Prev  

43. Surah Az-Zukhruf سورة الزخرف

  Next  



تفسير البغوي - الزخرف - Az-Zukhruf -
 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
بِسْم ِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
حم
    +/- -/+  
 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ
    +/- -/+  
الأية
2
 
{ والكتاب المبين } ، أقسم بالكتاب الذي أبان طريق الهدى من طريق الضلالة، وأبان ما تحتاج إليه الأمة من الشريعة.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
    +/- -/+  
الأية
3
 
{ إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون } ، قوله: ((جعلناه)) أي: صيرنا قراءة هذا الكتاب عربياً. وقيل: بيناه. وقيل: سميناه. وقيل: وصفناه، يقال: جعل فلان زيداً أعلم الناس، أي وصفه، هذا كقوله تعالى } : وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً } (الزخرف-19) وقوله } : جعلوا القرآن عضين } (الحجر-91)، وقال } : أجعلتم سقاية الحاج } (التوبة-19)، كلها بمعنى الوصف والتسمية.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ
    +/- -/+  
الأية
4
 
{ وإنه } ، يعني القرآن ، { في أم الكتاب } ، في اللوح المحفوظ. قال قتادة : ((أم الكتاب)): أصل الكتاب، وأم كل شيء: أصله. قال ابن عباس: أول ما خلق الله القلم فأمره أن يكتب بما يريد أن يخلق، فالكتاب عنده، ثم قرأ (( وإنه في أم الكتاب لدينا ))، فالقرآن مثبت عند الله في اللوح المحفوظ كما قال } : بل هو قرآن مجيد * في لوح محفوظ } (البروج-21). { لعلي حكيم } ، قال قتادة : يخبر عن منزلته وشرفه، أي: إن كذبتم بالقرآن يا أهل مكة فإنه عندنا لعلي رفيع شريف محكم من الباطل.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ
    +/- -/+  
الأية
5
 
{ أفنضرب عنكم الذكر صفحاً } ، يقال: ضربت عنه وأضربت عنه إذا تركته وأمسكت عنه، و ((الصفح)) مصدر قولهم صفحت عنه إذا أعرضت عنه، وذلك بأن توليه صفحة وجهك [وعنقك]، والمراد بالذكر القرآن. ومعناه: أفنترك عنكم الوحي ونمسك عن إنزال القرآن فلا نأمركم [ولا ننهاكم] من أجل أنكم أسرفتم في كفركم وتركتم الإيمان؟ استفهام بمعنى الإنكار، أي: لا نفعل ذلك، وهذا قول قتادة وجماعة. قال قتادة : والله لو كان هذا القرآن رفع حين رده أوائل هذه الأمة لهلكوا، ولكن الله عاد عليهم بعائدته ورحمته، فكرره عليهم عشرين سنة أو ما شاء الله. وقيل: معناه: أفنضرب عنكم بتذكيرها إياكم صافحين معرضين. قال الكسائي : أفنطوي عنكم الذكر طياً فلا تدعون ولا توعظون. وقال الكلبي : أفنترككم سدىً لا نأمركم ولا ننهاكم. وقال مجاهد و السدي : أفنعرض عنكم ونترككم فلا نعاقبكم على كفركم. { أن كنتم قوما مسرفين ، { قرأ أهل المدينة وحمزة والكسائي ( إن كنتم) بكسر الهمزة ، { أن كنتم قوماً مسرفين } ، قرأ أهل المدينة و حمزة و الكسائي : ((إن كنتم)) بكسر الهمزة، على معنى: إذ كنتم، كقوله } : وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين } (آل عمران-139)، وقرأ الآخرون بالفتح، على معنى: لأن كنتم قوماً مسرفين [مشركين].

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ
    +/- -/+  
 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
    +/- -/+  
الأية
7
 
{ وما يأتيهم } ، أي وما كان يأتيهم ، { من نبي إلا كانوا به يستهزئون } ، كاستهزاء قومك بك، يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَىٰ مَثَلُ الْأَوَّلِينَ
    +/- -/+  
الأية
8
 
{ فأهلكنا أشد منهم بطشاً } ، أي أقوى من قومك، يعني الأولين الذين أهلكوا بتكذيب الرسل ، { ومضى مثل الأولين } ، أي صفتهم وسنتهم وعقوبتهم، فعاقبة هؤلاء كذلك في الإهلاك.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ
    +/- -/+  
الأية
9
 
{ ولئن سألتهم } ، أي سألت قومك ، { من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم } ، أقرروا بأن الله خالقها، وأقروا بعزه وعلمه ثم عبدوا غيره وأنكروا قدرته على البعث لفرط جهلهم. إلى هاهنا تم الإخبار عنهم، ثم ابتدأ دالاً على نفسه بصنعه فقال:

