ، أباطيلها [وأقاويلها] وأهاويلها رآها في النوم ، { بل افتراه } ، اختلقه ، { بل هو شاعر } ، يعني أن المشركين اقتسموا القول فيه وفيما يقوله، قال بعضهم: أضغاث أحلام، وقال بعضهم: بل هو فرية، وقال بعضهم: بل محمد شاعر وما جاءكم به شعر. { فليأتنا ، { محمد ، { بآية } ، إن كان صادقاً ، { كما أرسل الأولون } ، من الرسل بالآيات.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ۖ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ
    +/- -/+  
الأية
6
 
{ قال الله تعالى مجيباً لهم } : ما آمنت قبلهم } ، قبل مشركي مكة ، { من قرية } ، أي من أهل قرية أتتهم الآيات ، { أهلكناها } ، أهلكناهم بالتكذيب ، { أفهم يؤمنون { ؟، إن جاءتهم آية، معناه: أن أولئك لم يؤمنوا بالآيات لما أتتهم أفيؤمن هؤلاء؟.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۖ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
    +/- -/+  
الأية
7
 
قوله عز وجل : { وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم } ، هذا جواب لقولهم } : هل هذا إلا بشر مثلكم } ، يعني: إنا لم نرسل الملائكة إلى الأولين إنما أرسلنا رجالاً نوحي إليهم ، { فاسألوا أهل الذكر } ، يعني: أهل التوراة والإنجيل، يريد علماء أهل الكتاب، فإنهم لا ينكرون أن الرسل كانوا بشراً، وإن أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وأمر المشركين بمسألتهم لأنهم إلى تصديق من لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم أقرب منهم إلى تصديق من آمن به. وقال ابن زيد : أراد بالذكر القرآن أراد: فسألوا المؤمنين العالمين من أهل القرآن ، { إن كنتم لا تعلمون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ
    +/- -/+  
الأية
8
 
{ وما جعلناهم } ، أي الرسل ، { جسداً } ، ولم يقل أجساداً لأنه اسم الجنس ، { لا يأكلون الطعام } ، هذا رد لقولهم ، { مال هذا الرسول يأكل الطعام } (الفرقان: 7)، يقول لم نجعل الرسل ملائكةً بل جعلناهم بشراً يأكلون الطعام ، { وما كانوا خالدين } ، في الدنيا.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ
    +/- -/+  
الأية
9
 
{ ثم صدقناهم الوعد } ، الذي وعدناهم بإهلاك أعدائهم ، { فأنجيناهم ومن نشاء } ، أي أنجينا المؤمنين الذين صدقوهم ، { وأهلكنا المسرفين } ، أي المشركين المكذبين، وكل مشرك مسرف على نفسه.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
    +/- -/+  
الأية
10
 
{ لقد أنزلنا إليكم كتاباً } ، يا معشر قريش ، { فيه ذكركم } ، أي شرفكم، كما قال } : وإنه لذكر لك ولقومك } (الزخرف-44)، وهو شرف لمن آمن به. قال مجاهد : فيه حديثكم. وقال الحسن : فيه ذكركم أي ما تحتاجون إليه من أمر دينكم ، { أفلا تعقلون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ
    +/- -/+  
الأية
11
 
{ وكم قصمنا } ، أهلكنا، والقصم: الكسر ، { من قرية كانت ظالمةً } ، أي كافرة، يعني أهلها ، { وأنشأنا بعدها } ، أي: أحدثنا بعد هلاك أهلها ، { قوماً آخرين }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ
    +/- -/+  
الأية
12
 
{ فلما أحسوا بأسنا } ، أي [رأوا] عذابنا بحاسة البصر ، { إذا هم منها يركضون } ، أي يسرعون هاربين.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ
    +/- -/+  
الأية
13
 
{ لا تركضوا } ، أي قيل لهم لا تركضوا لا تهربوا ، { وارجعوا إلى ما أترفتم فيه } ، أي نعمتم به ، { ومساكنكم لعلكم تسألون } ، قال ابن عباس: عن قتل نبيكم. وقال قتادة : من دنياكم شيئاً، نزلت هذه الآية في أهل حصورا، وهي قرية باليمن وكان أهلها العرب، فبعث الله إليهم نبياً يدعوهم إلى الله فكذبوه وقتلوه، فسلط الله عليهم بختنصر، حتى قتلهم وسباهم، فلما استمر فيهم القتل ندموا وهربوا وانهزموا، فقالت الملائكة لهم استهزاءً: لا تركضوا وارجعوا إلى مساكنكم وأموالكم لعلكم تسألون. قال قتادة : لعلكم تسئلون شيئاً من دنياكم، فتعطون من شئتم وتمنعون من شئتم، فإنكم أهل ثروة ونعمة، يقولون ذلك استهزاءً بهم، فاتبعهم بختنصر وأخذتهم السيوف، ونادى مناد من جو السماء: يا ثارات الأنبياء، فلما رأوا ذلك أقروا بالذنوب حين لم ينفعهم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ
    +/- -/+  
 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ
    +/- -/+  
الأية
15
 
