Prev  

7. Surah Al-A'râf سورة الأعراف

  Next  



تفسير البغوي - الأعراف - Al-A`raf -
 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
بِسْم ِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
المص
    +/- -/+  
الأية
1
 
{ بسم الله الرحمن الرحيم مكية كلها إلا خمس آيات، أولها ، { واسألهم عن القرية التي كانت }. { المص }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ
    +/- -/+  
الأية
2
 
{ كتاب } ، أي: هذا كتاب، { أنزل إليك } ، وهو القرآن ، { فلا يكن في صدرك حرج منه } ، قال مجاهد : شك، فالخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم والمراد به الأمة. وقال أبو العالية : حرج أي ضيق، معناه لا يضيق صدرك بالإبلاغ وتأدية ما أرسلت به ، { لتنذر به } ، أي: كتاب أنزل إليك لتنذر به ، { وذكرى للمؤمنين } ،: عظة لهم، وهو رفع، مردود على الكتاب.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ
    +/- -/+  
الأية
3
 
{ اتبعوا } ، أي: وقل لهم اتبعوا } : ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء } ، أي: لا تتخذوا غيره أولياء تطيعونهم في معصية الله تعالى ، { قليلاً ما تذكرون } ، تتعظون،وقرأ ابن عامر } : يتذكرون } ، بالياء والتاء.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ
    +/- -/+  
الأية
4
 
{ وكم من قرية أهلكناها } ، بالعذاب، و ، { كم ، { للتكثير و ( رب ) للتقليل ، { فجاءها بأسنا } ،عذابنا ، { بياتاً } ، ليلاً ، { أو هم قائلون } ،من القيلولة، تقديره:فجاءها بأسنا ليلاً وهم نائمون، أو نهاراً وهم قائلون، أي نائمون ظهيرة، والقيلولة الاستراحة نصف النهار، وإن لم يكن معها نوم. ومعنى الآية: إنهم جاءهم بأسنا وهم غير متوقعين له إما ليلاً أو نهاراً. قال الزجاج : و(أو) لتصريف العذاب، مرة ليلاً ومرة نهاراً. وقيل: معناه من أهل القرى من أهلكناهم ليلاً، ومنهم من أهلكناهم نهارا. فإن قيل: ما معنا أهلكناها فجاءها بأسنا ؟ فكيف يكون مجيء البأس بعد الهلاك ؟ قيل: معنى قوله: (أهلكنا) أي: حكمنا بإهلاكها فجاءها بأسنا. وقيل: فجاءها بأسنا هو بيان قوله ( أهلكناها )مثل قول القائل: أعطيتني فأحسنت إلي، لا فرق بينه و بين قوله: أحسنت إلي فأعطيني، فيكون أحدهما بدلاً من الآخر.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ
    +/- -/+  
الأية
5
 
{ فما كان دعواهم } ، أي: قولهم ودعاؤهم وتضرعهم، والدعوى تكون بمعنى الادعاء وبمعنى الدعاء، قال سيبويه: تقول العرب اللهم أشركنا في صالح دعوى المسلمين أي في دعائهم ، { إذ جاءهم بأسنا } ، عذابنا ، { إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين } ، معناه لم يقدروا على رد العذاب، وكان حاصل أمرهم الاعتراف بالجناية حين لا ينفع الاعتراف.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ
    +/- -/+  
الأية
6
 
{ فلنسألن الذين أرسل إليهم } ، يعني: الأمم عن إجابتهم الرسل، وهذا سؤال توبيخ لا سؤال استعلام، يعني: لنسألهم عما عملوا فيما بلغتهم الرسل ، { ولنسألن المرسلين } ، عن الإبلاغ.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ ۖ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ
    +/- -/+  
الأية
7
 