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
    +/- -/+  
الأية
10
 
{ الذي جعل لكم الأرض مهداً وجعل لكم فيها سبلاً لعلكم تهتدون }. إلى مقاصدكم في أسفاركم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا ۚ كَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ
    +/- -/+  
الأية
11
 
{ والذي نزل من السماء ماءً بقدر } ، أي بقدر حاجتكم إليه لا كما أنزل على قوم نوح بغير قدر حتى أهلكهم. { فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك } ، أي كما أحيينا هذه البلدة [الميتة] بالمطر كذلك ، { تخرجون } ، من قبوركم أحياء.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ
    +/- -/+  
الأية
12
 
{ والذي خلق الأزواج } ، أي الأصناف ، { كلها }: { وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون } ، في البر والبحر.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
لِتَسْتَوُوا عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ
    +/- -/+  
الأية
13
 
{ لتستووا على ظهوره } ، ذكر الكناية لأنه ردها إلى ((ما)). { ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه } ، بتسخير المراكب في البر والبحر ، { وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا } ، ذلل لنا هذا ، { وما كنا له مقرنين } ، مطيقين، وقيل: ضابطين.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَإِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ
    +/- -/+  
الأية
14
 
{ وإنا إلى ربنا لمنقلبون } ، لمنصرفون في المعاد. أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق ، أخبرني علي بن ربيعة أنه ، { شهد علياً رضي الله عنه حين ركب فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله، فلما استوى قال: الحمد لله، ثم قال: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ثم حمد ثلاثاً وكبر ثلاثاً، ثم قال: لا إله إلا الله ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك، فقال: ما يضحكك يا أمير المؤمنين؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ما فعلت، وقال مثل مثل ما قلت، ثم ضحك، فقلنا: ما يضحكك يا نبي الله؟ قال:العبد أو قال: عجبت للعبد إذا قال لا إله إلا الله ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، يعلم أنه لا يغفر الذنوب إلا هو }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا ۚ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ
    +/- -/+  
الأية
15
 
قوله عز وجل : { وجعلوا له من عباده جزءاً } ، أي نصيباً وبعضاً وهو قولهم: الملائكة بنات الله، ومعنى الجعل -هاهنا- الحكم بالشيء والقول، كما تقول: جعلت زيداً أفضلف الناس، أي وصفته وحكمت به ، { إن الإنسان } ، يعني الكافر ، { لكفور } ، جحود لنعم الله ، { مبين } ، ظاهر الكفران.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ
    +/- -/+  
الأية
16
 
{ أم اتخذ مما يخلق بنات } ، هذا استفهام توبيخ وإنكار، يقول: اتخذ ربكم لنفسه البنات ، { وأصفاكم بالبنين { ؟ كقوله } : أفأصفاكم ربكم بالبنين } (الإسراء-40).

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَٰنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ
    +/- -/+  
الأية
17
 
{ وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلاً } ، بما جعل لله شبهاً، وذلك أن ولد كل شيء يشبهه، يعني إذا بشر أحدهم بالبنات كما ذكر في سورة النحل } : وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم } (النحل-58) من الحزن والغيظ.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ
    +/- -/+  
الأية
18
 
{ أو من ينشأ } ، قرأ حمزة و الكسائي وحفص: ((ينشأ)) بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين، أي يربى، وقرأ الآخرون بفتح الياء وسكون النون وتخفيف الشين، أي ينبت ويكبر ، { في الحلية } ، في الزينة يعني النساء ، { وهو في الخصام غير مبين } ، في المخاصمة غير مبين للحجة من ضعفهن وسفههن، قال قتادة في هذه الآية: فلما تتكلم امرأة فتريد أن تتكلم بحجتها إلا تكلمت بالحجة عليها. وفي محل ((من)) ثلاثة أوجه: الرفع على الابتداء، والنصب على الإضمار، مجازه: أو من ينشؤ في الحلية يجعلونه بنات الله، والخفض رداً على قوله: ((مما يخلق))، وقوله: ((بما ضرب)).