{ فما زالت تلك دعواهم } ، أي تلك الكلمة وهي قولهم يا ويلنا، دعاؤهم يدعون بها ويرددونها. { حتى جعلناهم حصيدا } ، بالسيوف كما يحصد الزرع ، { خامدين ، { ميتين.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ
    +/- -/+  
الأية
16
 
قوله عز وجل : { وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين } ، أي عبثاً وباطلاً.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ
    +/- -/+  
الأية
17
 
{ لو أردنا أن نتخذ لهواً } ، اختلفوا في اللهو، قال ابن عباس في رواية عطاء : اللهو المرأة، وهو قول الحسن و قتادة ، وقال في رواية الكلبي : اللهو الولد، وهو قول السدي ، وهو في المرأة أظهر لأن الوطء يسمى لهواً في اللغة، والمرأة محل الوطء ، { لاتخذناه من لدنا } ، أي من عندنا من الحور العين لا من عندكم من أهل الأرض. وقيل: معناه لو كان جائزاً ذلك في صفته لم يتخذه بحيث يظهر لهم ويستر ذلك حتى لا يطلعوا عليه. وتأويل الآية أن النصارى لما قالوا في المسيح وأمه ما قالوا رد الله عليهم بهذا وقال } : لاتخذناه من لدنا ، { لأنكم تعلمون أن ولد الرجل وزوجته يكونان عنده، لا عند غيره ، { إن كنا فاعلين } ، قال قتادة و مقاتل و ابن جريج : { إن ، { للنفي، أي: ما كنا فاعلين. وقيل } : إن كنا فاعلين ، { للشرط أي إن كنا ممن يفعل ذلك لاتخذناه من لدنا، ولكنا لم نفعله لأنه لا يليق بالربوبية.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ
    +/- -/+  
الأية
18
 
{ بل } ، أي دع ذلك الذي قالوا فإنه كذب وباطل ، { نقذف } ، نرمي ونسلط ، { بالحق } ، بالإيمان ، { على الباطل } ، على الكفر، وقيل: الحق قول الله، أنه لا ولد له، والباطل قولهم اتخذ الله ولداً ، { فيدمغه } ، فيهلكه، وأصل الدمغ: شج الرأس حتى يبلغ الدماغ ، { فإذا هو زاهق } ، ذاهب، والمعنى: أنا نبطل كذبهم بما نبين من الحق حتى يضمحل ويذهب، ثم أوعدهم على كذبهم فقال } : ولكم الويل } ، يا معشر الكفار ، { مما تصفون } ، الله بما لا يليق به من الصاحبة والولد. وقال مجاهد : مما تكذبون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ
    +/- -/+  
الأية
19
 
{ وله من في السموات والأرض } ، عبيداً وملكاً ، { ومن عنده } ، يعني الملائكة ، { لا يستكبرون عن عبادته } ، لا يأنفون عن عبادته ولا يتعظون عنها ، { ولا يستحسرون } ، لا يعيون، يقال: حسر واستحسر إذا تعب وأعيا. وقال السدي : لا يتعظون عن العبادة.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ
    +/- -/+  
الأية
20
 
{ يسبحون الليل والنهار لا يفترون } ، لا يضعفون ولا يسأمون، قال كعب الأحبار: التسبيح لهم كالنفس لبني آدم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ
    +/- -/+  
الأية
21
 
{ أم اتخذوا آلهة ، { استفهام بمعنى الجحد، أي لم يتخذوا ، { من الأرض } ، يعني الأصنام من الخشب والحجارة، وهما من الأرض ، { هم ينشرون } ، يحيون الأموات، ولا يستحق الإلهية إلا من يقدر على الإحياء والإيجاد من العدم والإنعام بأبلغ وجوه النعم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ
    +/- -/+  
الأية
22
 
{ لو كان فيهما } ، أي في السماء والأرض ، { آلهة إلا الله } ، أي غير الله ، { لفسدتا } ، لخربتا وهلك من فيهما بوجود التمانع من الآلهة لأن كل أمر صدر عن اثنين فأكثر لم يجر على النظام، ثم نزه نفسه فقال } : فسبحان الله رب العرش عما يصفون } ، أي عما يصفه به المشركون من الشريك والولد.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ
    +/- -/+  
الأية
23
 
{ لا يسأل عما يفعل } ، ويحكم على خلقه لأنه الرب ، { وهم يسألون } ، أي الخلق يسئلون، عن أفعالهم وأعمالهم لأنهم عبيد.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ۖ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَٰذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُمْ مُعْرِضُونَ
    +/- -/+  
الأية
24
 
{ أم اتخذوا من دونه آلهةً } ، استفهام إنكار وتوبيخ ، { قل هاتوا برهانكم } ، أي حجتكم على ذلك، ثم قال مستأنفاً ، { هذا } ، يعني القرآن. { ذكر من معي } ، فيه خبر من معي على ديني ومن يتبعني إلى يوم القيامة بما لهم من الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية. { وذكر } ، خبر ، { من قبلي } ، من الأمم السالفة ما فعل بهم في الدنيا وما يفعل بهم في الآخرة. وعن ابن عباس في رواية عطاء : ذكر من معي: القرآن، وذكر من قبلي: التوراة والإنجيل، ومعناه: راجعوا القرآن والتوراة والإنجيل وسائر الكتب هل تجدون فيها أن الله اتخذ ولداً ، { بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ
    +/- -/+  
الأية
25
 
{ وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه } ، قرأ حمزة و الكسائي وحفص عن عاصم نوحي إليه بالنون وكسر الحاء على التعظيم، لقوله ، { وما أرسلنا } ، وقرأ الآخرون بالياء وفتح الحاء على الفعل المجهول ، { أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } ، وحدون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ
    +/- -/+  
الأية
26
 
قوله عز وجل : { وقالوا اتخذ الرحمن ولداً } ، نزلت في خزاعة حيث قالوا: الملائكة بنات الله ، { سبحانه } ، نزه نفسه عما قالوا ، { بل عباد } ، أي هم عباد، يعني الملائكة ، { مكرمون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ
    +/- -/+  
الأية
27
 
{ لا يسبقونه بالقول } ، لا يتقدمونه بالقول ولا يتكلمون إلا بما يأمرهم به ، { وهم بأمره يعملون } ، معناه أنهم لا يخالفونه قولاً ولا عملاً.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ
    +/- -/+  
الأية
28
 
{ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم } ، أي ما عملوا وما هم عاملون. وقيل: ما كان قبل خلقهم وما يكون بعد خلقهم ، { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى } ، قال ابن عباس: أي لمن قال لا إله إلا الله، وقال مجاهد : أي لمن رضى عنه ، { وهم من خشيته مشفقون } ، خائفون لا يأمنون مكره.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَٰهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ
    +/- -/+  
الأية
29
 
{ ومن يقل منهم إني إله من دونه } ، قال قتادة : عنى به إبليس حيث دعا إلى عبادة نفسه وأمر بطاعة نفسه، فإن أحداً من الملائكة لم يقل إني إله من دون الله ، { فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين } ، الواضعين الإلهية والعبادة في غير موضعها.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ
    +/- -/+  
الأية
30
 
{ أولم ير الذين كفروا } ، قرأ ابن كثير ، { ألم ير } [بغير واو]، وكذلك هو في مصاحفهم، معناه: ألم يعلم الذين كفروا ، { أن السموات والأرض كانتا رتقاً ، { قال ابن عباس رضي الله عنهما و عطاء و قتادة : كانتا شيئاً واحداً ملتزقتين ، { ففتقناهما } ، فصلنا بينهما بالهواء، والرتق في اللغة: السد، والفتق: الشق. قال كعب: خلق الله السموات والأرض بعضها على بعض، ثم خلق ريحاً فوسطها ففتحها بها. قال مجاهد و السدي : كانت السماوات مرتقة طبقة واحدة ففتقها فجعلها سبع سماوات، وكذلك الأرض كانتا مرتقة طبقة واحدة فجعلها سبع أرضين. قال عكرمة و عطية : كانت السماء رتقاً لا تمطر والأرض رتقاً لا تنبت، ففتق السماء بالمطر والأرض بالنبات. وإنما قال } : رتقاً ، { على التوحيد وهو من نعت السماوات والأرض لأنه مصدر وضع موضع الإسم، مثل الزور والصوم ونحوهما. { وجعلنا '' ، [وخلقنا] { من الماء كل شيء حي } ، أي: وأحيينا بالماء الذي ينزل من السماء كل شيء حي أي من الحيوان ويدخل فيه النبات والشجر، يعني أنه سبب لحياة كل شيء والمفسرون يقولون: [يعني] أن كل شيء حي فهو مخلوق من الماء. كقوله تعالى } : والله خلق كل دابة من ماء } (النور-45)، قال أبو العالية : يعني النطفة، فإن قيل: قد خلق الله بعض ما هو حي من غير الماء؟ قيل: هذا على وجه التكثير، يعني أن أكثر الأحياء في الأرض مخلوقة من الماء أو بقاؤه بالماء ، { أفلا يؤمنون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ
    +/- -/+  
الأية
31
 
{ وجعلنا في الأرض رواسي } ، جبالاً ثوابت ، { أن تميد بهم '' ، [يعني كي لا تميد بهم]، ، { وجعلنا فيها } ، في الرواسي } : فجاجاً } ، طرقاً ومسالك، والفج: الطريق الواسع بين الجبلين، أي جعلنا بين الجبال طرقاً حتى يهتدوا إلى مقاصدهم ، { سبلاً } ، تفسير للفجاج ، { لعلهم يهتدون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا ۖ وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ
    +/- -/+  
الأية
32
 
{ وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً } ، من أن تسقط، دليله قوله تعالى } : ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه } (الحج-65)، وقيل: محفوظاً من الشياطين بالشهب، دليله قوله تعالى } : وحفظناها من كل شيطان رجيم } (الحجر-17)، ، { وهم } ، يعني الكفار ، { عن آياتها } ، ما خلق الله فيها من الشمس والقمر والنجوم وغيرهما ، { معرضون } ، لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
    +/- -/+  
الأية
33
 
{ وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون } ، يجرون ويسيرون بسرعو كالسابح في الماء، وإنما قال } : يسبحون } ، ولم يقل يسبح على ما يقال لما لا يعقل، لأنه ذكر عنها فعل العقلاء من الجري والسبح، فذكر على ما يعقل. والفلك: مدار النجوم الذي يضمها، والفلك في كلام العرب: كل شيء مستدير، وجمعه أفلاك، ومنه فلك المغزل. وقال الحسن : الفلك طاحونة كهيئة فلكة المغزل: يريد أن الذي يجري فيه النجوم مستدير كاستدارة الطاحونة. وقال بعضهم: الفلك السماء الذي فيه ذلك فيه ذلك الكوكب، فكل كوكب يجري في السماء الذي قدر فيه، وهو معنى قول قتادة . وقال الكلبي : الفلك استدارة السماء. وقال آخرون: الفلك موج مكفوف دون السماء يجري فيه الشمس والقمر والنجوم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ
    +/- -/+  
الأية
34
 
قوله عز وجل : { وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد } ، دوام البقاء في الدنيا ، { أفإن مت فهم الخالدون } ، أي أفهم الخالدون إن مت؟ نزلت هذه الآية حين قالوا نتربص بمحمد ريب المنون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ
    +/- -/+  
الأية
35
 
{ كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم } ، نختبركم ، { بالشر والخير } ، بالشدة والرخاء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، وقيل: بما تحبون وما تكرهون ، { فتنةً } ، ابتلاءً لننظر كيف شكركم فيما تحبون، وصبركم فيما تكرهون ، { وإلينا ترجعون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَٰذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ هُمْ كَافِرُونَ
    +/- -/+  
الأية
36
 
{ وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك '' ، [ما يتخذونك]، ، { إلا هزواً '' ، [سخرياً]، قال السدي : نزلت في أبي جهل مر به النبي صلى الله عليه وسلم فضحك، وقال: هذا نبي بني عبد مناف ، { أهذا الذي } ، أي يقول بعضهم لبعض أهذا الذي ، { يذكر آلهتكم } ، أي يعيبها، يقال: فلان يذكر فلاناً أي يعيبه، وفلان أي يعيبه، وفلان يذكر الله أي يعظمه ويجله ، { وهم بذكر الرحمن هم كافرون } ، وذلك أنهم كانوا يقولون لا نعرف الرحمن إلا مسيلمة ، { وهم ، { الثانية صلة.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ
    +/- -/+  
الأية
37
 
قوله عز وجل : { خلق الإنسان من عجل } ، اختلفوا فيه، فقال قوم: معناه أن بنيته وخلقته من العجلة وعليها طبع، كما قال } : وكان الإنسان عجولاً } (الإسراء:11). قال سعيد بن جبير و السدي : لما دخلت الروح في رأس آدم وعينه نظر إلى ثمار الجنة فلما دخلت جوفه اشتهى الطعام، فوثب قبل أن تبلغ الروح إلى رجليه عجلاً إلى ثمار الجنة، فوقع فقيل } : خلق الإنسان من عجل } ، والمراد بالإنسان آدم وأورث أولاده العجلة، والعرب تقول للذي يكثر في الشيء: خلقت منه، كما تقول العرب: خلقت في لعب، وخلقت في غضب، يراد المبالغة في وصفه بذلك، يدل على هذا قوله تعالى } : وكان الإنسان عجولا }. وقال قوم: معناه خلق الإنسان يعني آدم من تعجيل في خلق الله إياه، لأن خلقه كان بعد [خلق] كل شيء في آخر النهار يوم الجمعة، فأسرع في خلقه قبل مغيب الشمس. قال مجاهد : فلما أحيا الروح رأسه قال يارب استعجل بخلقي قبل غروب الشمس. وقيل: بسرعة وتعجيل على غير ترتيب خلق سائر الآدميين من النطفة والعلقة والمضغة وغيرها. وقال قوم: من عجل، أي: من طين، قال الشاعر: والنبع في الصخرة الصماء منبتة والنخل ينبت بين الماء والعجل ، { سأريكم آياتي فلا تستعجلون '' ، [نزل هذا في المشركين] كانوا يستعجلون العذاب ويقولون: أمطر علينا حجارة من السماء، وقيل: نزلت في النضر بن الحارث، فقال تعالى } : سأريكم آياتي } ، أي مواعيدي فلا تستعجلون، أي فلا تطلبوا العذاب من قبل وقته، فأراهم يوم بدر، وقيل: كانوا يستعجلون القيامة.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
    +/- -/+  
 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ
    +/- -/+  
الأية
39
 
{ فقال تعالى } : لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون } ، لا يدفعون ، { عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم } ، قيل: ولا عن ظهورهم السياط ، { ولا هم ينصرون } ، يمنعون من العذاب، وجواب لو في قوله } : لو يعلم الذين ، { محذوف معناه: ولو علموا لما أقاموا على كفرهم، ولما استعجلوا، ولا قالوا: متى هذا الوعد؟.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ
    +/- -/+  
الأية
40
 