{ فلنقصن عليهم بعلم } ، أي: لنخبرنهم عن علم . قال ابن عباس رضي الله عنهما: ينطق عليهم كتاب أعمالهم، كقوله تعالى ، { هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق }.(الجاثية،29)، ، { وما كنا غائبين } ، عن الرسل فيما بلغوا، وعن الأمم فيما أجابوا.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ۚ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
    +/- -/+  
الأية
8
 
قوله عز وجل : { والوزن يومئذ الحق } ، يعني: يوم السؤال. قال مجاهد : معناه والقضاء يومئذ العدل. وقال الأكثرون: أراد به وزن الأعمال بالميزان، وذاك أن الله تعالى ينصب ميزاناً له لسان وكفتان كل كفة بقدر ما بين المشرق والمغرب. واختلفوا في كيفية الوزن، فقال بعضهم: توزن صحائف الأعمال: وروينا: ( أن رجلاً ينشر عليه تسعة وتسعون سجلاً، كل سجل مد البصر، فيخرج له بطاقة فيها شهادة أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ). وقيل: توزن الأشخاص ، وروينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال } : ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة }. وقيل توزن الأعمال، روي ذلك عن ابن عباس، فيؤتى بالأعمال الحسنة على صورة حسنة وبالأعمال السيئة على صورة قبيحة فتوضع في الميزان، والحكمة في وزن الأعمال امتحان الله عباده بالإيمان في الدنيا وإقامة الحجة عليهم في العقبى ، { فمن ثقلت موازينه } ، قال مجاهد : حسناته، { فأولئك هم المفلحون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ
    +/- -/+  
الأية
9
 
{ ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون } ، يجحدون، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين حضره الموت في وصيته لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا، وثقله عليهم، وحق لميزان يوضع فيه الحق غداً أن يكون ثقيلاً، وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا، وخفته عليهم، وحق لميزان يوضع فيه الباطل غدا أن يكون خفيفا. فإن قيل: قد قال: ( من ثقلت موازينه) ذكر بلفظ الجمع، والميزان واحد ؟ قيل: يجوز أن يكون لفظه جمعاً ومعناه واحد كقوله: (يا أيها الرسل)، وقيل: لكل عبد ميزان، وقيل: الأصل ميزان واحد عظيم، ولكل عبد فيه ميزان علق به، وقيل جمعه: لأن الميزان يشتمل على الكفتين والشاهدين واللسان، ولا يتم الوزن إلا باجتماعها.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ ۗ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ
    +/- -/+  
الأية
10
 
قوله تعالى : { ولقد مكناكم في الأرض } ، أي: مكناكم والمراد من التمكين التمليك والقدرة ، { وجعلنا لكم فيها معايش } ، أي: أسباباً تعيشون بها أيام حياتكم من التجارات والمكاسب والمآكل والمشارب والمعايش جمع المعيشة ، { قليلاً ما تشكرون } ، فيما صنعت إليكم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ
    +/- -/+  
الأية
11
 
قوله عز وجل : { ولقد خلقناكم ثم صورناكم ، { قال ابن عباس: خلقناكم، أي: أصولكم وآباءكم ثم صورناكم في أرحام أمهاتكم . وقال قتادة و الضحاك و السدي : أما (خلقناكم) فآدم، وأما (صورناكم) فذريته. وقال مجاهد في خلقناكم: آدم، ثم صورناكم في ظهر آدم ثم صورناكم يوم الميثاق حين أخرجكم كالذر. وقال عكرمة : خلقناكم في أصلاب الرجال ثم صورناكم في أرحام النساء . وقال يمان : خلق الإنسان في الرحم ثم صوره وشق سمعه وبصره وأصابعه.وقيل: الكل آدم خلقه وصوره و(ثم) بمعنى الواو. { ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم } ، فإن قيل: الأمر بسجود الملائكة كان قيل خلق بني آدم، فما وجه قوله (ثم قلنا) وثم للترتيب وللتراخي ؟ قيل: على قول من يصرف الخلق والتصوير إلى آدم وحده يستقيم هذا الكلام، أما على قول من يصرفه إلى الذرية: فعنه أجوبة: أحدها (ثم) بمعنى الواو، أي: وقلنا للملائكة، فلا تكون للترتيب والتعقيب. وقيل أراد (ثم) أخبركم أنا قلنا للملائكة اسجدوا. وقيل فيه تقديم وتأخير تقديره ولقد خلقناكم، يعني: آدم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ثم صورناكم. قوله تعالى ، { فسجدوا } ، يعني الملائكة ، { إلا إبليس لم يكن من الساجدين } ، لآدم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ
    +/- -/+  
الأية
12
 