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا ۚ أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ۚ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ
    +/- -/+  
الأية
19
 
{ وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً } ، قرأ أهل الكوفة، وأبو عمرو: ((عباد الرحمن)) بالباء والألف بعدها ورفع الدال كقوله تعالى } : بل عباد مكرمون } (الأنبياء-26)، وقرأ الآخرون: ((عند الرحمن)) بالنون ونصب الدال على الظرف، وتصديقه قوله عز وجل } : إن الذين عند ربك } (الأعراف-206) الآية ، { أشهدوا خلقهم } ، قرأ أهل المدينة على ما لم يسم فاعله، ولين الهمزة الثانية بعد همزة الاستفهام، أي: أحضروا خلقهم، وقرأ الآخرون بفتح الشين أي أحضروا خلقهم حين خلقوا، وهذا كقوله } : أم خلقنا الملائكة إناثاً وهم شاهدون } (الصافات-150)، ، { ستكتب شهادتهم } ، على الملائكة أنهم بنات الله ، { ويسألون } ، عنها. قال الكلبي و مقاتل : لما قالوا هذا القول سألهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال } : ما يدريكم أنهم إ ناث؟ ، { قالوا: سمعنا من آبائنا ونحن نشهد أنهم لم يكذبوا، فقال الله تعالى } : ستكتب شهادتهم ويسألون } ، عنها في الآخرة.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَٰنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ ۗ مَا لَهُمْ بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ
    +/- -/+  
الأية
20
 
{ وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم } ، يعني الملائكة، قاله قتادة و مقاتل و الكلبي ، قال مجاهد : يعني الأوثان، وإنما لم يعجل عقوبتنا على عبادتنا إياها لرضاه منا بعبادتها. قال الله تعالى } : ما لهم بذلك من علم } ، فيما يقولون ، { إن هم إلا يخرصون ، { ما هم إلا كاذبون في قولهم: إن الله تعالى رضي منا بعادتها، وقيل: إن هم إلا يخرصون، في قولهم: إن الملائكة إناث وإنههم بنات الله.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ
    +/- -/+  
الأية
21
 
1 . { أم آتيناهم كتاباً من قبله } ، أي من قبل القرآن بأن يعبدوا غير الله ، { فهم به مستمسكون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ
    +/- -/+  
الأية
22
 
{ بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة } ، على دين وملة، قال مجاهد : على إمام. { وإنا على آثارهم مهتدون } ، جعلوا أنفسهم باتباع آبائهم مهتدين.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ
    +/- -/+  
الأية
23
 
{ وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها } ، أغنياؤها ورؤساؤها ، { إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون } ، بهم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ ۖ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ
    +/- -/+  
الأية
24
 
{ قل } ، قرأ ابن عامر وحفص: ((قال)) على الخبر، وقرأ الآخرون ((قل)) على الأمر ، { أو لو جئتكم } ، قرأ أبو جعفر : ((جئناكم)) على الجمع، والآخرون ((جئتكم)) على الواحد ، { بأهدى } ، بدين أصوب ، { مما وجدتم عليه آباءكم } ، قال الزجاج : قل لهم [يا محمد]: أتتبعون ما وجدتم عليه آباءكم وإن جئتكم بأهدى منه؟ فأبوا أن يقبلوا، و ، { قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ ۖ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ
    +/- -/+  
 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ
    +/- -/+  
الأية
26
 
قوله عز وجل : { وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء } ، أي بريء، ولا يثنى البراء ولا يجمع ولا يؤنث لأنه مصدر موضع النعت. { مما تعبدون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ
    +/- -/+  
 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
    +/- -/+  
الأية
28
 
{ وجعلها } ، يعني هذه الكلمة ، { كلمةً باقيةً في عقبه } ، قال مجاهد و قتادة : يعني كلمة التوحيد، وهي (( لا إله إلا الله )) كلمة باقية في عقبه في ذريته. قال قتادة : لا يزال في ذريته من يعبد الله ويوحده. وقال القرظي : يعني: وجعل وصية إبراهيم التي أوصى بها بنيه باقية في نسله وذريته، وهو قوله عز وجل } : ووصى بها إبراهيم بنيه } (البقرة-132). وقال ابن زيد : يعني قوله } : أسلمت لرب العالمين } (البقرة-131)، وقرأ } : هو سماكم المسلمين } (الحج-78). { لعلهم يرجعون } ، لعل أهل مكة يتبعون هذا الدين ويرجعون عما هم عليه إلى دين إبراهيم. وقال السدي : لعلهم يتوبون ويرجعون إلى طاعة الله عز وجل.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
بَلْ مَتَّعْتُ هَٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ
    +/- -/+  
الأية
29
 
{ بل متعت هؤلاء وآباءهم } ، يعني: المشركين في الدنيا، ولم أعالجهم بالعقوبة على الكفر ، { حتى جاءهم الحق } ، يعني القرآن، وقال الضحاك : الإسلام. { ورسول مبين } ، يبين لهم الأحكام وهو محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من حق هذا الإنعام أم يطيعوه، فلم يفعلوا، وعصوا.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ
    +/- -/+  
الأية
30
 