{ بل تأتيهم } ، يعني الساعة ، { بغتة } ، فجأة ، { فتبهتهم } ، أي تحيرهم، يقال: فلان مبهوت أي متحير ، { فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون } ، يمهلون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
    +/- -/+  
الأية
41
 
{ ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق } ، نزل ، { بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون } ، أي جزاء استهزائهم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَٰنِ ۗ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ
    +/- -/+  
الأية
42
 
{ قل من يكلؤكم } ، يحفظكم ، { بالليل والنهار من الرحمن } ، إن أنزل بكم عذابه، وقال ابن عباس: من يمنعكم من عذاب الرحمن ، { بل هم عن ذكر ربهم } ، عن القرآن ومواعظ الله ، { معرضون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا ۚ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ
    +/- -/+  
الأية
43
 
{ أم لهم } ، أم: صلة فيه، وفي أمثاله ، { آلهة تمنعهم من دوننا } ، فيه تقديم وتأخير، تقديره: أم لهم آلهة من دوننا تمنعهم، ثم وصف الآلهة بالضعف، فقال تعالى } : لا يستطيعون نصر أنفسهم } ، منع أنفسهم، فكيف ينصرون عابديهم ، { ولا هم منا يصحبون } ، قال ابن عباس: يمنعون. وقال عطية : عنه يجارون، تقول العرب: أنا لك جار وصاحب من فلان، أي مجير منه. وقال مجاهد : ينصرون. وقال قتادة : ولا يصحبون من الله بخير.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
بَلْ مَتَّعْنَا هَٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۗ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ
    +/- -/+  
الأية
44
 
{ بل متعنا هؤلاء } ، الكفار ، { وآباءهم } ، في الدنيا أي أمهلناهم. وقيل: أعطيناهم النعمة ، { حتى طال عليهم العمر } ، أي امتد بهم الزمان فاغتروا. { أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها } ، يعني ما ننقص من أطراف المشركين ونزيد في أطراف المؤمنين، يريد ظهور النبي صلى الله عليه وسلم وفتحه ديار الشرك أرضاً فأرضاً ، { أفهم الغالبون } ، أم نحن.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ ۚ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ
    +/- -/+  
الأية
45
 
{ قل إنما أنذركم بالوحي } ، أي أخوفكم بالقرآن ، { ولا يسمع الصم الدعاء } ، قرأ ابن عامر بالتاء وضمها وكسر الميم، ((الصم)) نصب، جعل الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وقرأ الآخرون بالياء وفتحها وفتح الميم، ((الصم)) رفع ، { إذا ما ينذرون } ، يخوفون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ
    +/- -/+  
الأية
46
 
{ ولئن مستهم } ، أصابتهم ، { نفحة } ، قال ابن عباس رضي الله عنهما طرف. وقيل: قليل. قال ابن جريج : نصيب، من قولهم نفح فلان لفلان من ماله أي أعطاه حظاً منه. وقيل: ضربة من قولهم نفحت الدابة برجلها أي ضربت ، { من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين } ، أي بإهلاكنا إنا كنا مشركين، دعوا على أنفسهم بالويل بعدما أقروا بالشرك.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ
    +/- -/+  
الأية
47
 
{ ونضع الموازين القسط } ، أي ذوات القسط، والقسط: العدل ، { ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً } ، لا ينقص من ثواب حسناته ولا يزاد على سيآته، وفي الأخبار: إن الميزان له لسان وكفتان. روى أن داود عليه السلام سأل ربه أن يريه الميزان فأراه كل كفة ما بين المشرق والمغرب، فغشي عليه، ثم أفاق فقال: يا إلهي من الذي يقدر أن يملأ كفته حسنات؟ فقال: يا داود إني [إذا] رضيت على عبدي ملأتها بتمرة. { وإن كان مثقال حبة من خردل } ، قرأ أهل المدينة ، { مثقال ، { برفع اللام هاهنا وفي سورة لقمان، أي وإن وقع مثقال حبة، ونصبها الآخرون على معنى: وإن كان ذلك الشيء مثقال حبة أي زنة حبة من خردل ، { أتينا بها } ، أحضرناها لنجازي بها. { وكفى بنا حاسبين } ، قال السدي : محصين، والحسب معناه: العد، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: عالمين حافظين، لأن من حسب شيئاً علمه وحفظه.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ
    +/- -/+  
الأية
48
 
قوله عز وجل : { ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان } ، يعني الكتاب المفق بين الحق والباطل، وهو التوراة. وقال ابن زيد : الفرقان النصر على الأعداء، كما قال الله تعالى } : وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان } (الأنفال: 41)، يعني يوم بدر، لأنه قال ، { وضياءً } ، أدخل الواو فيه أي آتينا موسى النصر والضياء وهو التوراة. ومن قال: المراد بالفرقان التوراة، قال: الواو في قوله } : وضياءً } ، زائدة مقحمة، معناه: آتيناه التوراة ضياء، وقيل: هو صفة أخرى للتوراة ، { وذكراً } ، تذكيراً ، { للمتقين }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ
    +/- -/+  
الأية
49
 