{ قال } ، الله تعالى يا إبليس } : ما منعك أن لا تسجد إذ أمرتك } ، أي: وما منعك أن تسجد و(لا) زائدة كقوله تعالى } : وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون } (الأنبياء،95). { قال } ، إبليس مجيباً ، { أنا خير منه ، { لأنك { خلقتني من نار وخلقته من طين } ، والنار خير وأنو من الطين. قال ابن عباس: أول من قاس إبليس فأخطأ القياس، فمن قاس الدين بشيء من رأيه قرنه الله مع إبليس. قال ابن سيرين : ما عبدت الشمس إلا بالقياس. قال محمد بن جرير : ظن الخبيث أن النار خير من الطين ولم يعلم أن الفضل لمن جعل الله له الفضل، وقد فضل الله الطين على النار من وجوه منها: أن من جوهر الطين الرزانة والوقار والحلم والصبر وهو الداعي لآدم بعد السعادة التي سبقت له إلى التوبة والتواضع والتضرع فأورثه الاجتباء والتوبة والهداية، ومن جوهر النار الخفة والطيش والحدة والارتفاع وهو الداعي لإبليس بعد الشقاوة التي سبقت له إلى الاستكبار والإصرار، فأورثه اللعنة والشقاوة، ولأن الطين سبب جمع الأشياء والنار سبب تفرقها ولأن التراب سبب الحياة، فإن حياة الأشجار والنبات به، والنار سبب الهلاك.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ
    +/- -/+  
الأية
13
 
قوله تعالى : { قال فاهبط منها } ، أي: من الجنة، وقيل: من السماء إلى الأرض وكان له ملك الأرض فأخرجه منها إلى جزائر البحر وعرشه في البحر الأخضر، فلا يدخل الأرض إلا خائفاً على هيئة السارق مثل شيخ عليه أطمار يروع فيها حتى يخرج منها . قوله تعالى } : فما يكون لك أن تتكبر } ، بمخالفة الأمر ، { فيها } ،أي: في الجنة، فلا ينبغي أن يسكن في الجنة ولا السماء متكبر مخالف لأمر الله تعالى: { فاخرج إنك من الصاغرين } ، من الأذلاء، والصغار: الذل والمهانة.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ
    +/- -/+  
الأية
14
 
{ قال } ، إبليس عند ذلك ، { أنظرني } ، أخرني وأمهلني فلا تمتني ، { إلى يوم يبعثون } ، من قبورهم وهو النفخة الأخيرة عند قيام الساعة، أراد الخبيث أن لا يذوق الموت.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ
    +/- -/+  
الأية
15
 
{ قال } ، الله تعالى ، { إنك من المنظرين } ، المؤخرين، وبين مدة النظر والمهلة في موضع آخر فقال: '' إلى يوم الوقت المعلوم } ، (الحجر،38) وهو النفخة الأولى حين يموت الخلف كلهم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ
    +/- -/+  
الأية
16
 