{ وهو قوله عز وجل } : ولما جاءهم الحق } ، يعني القرآن ، { قالوا هذا سحر وإنا به كافرون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ
    +/- -/+  
الأية
31
 
{ وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } ، يعنون الوليد بن المغيرة من مكة، وعروة بن مسعود الثقفي بالطائف، قاله قتادة . وقال مجاهد : عتبة بن ربيعة من مكة، وابن عبد ياليل الثقفي من الطائف. وقيل: الوليد بن المغيرة من مكة، والطائف: حبيب بن عمرو بن عمرو بن عمير الثقفي. ويروى هذا عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ
    +/- -/+  
الأية
32
 
قال الله تعالى : { أهم يقسمون رحمةً ربك } ، يعني النبوة، قال مقاتل ، يقول: بأيديهم مفاتيح الرسالة فيضعونها حيث شاؤوا؟ ثم قال } : نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا } ، فجعلنا هذا غنياً وهذا فقيراً وهذا ملكاً وهذا مملوكاً، فكما فضلنا بعضهم على بعض في الرزق كما شئنا، كذلك اصطفينا بالرسالة من شئنا. { ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات } ، بالغنى والمال ، { ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً } ، ليستخدم بعضهم بعضا فيسخر الأغنياء بأموالهم الأجراء الفقراء بالعمل، فيكون بعضهم لبعض سبب المعاش، هذا بماله، وهذا بأعماله، فليتئم قوام أمر العالم. وقال قتادة و الضحاك : يملك بعضهم بمالهم بعضاً بالعبودية والملك. { ورحمة ربك '' ، [يعني الجنة]، ، { خير } ، للمؤمنين ، { مما يجمعون } ، مما يجمع الكفار من الأموال.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ
    +/- -/+  
الأية
33
 
{ ولولا أن يكون الناس أمةً واحدةً } ، أي: لولا أن يصيروا كلهم كفاراً فيجتمعون على الكفر ، { لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة } ، قرأ ابن كثير ، و أبو جعفر ، وأبو عمرو: ((سقفاً)) بفتح السين وسكون القاف على الواحد، ومعناه الجمع، كقوله تعالى } : فخر عليهم السقف من فوقهم } (النحل-26)، وقرأ الباقون بضم السين والقاف على الجمع، وهي جمع ((سقف)) مثل: رهن ورهن، قال أبو عبيدة: ولا ثالث لهما. وقيل: هو جمع سقيف. وقيل: جمع سقوف جمع الجمع. { ومعارج } ، مصاعد ودرجاً من فضة ، { عليها يظهرون } ، يعلون ويرتقون، يقال: ظهرت على السطح إذا علوته.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ
    +/- -/+  
الأية
34
 
{ ولبيوتهم أبواباً } ، من فضة ، { وسرراً } ، أي: وجعلنا لهم سرراً من فضة ، { عليها يتكئون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَزُخْرُفًا ۚ وَإِنْ كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ
    +/- -/+  
الأية
35
 
{ وزخرفاً } ، أي وجعلنا مع ذلك لهم زخرفاً وهو الذهب، نظيره } : أو يكون لك بيت من زخرف } (الإسراء-93)، ، { وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا } ، قرأ حمزة وعاصم: ((لما)) بالتشديد على معنى: وما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا فكان: ((لما)) بمعنى إلا، وخففه الآخرون على معنى: وكل ذلك متاع الحياة الدنيا، فيكون: ((إن)) للابتداء، و ((ما)) صلة، يريد: إن هذا كله متاع الحياة الدنيا يزول ويذهب ، { والآخرة عند ربك للمتقين } ، خاصة يعني الجنة. أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ، أخبرنا أبو العباس عبد الله بن محمد بن هارون الطيسفوني ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد الترابي ، أخبرنا أبةو بكر أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام ، أخبرنا أحمد بن سيار القرشي ، حدثنا عبد الرحمن بن يونس أبو مسلم ، حدثنا أبو بكر بن منظور ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم } : لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها قطرة ماء }. أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث ، أخبرنا محمد بن يعقوب الكسائي ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله الخلال ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، عن مجالد بن سعيد ، عن قيس بن أبي حازم، عن المستورد بن شداد أخي بني فهر قال } : كنت في الركب الذين وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السخلة الميتة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:أترون هذه هانت على أهلها حين ألقوها؟ قالوا: من هوانها ألقوها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:فالدنيا أهون على الله من هذه على أهلها }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
    +/- -/+  
الأية
36
 