{ الذين يخشون ربهم بالغيب } ، أي يخافونه ولم يروه ، { وهم من الساعة مشفقون } ، خائفون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَهَٰذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ ۚ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ
    +/- -/+  
الأية
50
 
{ وهذا ذكر مبارك أنزلناه } ، يعني القرآن وهو ذكر لمن يذكر به، مبارك يتبرك به ويطلب منه الخير ، { أفأنتم } ، يا أهل مكة ، { له منكرون } ، جاحدون، وهذا استفهام توبيخ وتعيير.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ
    +/- -/+  
الأية
51
 
قوله عز وجل : { ولقد آتينا إبراهيم رشده } ، قال القرظي : أي صلاحة ، { من قبل } ، أي من قبل موسى وهارون، وقال المفسرون: رشده، أي هداه من قبل أي من قبل البلوغ، وهو حين حرج من السرب وهو صغير، يريد هديناه صغيراً كما قال تعالى ليحيى عليه السلام } : وآتيناه الحكم صبياً } (مريم:12)، ، { وكنا به عالمين } ، أنه أهل للهداية والنبوة.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ
    +/- -/+  
الأية
52
 
{ إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل } ، أي الصور، يعني الأصنام ، { التي أنتم لها عاكفون } ، أي على عبادتها مقيمون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ
    +/- -/+  
 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
    +/- -/+  
الأية
54
 
{ قال ، { إبراهيم ، { لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين } ، خطأ بين بعبادتكم إياها.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ
    +/- -/+  
الأية
55
 
{ قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين } ، يعنون أجاد أنت فيما تقول أم [أنت من اللاعبين؟].

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ
    +/- -/+  
الأية
56
 
{ قال بل ربكم رب السموات والأرض الذي فطرهن } ، خلقهن ، { وأنا على ذلكم من الشاهدين } ، أي على أنه الإله الذي لا يستحق العبادة غيره. وقيل: من الشاهدين على أنه خالق السموات والأرض.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ
    +/- -/+  
الأية
57
 
{ وتالله لأكيدن أصنامكم } ، لأمكرن بها ، { بعد أن تولوا مدبرين } ، أي بعد أن تدبروا منطلقين إلى عيدكم. قال مجاهد و قتادة : إنما قال إبراهيم هذا سراً من قومه ولم يسمع ذلك إلا رجل واحد فأفشاه عليه، وقال: إنا سمعنا فتىً يذكرهم يقال له إبراهيم. قال السدي : كان لهم في كل سنة مجمع وعيد وكانوا إذا رجعوا من عيدهم دخلوا على الأصنام فسجدوا لها، ثم عادوا إلى منازلهم، فلما كان ذلك العيد قال أبو إبراهيم له: يا إبراهيم لو خرجت معنا إلى عيدنا أعجبك ديننا، فخرج معهم إبراهيم، فلما كان ببعض الطريق ألقى نفسه، وقال إني سقيم، يقول أشتكي رجلي فلما مضوا نادى في آخرهم وقد بقي ضعفاء الناس ، { وتالله لأكيدن أصنامكم ، { فسمعوها منه، ثم رجع إبراهيم إلى بيت الآلهة وهن في بهو عظيم مستقبل باب البهو صنم عظيم إلى جنبه أصغر منه، والأصنام بعضها إلى جنب بعض كل صنم يليه أصغر منه إلى باب البهو، وإذا هم قد جعلوا طعاماً فوضعوه بين يدي الآلهة، وقالوا: إذا رجعنا وقد بركت الآلهة في طعامنا أكلنا، فلما نظر إليهم إبراهيم وإلى ما بين أيديهم من الطعام، قال لهم: علىطريق الاستهزاء ألا تأكلون؟، فلما لم تجبه قال: ما لكم لا تنطقون؟. فراغ عليهم ضرباً باليمين، وجعل يكسرهن في يده حتى إذا لم يبق إلا الصنم الأكبر علق الفأس في عنقه ثم خرج، فذلك قوله عز وجل.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ
    +/- -/+  
الأية
58
 
{ فجعلهم جذاذاً } ، قرأ الكسائي ، { جذاذاً ، { بكسر الجيم أي كسراً وقطعاً جمع جذيذ، وهو الهشيم مثل خفيف وخفاف، وقرأ الآخرون بضمه، مثل الحطام والرفات ، { إلا كبيراً لهم } ، فإنه لم يكسره ووضع الفأس على عنقه، وقيل ربطه بيده وكانت اثنين وسبعين صنماً بعضها من ذهب وبعضها من فضة وبعضها من حديد ورصاص وسبة وخشب وحجر، وكان الصنم الكبير من الذهب مكللاً بالجواهر في عينيه ياقوتتان تتقدان. قوله تعالى } : لعلهم إليه يرجعون } ، قيل: معناه لعلهم يرجعون إلى دينه وإلى ما يدعوهم إليه إذا علموا ضعف الآلهة وعجزها، وقيل: لعلهم إليه يرجعون فيسألونه، فلما رجع القوم من عيدهم إلى بيت آلهتهم ورأوا أصنامهم جذاذاً.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ
    +/- -/+  
الأية
59
 
{ قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين } ، أي من المجرمين.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ
    +/- -/+  
الأية
60
 
{ قالوا } ، يعني الذين سمعوا قول إبراهيم } : وتالله لأكيدن أصنامكم '' ، ، { سمعنا فتىً يذكرهم } ، يعيبهم ويسبهم ، { يقال له إبراهيم } ، هو الذي نظن صنع هذا، فبلغ ذلك نمرود الجبار وأشراف قومه.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ
    +/- -/+  
الأية
61
 
{ قالوا فاتوا به على أعين الناس } ، قال نمرود: يقول جيئوا ظاهراً بمرأى من الناس ، { لعلهم يشهدون } ، عليه أنه الذي فعله، كرهوا أن يأخذوه بغير بينة، قال الحسن و قتادة و السدي ، وقال محمد بن إسحاق ، { لعلهم يشهدون } ، أي يحضرون عقابه وما يصنع به فلما أتوا به،

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ
    +/- -/+  
 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ
    +/- -/+  
الأية
63
 
{ قال } ، إبراهيم ، { بل فعله كبيرهم هذا } ، غضب من أن تعبدوا معه هذه الصغار وهو أكبر منها فكسرهن، وأراد بذلك إبراهيم إقامة الحجة عليهم، فذلك قوله } : فاسألوهم إن كانوا ينطقون } ، حتى يخبروا منفعل ذلك بهم. قال القتيبي : معناه بل فعله كبيرهم إن كانوا ينطقون على سبيل الشرط، فجعل النطق شرطاً للفعل، أي إن قدروا على النطق قدروا على الفعل، فأراهم عجزهم عن النطق، وفي [ضمنه أنا فعلت،. وروي عن الكسائي أنه كان يقف عند قوله ، { بل فعله ، { ويقول: معناه [فعله] من فعله، والأول أصح لما روي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال } : لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات، اثنتان منهن في ذات الله، قوله } : إني سقيم } (الصافات : 89)، وقوله } : بل فعله كبيرهم } ، وقوله لسارة (هذه أختي ) . وقيل في قوله } : إني سقيم } '' أي سأسقم، وقيل: سقم القلب أي مغتم بضلالتكم، وقوله لسارة: هذه أختي أي في الدين، وهذه التأويلات لنفي الكذب عن إبراهيم، والأولى هو الأول للحديث فيه، ويجوز أن يكون الله عز وجل أذن له في ذلك لقصد الصلاح وتوبيخهم والاحتجاج عليهم، كما أذن ليوسف حتى أمر مناديه فقال لإخوته } : أيتها العير إنكم لسارقون } (يوسف:70). ولم يكونوا سرقوا.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ
    +/- -/+  
الأية
64
 
{ فرجعوا إلى أنفسهم } ، أي فتفكروا بقلوبهم، ورجعوا إلى عقولهم ، { فقالوا } ، ما نراه إلا كما قال } : إنكم أنتم الظالمون } ، يعني بعبادتكم من لا يتكلم. وقيل: أنتم الظالمون هذا الرجل في سؤالكم إياه وهذه آلهتكم حاضرة فاسئلوها.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ
    +/- -/+  
الأية
65
 
{ ثم نكسوا على رؤوسهم } ، قال أهل التفسير: أجرى الله الحق على لسانهم في القول الأول، ثم أدركتهم الشقاوة، فهو معنى قوله } : ثم نكسوا على رؤوسهم } ، أي ردوا إلى الكفر بعد أن أقروا على أنفسهم بالظلم، يقال نكس المريض إذا رجع إلى حاله الأول، وقالوا ، { لقد علمت ما هؤلاء ينطقون } ، فكيف نسألهم؟ فلما اتجهت الحجة لإبراهيم عليه السلام،

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ
    +/- -/+  
الأية
66
 
{ قال } ، لهم ، { أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً } ، إن عبدتموه ، { ولا يضركم } ، إن تركتم عبادته.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
    +/- -/+  
الأية
67
 
{ أف لكم } ، أي تباً وقذراً لكم ، { ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون } ، أي أليس لكم عقل تعرفون هذا، فلما لزمتهم الحجة وعجزوا عن الجواب.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ
    +/- -/+  
الأية
68
 
{ قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين } ، أي: إن كنتم ناصرين لها. قال ابن عمر رضي الله عنهما: إن الذي قال هذا رجل من الأكراد. وقيل: اسمه ((هيزن)) فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة. وقيل: قاله نمرود، فلما أجمع نمرود وقومه على إحراق إبراهيم عليه السلام، حبسوه في بيت، وبنوا له بنياناً كالحظيرة. وقيل: بنوا أتوناً بقرية يقال لها ((كوثى)) ثم جمعوا له صلاب الحطب من أصناف الخشب مدة حتى كان الرجل يمرض فيقول لئن عافاني الله لأجمعن حطباً لإبراهيم، وكانت المرأة تنذر في بعض ما تطلب لئن أصابته لتحبطن في نار إبراهيم، وكان الرجل يوصي بشراء الحطب وإلقائه فيه، وكانت المرأة تغزل وتشتري الحطب بغزلها، فتلقيه فيه احتساباً في دينها. قال ابن إسحاق كانوا يجمعون الحطب شهراً فلما جمعوا ما أرادوا في كل ناحية من الحطب فاشتعلت النار واشتدت حتى أن كان الطير ليمر بها فيحترق من شدة وهجها، فأوقدوا عليها سبعة أيام. روي أنهم لم يعلموا كيف يلقونه فيها فجاء إبليس فعلمهم عمل المنجنيق فعملوا، ثم عمدوا إلى إبراهيم فرفعوه على رأس البنيان وقيدوه ثم وضعوه في المنجنيق مقيداً مغلولاً، فصاحت السماء والأرض ومن فيها من الملائكة وجميع الخلق إلا الثقلين صيحة واحدة، أي ربنا إبراهيم خليلك يلقى في النار وليس في أرضك أحد يعبدك غيره فآذن لنا في نصرته، فقال الله عز وجل: إنه خليلي ليس لي خليل غيره، وأنا إلهه وليس له إله غيري، فإن استغاث بشيء منكم أو دعاه فلينصره فقد أذنت له في ذلك، وإن لم يدع غيري فأنا أعلم به وأنا وليه فخلوا بيني وبينه، فلما أرادوا إلقاءه في النار أتاه خازن المياه فقال: إن أردت أخمدت النار، وأتاه خازن الرياح فقال: إن شئت طيرت النار في الهواء، فقال إبراهيم: لا حاجة لي إليكم حسبي الله ونعم الوكيل. وروي عن أبي كعب أن إبراهيم قال حين أوثقوه ليلقوه في النار لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين لك الحمد ولك الملك لا شريك لك، ثم رموا به في المنجنيق إلى النار، واستقبله جبريل فقال: يا إبراهيم لك حاجة؟ فقال أما إليك فلا، قال جبريل: فاسأل ربك، فقال إبراهيم حسبي من سؤالي علمه بحالي. قال كعب الأحبار: جعل كل شيء يطفيء عنه النار إلا الوزغ فإنه كان ينفخ في النار. أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا عبيد الله بن موسى و ابن سلام عنه أخبرنا ابن جريج عن عبد الحميد بن جبير عن سعيد بن المسيب عن أم شريك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، { أمر بقتل الوزغ، وقال: كان ينفخ النار على إبراهيم }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ
    +/- -/+  
الأية
69
 
{ قال تعالى } : قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم } ، قال ابن عباس: لو لم يقل سلاماً لمات إبراهيم من بردها، ومن المعروف في الآثار أنه لم يبق يومئذ نار في الأرض إلا طفئت، فلم ينتفع في ذلك اليوم بنار في العالم، ولو لم يقل وسلاماً على إبراهيم بقيت ذات برد أبداً. قال السدي : فأخذت الملائكة بضبعي إبراهيم فأقعدوه على الأرض، فإذا عين ماء عذب وورد أحمر ونرجس. قال كعب: ما أحرقت النار في إبراهيم إلا وثاقه، قالوا: وكان إبراهيم في ذلك الموضع سبعة أيام. قال المنهال بن عمرو : قال إبراهيم ما كنت أياماً قط أنعم مني من الأيام التي كنت فيها في النار. قال ابن يسار : وبعث الله عز وجل ملك الظل في صورة إبراهيم فقعد فيها إلى جنب إبراهيم يؤنسه، قالوا وبعث الله جبريل بقميص من حرير الجنة وطنفسة فألبسه القميص وأقعده على الطنفسة وقعد معه يحدثه، وقال جبريل: يا إبراهيم إن ربك يقول: أما علمت أن النار لا تضر أحبائي. ثم نظر نمرود وأشرف على إبراهيم من صرح له فرآه جالساً في روضة والملك قاعد إلى جنبه وما حوله نار تحرق الحطب، فناداه: يا إبراهيم كبير إلهك الذي بلغت قدرته أن حال بينك وبين ما أرى، يا إبراهيم هل تستطيع أن تخرج منها؟ قال: نعم، قال: هل تخشى إن أقمت فيها أن تضرك؟ قال: لا، قال: فقم فاخرج منها، فقام إبراهيم يمشي فيها حتى خرج منها، فلما خرج إليه قال له: يا إبراهيم من الرجل الذي رأيته معك في صورتك قاعداً إلى جنبك؟ قال: ذلك ملك الظل أرسله إلي ربي ليؤنسني فيها، فقال نمرود: يا إبراهيم إني مقرب إلى إلهك قرباناً لما رأيت من قدرته وعزته فيما صنع بك حين أبيت إلا عبادته وتوحيده إني ذابح له أربعة آلاف بقرة، فقال له إبراهيم: إذاً لا يقبل الله منك ما كنت على دينك حتى تفارقه إلى ديني، فقال: لا أستطيع ترك ملكي. ولكن سوف أذبحها له فذبحها له نمرود ثم كف عن إبراهيم، ومنعه الله منه. قال شعيب الجبائي : ألقي إبراهيم في النار وهو ابن ست عشرة سنة.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ
    +/- -/+