{ قال فبما أغويتني } ، اختلفوا في (ما) قيل: هو استفهام يعني فبأي شيء أغويتني ؟ثم ابتدأ فقال } : لأقعدن لهم { وقيل: ( ما ) الجزاء، أي: لأجل أنك أغويتني لأحقدن لهم. وقيل: هو (ما) المصدرية موضع القسم تقديره: فبإغوائك إياي لأقعدن لهم، كقوله { بما غفر لي ربي } (يس،27)، يعني: لغفران ربي. والمعنى بقدرتك علي ونفاذ سلطانك في . وقال ابن الأنباري : أي فيما أوقعت في قلبي من الغي الذي كان سبب هبوطي من السماء، أغويتني: أضللتني عن الهدى. وقيل: أهلكتني. وقيل: خيبتني ، { لأقعدن لهم صراطك المستقيم } ، أي: لأجلسن لبني آدم على طريقك القويم وهو الإسلام.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ
    +/- -/+  
الأية
17
 
{ ثم لآتينهم من بين أيديهم } ، قال علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس: من بين أيديهم أي من قبل الآخرة فأشككهم فيها ، { ومن خلفهم } ، أرغبهم في دنياهم ، { وعن أيمانهم } ، أشبه عليهم أمر دينهم . { وعن شمائلهم } ، أشهي لهم المعاصي. وروى عطية عن ابن عباس } : من بين أيديهم ، { من قبل دنياهم، يعني أزينها في قلوبهم ، { ومن خلفهم } ، من قبل الآخرة فأقول: لا بعث، ولا نشور، ولا جنة، ولا نار ، { وعن أيمانهم ، { من قبل حسناتهم ، { وعن شمائلهم ، { من قبل سيئاتهم . وقال الحكم : من بين أيديهم: من قبل الدنيا يزينها لهم، ومن خلفهم: من قبل الآخرة يثبطهم عنها،وعن أيمانهم: من قبل الحق يصدهم عنه ، وعن شمائلهم: من قبل الباطل يزينه لهم. وقال قتادة : أتاهم من بين أيديهم فأخبرهم أنه لا بعث ولا جنة ولا نار، ومن خلفهم: من أمور الدنيا يزينها لهم ويدعوهم إليها، وعن إيمانهم: من قبل حسناتهم بطأهم عنها ، وعن شمائلهم: زين لهم السيئات والمعاصي ودعاهم إليها أتاك يا بن آدم من كل وجه غير أنه لم يأتك من فوقك لم يستطع أن يحول بينك وبين رحمة الله. وقال مجاهد : من بين أيديهم وعن أيمانهم من حيث يبصرون، ومن خلفهم وعن شمائلهم حيث لا يبصرون. وقال ابن جريج : معنى قوله حيث لا يبصرون أي لا يخطئون وحيث لا يبصرون أي لا يعلمون أنهم يخطئون. { ولا تجد أكثرهم شاكرين } ، مؤمنين، فإن قيل: كيف علم الخبيث ذلك ؟ قيل: قاله ظناً فأصاب، قال الله تعالى ، { ولقد صدق عليهم إبليس ظنه } (سبأ،20).

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا ۖ لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ
    +/- -/+  
الأية
18
 
{ قال } ، الله تعالى لإبليس ، { اخرج منها مذؤوما مدحورا } ، أي: معيباً، والذيم والذام أشد العيب، يقال: ذأمه يذأمه ذأماً فهو مذؤوم وذامه يذيمه ذاماً فهو مذيم، مثل سار يسير سيراً. والمدحور: المبعد المطرود، يقال: دحره يدحره دحراً إذا أبعده وطرده. قال ابن عباس: مذؤوماً أي ممقوتاً. وقال قتادة : مذؤوماً مدحوراً أي: لعيناً منفياً. وقال الكلبي : مذؤوماً: ملوماً، مدحوراً: مقصياً من الجنة ومن كل خير. { لمن تبعك منهم } ، من بني آدم ، { لأملأن جهنم } ، اللام لام القسم ، { منكم أجمعين } ، أي: منك ومن ذريتك ومن كفار ذرية آدم أجمعين.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ
    +/- -/+  
الأية
19
 
{ ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ
    +/- -/+  
الأية
20
 
{ فوسوس لهما الشيطان } ، أي: إليهما، والوسوسة: حديث يلقيه الشيطان في قلب الإنسان ، { ليبدي لهما ما وري عنهما من سوآتهما } ، أي: أظهر لهما ما غطي وستر عنهما من عوراتهما، قيل: اللام فيه لام العاقبة وذلك أن إبليس لم يوسوس بهذا ولكن كان عاقبة أمرهم ذلك، وهو ظهور عورتهما، كقوله تعالى } : فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً } (القصص، 8)، ثم بين الوسوسة فقال } : وقال } ، يعني: إبليس لآدم وحواء ، { ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين } ، يعني: لئلا تكونا، كراهية أن تكونا ملكين من الملائكة يعلمان الخير والشر ، { أو تكونا من الخالدين } ، من الباقين الذين لا يموتون كما قال في موضع آخر } : هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى } (طه،120).

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ
    +/- -/+  
الأية
21
 
{ وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين } ، أي: وأقسم وحلف لهما وهذا من المفاعلة التي تختص بالواحد، قال قتادة : حلف لهما بالله حتى خدعهما، وقد يخدع المؤمن بالله، فقال: إني خلقت قبلكما وأنا أعلم منكما فاتبعاني أرشدكما، وإبليس أول من حلف بالله كاذباً، فلما حلف ظن آدم أن أحداً لا يحلف باله كاذباً، فاغتر به.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ
    +/- -/+  
الأية
22
 
{ فدلاهما بغرور } ، أي: خدعهما، يقال: ما زال فلان يدلي لفلان بغرور، يعني: ما زال يخدعه ويكلمه بزخرف باطل من القول. وقيل حطهما من منزلة الطاعة إلى حال المعصية، ولا يكون التدلي إلا من علو إلى أسفل والتدلية: إرسال الدلو في البئر، يقال: تدلى بنفسه ودلى غيره، قال الأزهري: أصله تدلية العطشان البئر ليروى من الماء ولا يجد الماء فيكون مدلى بغرور، والغرور: إظهار النصح مع إبطان الغش. { فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما } ، قال الكلبي : فلما أكلا منها. وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قبل أن ازدردا أخذتهما العقوبة، والعقوبة أن (بدت) ظهرت لهما ( سوآتهما) عوراتهما، وتهافت عنهما لباسهما حتى أبصر كل واحد منهما ما ووري عنه من عورة صاحبه، وكانا لا يريان ذلك، قال وهب : كان لباسهما من النور. وقال قتادة : كان ظفراً ألبسهما الله من الظفر لباساً فلما وقعا في الذنب بدت لهما سوآتهما فاستحيا ، { وطفقا } ، أقبلا وجعلا ، { يخصفان } ، يرقعان ويلزقان ويصلان ، { عليهما من ورق الجنة } ، وهو ورق التين حتى صار كهيئة الثوب. قال الزجاج : يجعلان ورقة على ورقة ليسترا سوآتهما. وروي عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، { كان آدم رجلاً طوالاً كأنه نخلة سحوق كثير شعر الرأس، فلما وقع في الخطيئة بدت له سوأته، وكان لا يراها فانطلق هارباً في الجنة، فعرضت له شجرة من شجر الجنة فحبسته بشعره، فقال لها: أرسليني، قالت: لست بمرسلتك، فناداه ربه: يا آدم أمني تفر ؟قال: لا يا رب، ولكن استحييتك }. { وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة } ، يعني: الأكل منها ، { وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين } ، أي: بين العداوة، قال محمد بن قيس : ناداه ربه يا آدم أكلت منها وقد نهيتك ؟ قال: رب أطعمتني حواء، قال لحواء: لم أطعمتيه ؟ قالت: أمرتني الحية، قال للحية: لم أمرتيها ؟ قالت: أمرني إبليس، فقال الله تعالى: أما أنت يا حواء فكما أدميت الشجرة فتدمين كل شهر، وأما أنت يا حية فأقطع قوائمك فتمشين على بطنك ووجهك، وسيشدخ رأسك من لقيك، وأما أنت يا إبليس فملعون مدحور.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
    +/- -/+  
الأية
23
 
{ قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ
    +/- -/+  
الأية
24
 
{ قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ
    +/- -/+  
الأية
25
 
{ قال فيها تحيون } ، يعني في الأرض تعيشون ، { وفيها تموتون ومنها تخرجون } ، أي: من الأرض تخرجون من قبوركم للبعث، قرأ ابن عامر و حمزة و الكسائي : { تخرجون } ، بفتح التاء هاهنا وفي الزخرف، وافق يعقوب هاهنا وزاد حمزة و الكسائي : ( وكذلك تخرجون )في أول الروم، والباقون بضم التاء وفتح الراء فيهن.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ
    +/- -/+  
الأية
26
 
{ يا بني آدم قد أنزلنا عليكم } ، أي: خلقنا لكم ، { لباساً } ، وقيل: إنما قال: ( أنزلنا ) لأن اللباس إنما يكون من نبات الأرض، والنبات يكون بما ينزل من السماء، فمعنى قوله } : أنزلنا } ، أي: أنزلنا أسبابه .وقيل: كل بركات الأرض منسوبة إلى بركات السماء كما قال تعالى } : وأنزلنا الحديد } (سورة الحديد،25) وإنما يستخرج الحديد من الأرض. وسبب نزول هذه الآية: أنهم كانوا في الجاهلية يطوفون بالبيت عراة، ويقولون: لا نطوف في ثياب عصينا الله فيها، فكان الرجال يطوفون بالنهار والنساء بالليل عراة. وقال قتادة : كانت المرأة تطوف وتضع يدها على فرجها وتقول: اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله فأمر الله سبحانه بالستر فقال } : قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم } ، يستر عوراتكم، واحدتها سوأة، سميت بها لأنه يسوء صاحبها انكشافها، فلا تطوفوا عراةً ، { وريشاً } ، يعني: مالاً في قول ابن عباس و مجاهد و الضحاك و السدي ، يقال: تريش الرجل إذا تمول، وقيل: الريش الجمال، أي: ما يتجملون به من الثياب، وقيل: هو اللباس . { ولباس التقوى ذلك خير } ، قرأ أهل المدينة و ابن عامر و الكسائي ، { ولباس ، { بنصب السين عطفاً على قوله ، { لباساً ، { وقرأ الآخرون بالرفع على الابتداء وخبره ، { خير } ، وجعلوا ، { ذلك ، { صلة في الكلام، ولذلك قرأ ابن مسعود وأبي بن كعب ، { ولباس التقوى ذلك خير }. واختلفوا في ، { لباس التقوى ، { قال قتادة و السدي : لباس التقوى هو الإيمان . وقال الحسن : هو الحياء لأنه يبعث على التقوى . وقال عطية عن ابن عباس: هو العمل الصالح. وعن عثمان بن عفان، أنه قال: السمت الحسن. وقال عروة بن الزبير: لباس التقوى خشية الله، وقال الكلبي : هو العفاف. والمعنى: لباس التقوى خير لصاحبه إذا أخذ به مما خلق له من اللباس للتجمل . وقال ابن الأنباري : لباس التقوى هو اللباس الأول وإنما أعاده إخباراً أن ستر العورة خير من التعري في الطواف. وقال زيد بن علي : لباس التقوى الآلات التي يتقى بها في الحرب كالدرع والمغفر والساعد والساقين . وقيل: لباس التقوى هو الصوف والثياب الخشنة التي يلبسها أهل الورع. { ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ
    +/- -/+  
الأية
27
 
{ يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان } ، لا يضلنكم الشيطان ، { كما أخرج أبويكم } ، أي: كما فتن أبويكم آدم وحواء فأخرجهما ، { من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما } ، ليرى كل واحد سوأة الآخر . { إنه يراكم } ، يعني أن الشيطان يراكم يا بني آدم ، { هو وقبيله ، { ، جنوده. قال ابن عباس: هو وولده. وقال قتادة : قبيله: الجن والشياطين ، { من حيث لا ترونهم } ، قال مالك بن دينار : إن عدواً يراك ولا تراه لشديد الخصومة والمؤنه إلا من عصم الله ، { إنا جعلنا الشياطين أولياء } ، قرناء وأعواناً ، { للذين لا يؤمنون ، { وقال الزجاج : سلطانهم عليهم يزيدون في غيهم كما قال } : أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا }[مريم-83].

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا ۗ قُلْ إِنَّ اللهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
    +/- -/+  
الأية
28
 
{ وإذا فعلوا فاحشةً ، { قال ابن عباس و مجاهد : هي طوافهم بالبيت عراة. وقال عطاء : الشرك والفاحشة: اسم لكل فعل قبيح بلغ النهاية في القبح. { قالوا وجدنا عليها آباءنا } ، وفيه إضمار معناه: وإذا فعلوا فاحشة فنهوا عنها قالوا وجدنا عليها آباءنا. قيل: ومن أين أخذ آباؤكم ؟ قالوا ، { والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ۖ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۚ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ
    +/- -/+  
الأية
29
 
{ قل أمر ربي بالقسط } ، قال ابن عباس: بلا إله إلا الله. وقال الضحاك : بالتوحيد. وقال مجاهد و السدي : بالعدل. { وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد ، { قال مجاهد و السدي : يعني وجهوا وجوهكم حيث ما كنتم في الصلاة إلى الكعبة. وقال الضحاك : إذا حضرت الصلاة وأنتم عند مسجد فصلوا فيه ولا يقولن أحدكم أصلي في مسجدي. وقيل: معناه اجعلوا سجودكم لله خالصاً. { وادعوه } ، واعبدوه ، { مخلصين له الدين } ، الطاعة والعبادة ، { كما بدأكم تعودون } ، قال ابن عباس: إن الله تعالى بدأ خلق بني آدم مؤمناً وكافراً كما قال: '' هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن } (التغابن،2) ثم يعيدهم يوم القيامة كما خلقهم مؤمناً وكافراً. قال مجاهد : يبعثون على ما ماتوا عليه. أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي حدثنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنبأنا محمد بن عبد الله الصفار حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي حدثنا أبو حذيفة حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم } : يبعث كل عبد على ما مات عليه، المؤمن على إيمانه والكافر على كفره }. وقال أبو العالية : عادوا على عمله فيهم . قال سعيد بن جبير : كما كتب عليكم تكونون. قال محمد بن كعب : من ابتدأ الله خلقه على الشقاوة صار إليها وإن عمل بعمل أهل السعادة، كما أن إبليس كان يعمل بعمل أهل السعادة ثم صار إلى الشقاوة، ومن ابتدأ خلقه على السعادة صار إليها وإن عمل بعمل أهل الشقاء، وكما أن السحرة كانت تعمل بعمل أهل الشقاوة فصاروا إلى السعادة. أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبأنا عبد الرحمن بن أبي شريح أنبأنا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد حدثنا أبو غسان عن أبي حازم قال: سمعت سهل بن سعد يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم } : إن العبد يعمل فيما يرى الناس بعمل أهل الجنة وإنه من أهل النار، وإنه ليعمل فيما يرى الناس بعمل أهل النار وإنه من أهل الجنة، وإنما الأعمال بالخواتيم }. وقال الحسن و مجاهد : كما بدأكم فخلقكم في الدنيا ولم تكونوا شيئاً، كذلك تعودون أحياء يوم القيامة كما قال الله تعالى } : كما بدأنا أول خلق نعيده } (الأنبياء،104)، قال قتادة : بدأهم من التراب وإلى التراب يعودون، نظيره قوله تعالى } : منها خلقناكم وفيها نعيدكم } (طه،55).