قوله عز وجل : { ومن يعش عن ذكر الرحمن } ، أي يعرض عن ذكر الرحمن فلم يخف عقابه، ولم يرج ثوابه، يقال: عشوت إلى النار أعشو عشواً، إذا قصدتها مهتدياً بها، وعشوت عنها: أعرضت عنها، كما يقول: عدلت إلى فلان، وعدلت عنه، وملت إليه، وملت عنه. قال القرظي : يولي ظهره عن ذكر الرحمن وهو القرآن. قال أبو عبيدة و الأخفش : يظلم بصرف بصره عنه. قال الخليل بن أحمد : أصل العشو النظر ببصر ضعيف. وقرأ ابن عباس: ((ومن يعش)) بفتح الشين أي يعم، يقال عشى يعشى عشاً إذا عمي فهو أعشى، وامرأة عشواء. { نقيض له شيطاناً } ، قرأ يعقوب : ((يقيض)) بالياء، والباقون بالنون، نسبب له شيطاناً ونضمه إليه ونسلطه عليه. { فهو له قرين } ، لا يفارقه، يزين له العمى ويخيل إليه أنه على الهدى.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ
    +/- -/+  
الأية
37
 
{ وإنهم } ، يعني الشياطين ، { ليصدونهم عن السبيل } ، أي ليمنعونهم عن الهدى وجمع الكناية لأن قوله } : ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً ، { في مذهب جمع وإن كان اللفظ على الواحد ، { ويحسبون أنهم مهتدون } ، ويحسب كفار بني آدم أنهم على الهدى.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ
    +/- -/+  
الأية
38
 
{ حتى إذا جاءنا } ، قرأ أهل العراق غير أبي بكر: ((جاءنا)) على الواحد يعنون الكافر، وقرأ الآخرون: جاءانا، على التثنية يعنون الكافر وقرينه، جعلا في سلسلة واحدة. { قال } ، الكافر لقرينه الشيطان } : يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين } ، أي بعد ما بين المشرق والمغرب فغلب اسم أحدهما على الآخر كما يقال للشمس والقمر: القمران، ولأبي بكر وعمر: العمران. وقيل: أراد بالمشرقين مشرق الصيف ومشرق الشتاء، والأول أصح ، { فبئس القرين } ، قال أبو سعيد الخدري: إذا بعث الكافر زوج بقرينه من الشياطين فلا يفارقه حتى يصير إلى النار.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ
    +/- -/+  
الأية
39
 
{ ولن ينفعكم اليوم } ، في الآخرة ، { إذ ظلمتم } ، أشركتم في الدنيا ، { أنكم في العذاب مشتركون } ، يعني لا ينفعكم الاشتراك في العذاب ولا يخفف الاشتراك عنكم شيءا من العذاب، لأن لكل واحد من الكفار والشياطين الحظ الأوفر من العذاب. وقال مقاتل : لن ينفعكم الاعتذار والندم اليوم فأنتم وقرناؤكم اليوم مشتركون في العذاب كما كنتم مشتركين في الدنيا [في الكفر].

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
    +/- -/+  
الأية
40
 
{ أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين } ، يعني الكافرين الذين حقت عليهم كلمة العذاب لا يؤمنون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ
    +/- -/+  
الأية
41
 
{ فإما نذهبن بك } ، بأن نميتك قبل أن نعذبهم ، { فإنا منهم منتقمون } ، بالقتل بعدك.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ
    +/- -/+  
الأية
42
 
{ أو نرينك } ، في حياتك ، { الذي وعدناهم } ، من العذاب ، { فإنا عليهم مقتدرون } ، قادرون، متى شئنا عذبناهم، وأراد به مشركي مكة انتقم منهم يوم بدر، هذا قول أكثر المفسرين، وقال الحسن و قتادة : عنى به أهل الإسلام من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وقد كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم نقمة شديدة في أمته، فأكرم الله نبيه وذهب به ولم يره في أمته إلا الذى يقر عينه، وأبقى النقمة بعده. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أري ما يصيب أمته بعده فما رئي ضاحكاً منبسطاً حتى قبضه الله.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
    +/- -/+  
 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ
    +/- -/+  
الأية
44
 
{ وإنه } ، يعني القرآن ، { لذكر لك } ، لشرف لك ، { ولقومك } ، من قريش، نظيره } : لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم } (الأنبياء-10)، أي شرفكم ، { وسوف تسألون } ، عن حقه وأداء شكره، وروى الضحاك عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سئل لمن هذا؟ قال: لقريش. أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا عبد الرحمن بن شريح ، أخبرنا أبو القاسم البغوي ، حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا عاصم بن محمد بن زيد ، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم } : لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي اثنان }. أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب عن الزهري قال: كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث عن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول } : إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين }. وقال مجاهد : القوم هم العرب، فالقرآن لهم شرف إذ نزل بلغتهم، ثم يختص بذلك الشرف الأخص فالأخص من العرب، حتى يكون [الأكثر لقريش ولبني هاشم. وقيل: ((ذكر الله)): شرف لك بما أعطاك من الحكمة، ((ولقومك)) المؤمنين بما هداهم] الله به، ((وسوف تسئلون)) عن القرآن وعما يلزمكم من القيام بحقه.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ
    +/- -/+  
الأية
45
 
قوله عز وجل : { واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون } ، اختلفوا في هؤء المسئولين: قال عطاء عن ابن عباس } : لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم بعث الله له آدم وولده من المرسلين، فأذن جبريل ثم أقام، وقال: يا محمد تقدم فصل بهم، فلما فرغ من الصلاة قال له جبريل: سل يا محمد ، { من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ، { الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:لا أسأل فقد اكتفيت ، { ، وهذا قول الزهري و سعيد بن جبير و ابن زيد ، قالوا: جمع الله له المرسلين ليلة أسري به وأمره أن يسئلهم فلم يشك ولم يسأل. وقال أكثر المفسرين: سل مؤمني أهل الكتاب الذين أرسلت إليهم الأنبياء هل جاءتهم الرسل إلا بالتوحيد؟ وهو قول ابن عباس في سائر الروايات، و مجاهد و قتادة و الضحاك و السدي و الحسن والمقاتليين. يدل عليه قراءة عبد الله وأبي: (( واسئل الذين أرسلنا إليهم قبلك رسلنا ))، ومعنى الأمر بالسؤال التقرير لمشركي قريش أنه لم يأت رسول ولا كتاب بعبادة غير الله عز وجل.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ
    +/- -/+  
الأية
46
 
قوله عز وجل : { ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ
    +/- -/+  
 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا ۖ وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
    +/- -/+  
الأية
48
 
{ وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها } ، قرينتها وصاحبتها التي كانت قبلها ، { وأخذناهم بالعذاب } ، بالسنين والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والطمس، فكانت هذه دلالات لموسى، وعذاباً لهم، فكانت كل واحدة أكبر من التي قبلها ، { لعلهم يرجعون } ، عن كفرهم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ
    +/- -/+  
الأية
49
 
{ وقالوا } ، لموسى لما عاينوا العذاب ، { يا أيها الساحر } ، يا أيها العالم الكامل الحاذق، وإنما قالوا هذا توقيراً وتعظيماً له، لأن السحر عندهم كان علماً وصفةً ممدوحة، وقيل: معناه يا أيها الذي غلبنا بسحره. وقال الزجاج : خاطبوه به لما تقدم له عندهم من التسمية بالساحر. { ادع لنا ربك بما عهد عندك } ، أي بما أخبرتنا من عهده إليك إن آمنا كشف عنا العذاب فاساله يكشف عنا العذاب ، { إننا لمهتدون } ، مؤمنون، فدعا موسى فكشف عنهم فلم يؤمنوا، فذلك قوله عز وجل:

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ
    +/- -/+  
الأية
50
 
{ فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون } ، ينقضون عهدهم ويصرون على كفرهم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ
    +/- -/+  
الأية
51
 
{ ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار } ، أنهار النيل ، { تجري من تحتي } ، من تحت قصوري، وقال قتادة : تجري بين يدي في جناني وبساتيني. وقال الحسن : بأمري. { أفلا تبصرون } ، عظمتي وشدة ملكي.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ
    +/- -/+  
الأية
52
 
{ أم أنا خير } ، بل أنا خير، ((أم)) بمعنى ((بل))، وليس بحرف عطف على قول أكثر المفسرين، وقال الفراء : الوقف على قوله: ((أم))، وفيه إضمار، مجازه: أفلا تبصرون أم [تبصرون]، ثم ابتدأ فقال: أنا خير ، { من هذا الذي هو مهين } ، ضعيف حقير يعني موسى، قوله } : ولا يكاد يبين ، { يفصح بكلامه للثغته التي في لسانه.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ
    +/- -/+  
الأية
53
 
{ فلولا ألقي عليه } ، إن كان صادقاً ، { أسورة من ذهب } ، قرأ حفص ويعقوب ((أسورة)) جمع سوار، وقرأ الآخرون ((أساورة)) على جمع الأسورة، وهي جمع الجمع. قال مجاهد : كانوا إذا سودوا رجلاً سوروه بسوار وطوقوه بطوق من ذهب يكون ذلك دلالة لسيادته، فقال فرعون: هلا ألقى رب موسى عليه أسورة من ذهب إن كان سيداً تجب علينا طاعته. { أو جاء معه الملائكة مقترنين } ، متتابعين يقارن بعضهم بعضاً يشهدون له بصدقه ويعينونه على أمره.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ
    +/- -/+  
الأية
54
 
قال الله تعالى : { فاستخف قومه } ، أي استخف فرعون قومه القبط، أي وجدهم جهالاً. وقيل: حملهم على الخفة والجهل. يقال: استخفه عن رأيه، إذا حمله على الجهل وأزاله عن الصواب ، { فأطاعوه } ، على تكذيب موسى ، { إنهم كانوا قوماً فاسقين }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ
    +/- -/+  
الأية
55
 
{ فلما آسفونا } ، أغضبونا ، { انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ
    +/- -/+  
الأية
56
 
6 . { فجعلناهم سلفاً } ، قرأ حمزة و الكسائي ((سلفا)) بضم السين واللام، قال الفراء : هو جمع سليف من سلف بضم اللام يسلف، أي تقدم، وقرأ الآخرون بفتح السين واللام على جمع السالف، مثل: حارس وحرس وخادم وخدم، وراصد ورصد، وهما جميعاً الماضون المتقدمون من الأمم، يقال: سلف يسلف، إذا تقدم والسلف من تقدم الآباء، فجعلناهم متقدمين ليتعظ بهم الآخرون. { ومثلاً للآخرين } ، عبرة وعظة لمن بقي بعدهم. وقيل: سلفاً لكفار هذه الأمة إلى النار ومثلاً لمن يجيء بعدهم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ
    +/- -/+  
الأية
57
 
{ ولما ضرب ابن مريم مثلاً } ، قال ابن عباس وأكثر المفسرين: إن الآية نزلت في مجادلة عبد الله بن الزبعري مع النبي صلى الله عليه وسلم في شأن عيسى عليه السلام، لما نزل قوله عز وجل } : إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم } (الأنبياء-98)، وقد ذكرناه في سورة الأنبياء عليهم السلام. { إذا قومك منه يصدون } ، قرأ أهل المدينة والشام و الكسائي : ((يصدون)) بضم الصاد، أي يعرضون، نظيره قوله تعالى } : يصدون عنك صدوداً } (النساء-61) وقرأ الآخرون بكسر الصاد. واختلفوا في معناه، قال الكسائي : هما لغتان مثل يعرشون ويعرشون، وشد عليه يشد ويشد، ونم بالحديث ينم وينم. وقال ابن عباس: معناه يضجون. وقال سعيد بن المسيب : يصيحون. وقال الضحاك : يعجون. وقال قتادة : يجزعون. وقال القرظي : يضجرون. ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون يقولون ما يريد محمد منا إلا أن نعبده ونتخذه إلهاً كما عبدت النصارى عيسى.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ
    +/- -/+  
الأية
58
 
{ وقالوا أآلهتنا خير أم هو } ، قال قتادة : ((أم هو)) يعنون محمداً، فنعبده ونطيعه ونترك آلهتنا. وقال السدي و ابن زيد : ((أم هو)) يعني عيسى، قالوا: يزعم محمد أن كل ما عبد من دون الله في النار فنحن نرضى أن تكون آلهتنا مع عيسى وعزير والملائكة في النار، وقال الله تعالى } : ما ضربوه } ، يعني هذا المثل ، { لك إلا جدلاً } ، خصومة بالباطل وقد علموا أن المراد من قوله } : وما تعبدون من دون الله حصب جهنم } (الأنبياء-98)، هؤلاء الأصنام. { بل هم قوم خصمون }. أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن عبدالله الحمشاوي ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن نمير ، حدثنا حجاج بن دينار الواسطي ، عن أبي غالب عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم } : ما ضل قوم بعد هدىً كانوا عليه إلا أوتوا الجدل } ، ثم قرأ ، { ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ
    +/- -/+  
الأية
59
 
{ ثم ذكر عيسى فقال } : إن هو } ، ما هو، يعني عيسى عليه السلام ، { إلا عبد أنعمنا عليه } ، بالنبوة ، { وجعلناه مثلاً } ، آية وعبرة ، { لبني إسرائيل } ، يعرفون به قدرة الله عز وجل على ما يشاء حيث خلقه من غير أب.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ
    +/- -/+  
الأية
60
 
{ ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة } ، أي ولو نشاء لأهلكناهم وجعلنا بدلاً منكم ملائكة ، { في الأرض يخلفون } ، يكونون خلفاً منكم يعمرون الأرض ويعبدونني ويطيعونني. وقيل: يخلف بعضهم بعضاً.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ
    +/- -/+  
الأية
61
 
{ وإنه } ، يعني عيسى عليه السلام ، { لعلم للساعة } ، يعني نزوله من أشراط الساعة يعلم به قربها، وقرأ ابن عباس وأبو هريرة و قتادة : ((,إنه لعلم للساعة)) بفتح اللام والعين أي أمارة وعلامة. وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم } : ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عادلاً يكسر الصليب، ويقتل الخنزير ويضع الجزية، وتهلك في زمانه الملل كلها إلا الإسلام }. ويروى: (( أنه ينزل على ثنية بالأرض المقدسة، وعليه ممصرتان، وشعر رأسه دهين، وبيده حربة وهي التي يقتل بها الدجال، فيأتي بيت المقدس والناس في صلاة العصر، فيتأخر الإمام فيقدمه عيسى ويصلي خلفه على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يقتل الخنازير ويكسر الصليب، ويخرب البيع والكنائس، ويقتل النصارى إلا من آمن به. أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا ابن بكير ، حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب ، عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم } : كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم { ؟. وقال الحسن وجماعة: ((وإنه)) يعني وإن القرآن لعلم للساعة يعلمكم قيامها، ويخبركم بأحوالها وأهوالها ، { فلا تمترن بها } ، فلا تشكن فيها، قال ابن عباس: لا تكذبوا بها ، { واتبعون } ، على التوحيد ، { هذا } ، الذي أنا عليه ، { صراط مستقيم }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ
    +/- -/+  
الأية
62
 
{ ولا يصدنكم } ، لا يصرفنكم ، { الشيطان } ، عن دين الله ، { إنه لكم عدو مبين }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَمَّا جَاءَ عِيسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ ۖ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ
    +/- -/+  
الأية
63
 
{ ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة } ، بالنبوة ، { ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه } ، من أحكام التوراة، قال قتادة : يعني اختلاف الفرق الذين تحزبوا على أمر عيسى. قال الزجاج : الذي جاء به عيسى في الإنجيل إنما هو بعض الذي اختلفوا فيه، وبين لهم في غير الإنجيل ما احتاجوا إليه. { فاتقوا الله وأطيعون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
إِنَّ اللهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ
    +/- -/+  
 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ
    +/- -/+  
الأية
65
 
{ فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
    +/- -/+  
الأية
66
 
{ هل ينظرون إلا الساعة } ، يعني أنها تأتيهم لا محالة فكأنهم ينتظرونها ، { أن تأتيهم بغتةً } ، فجأة ، { وهم لا يشعرون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ
    +/- -/+  
الأية
67
 
{ الأخلاء } ، على المعصية في الدنيا ، { يومئذ } ، يوم القيامة ، { بعضهم لبعض عدو إلا المتقين } ، إلا المتحابين في الله عز وجل على طاعة الله عز وجل. أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، أخبرني عقيل بن محمد بن أحمد ، أن أبا الفرج البغدادي القاضي أخبرهم عن محمد بن جيري، حدثنا ابن عبد الأعلى، عن قتادة ، حدثنا أبو ثور عن معمر عن قتادة عن أبي إسحاق أن علياً قال في هذه الآية: خليلان مؤمنان وخليلان كافران، فمات أحد المؤمنين فقال: يارب إن فلاناً كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر، ويخبرني أني ملاقيك، يارب فلا تضله بعدي واهده كما هديتني وأكرمه كما أكرمتني، فإذا مات خليله المؤمن جمع بينهما، فيقول: ليثن أحدكما على صاحبه، فيقول: نعم الأخ، ونعم الخليل، ونعم الصاحب، قال: ويموت أحد الكافرين، فيقول: يارب إن فلاناً كان ينهاني عن طاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير، ويخبرني أني غير ملاقيك، فيقول بئس الأخ، وبئس الخليل، وبئس الصاحب.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ
    +/- -/+  
الأية
68
 
{ يا عباد } ، أي فيقال لهم: يا عبادي ، { لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون } ، وروي عن المعتمر بن سليمان عن أبيه قال: سمعت أن الناس حين يبعثون ليس منهم أحد إلا فزع، فينادي مناد: (( يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون )) فيرجوها الناس كلهم فيتبعها

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ
    +/- -/+  
الأية
69
 
{ الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين } ، فييأس الناس منها غير المسلمين فيقال لهم:

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ
    +/- -/+  
 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ ۖ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ۖ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
    +/- -/+