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ
    +/- -/+  
الأية
30
 
قوله عز وجل : { فريقاً هدى } ، أي هداكم الله ، { وفريقاً حق } ، وجب ، { عليهم الضلالة } ، أي: بالإرادة السابقة ، { إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون } ، فيه دليل على أن الكافر الذي يظن أنه في دينه على الحق والجاحد والمعاند سواء.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ
    +/- -/+  
الأية
31
 
قوله تعالى : { يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد } ، قال أهل التفسير: كانت بنو عامر يطوفون بالبيت عراة، فأنزل الله عز وجل } : يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد } ، يعني الثياب. قال مجاهد : ما يواري عورتك ولو عباءة. قال الكلبي : الزينة ما يواري العورة عند كل مسجد لطواف أو صلاة. { وكلوا واشربوا } ، قال الكلبي : كانت بنو عامر لا يأكلون في أيام حجهم من الطعام إلا قوتاً ولا يأكلون دسماً، يعظمون بذلك حجهم، فقال المسلمون: نحن أحق أن نفعل ذلك يا رسول الله، فأنزل الله عز وجل: (وكلوا) يعني اللحم والدسم (واشربوا) اللبن ، { ولا تسرفوا } ، بتحريم ما أحل الله لكم من اللحم والدسم ، { إنه لا يحب المسرفين } ، الذين يفعلون ذلك . قال ابن عباس: كل ما شئت والبس ماشئت ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة. قال علي بن الحسين بن واقد : قد جمع الله الطب كله في نصف آية فقال } : كلوا واشربوا ولا تسرفوا }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
    +/- -/+  
الأية
32
 
قوله عز وجل : { قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده } ، يعني لبس الثياب في الطواف ، { والطيبات من الرزق } ، يعني اللحم والدسم في أيام الحج. وعن ابن عباس و قتادة : والطيبات من الرزق ما حرم أهل الجاهلية ن البحائر والسوائب. { قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصةً يوم القيامة } ، فيه حذف تقديره: هي للذين آمنوا وللمشركين في الحياة الدنيا فإن أهل الشرك يشاركون المؤمنين في طيبات الدنيا،وهي في الآخرة خالصة للمؤمنين لا حظ للمشركين فيها . وقيل: هي خالصة يوم القيامة من التنغيص والغم للمؤمنين، فإنها لهم في الدنيا مع التنغيص والغم . قرأ نافع ، { خالصة ، { رفع، أي: قل هي للذين آمنوا مشتركين في الدنيا، وهي في الآخرة خالصة يوم القيامة للمؤمنين. وقرأ الآخرون بالنصب على القطع ، { كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون } .

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
    +/- -/+  
الأية
33
 
{ قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن } ، يعني: الطواف عراة ، { ما ظهر { طواف الرجال بالنهار ، { وما بطن ، { طواف النساء بالليل. وقيل: هو الزنا سراً وعلانيةً . أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي وائل عن عبد الله قال قلت: أنت سمعت هذا من عبد الله ؟ قال: نعم، فرفعه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم } : لا أحد أغير من الله، فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه المدح من الله فلذلك مدح نفسه }. قوله عز وجل } : والإثم } ، يعني: الذنب والمعصية. وقال الضحاك:الذنب الذي لا حد فيه.قال الحسن : الإثم: الخمر. قال الشاعر: شربت الإثم حتى ضل عقلي كذاك الإثم تذهب بالعقول ، { والبغي } ، الظلم والكبر ، { بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً } ، حجةً وبرهاناً ، { وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } ،في تحريم الحرث والأنعام، في قول مقاتل . وقال غيره، هو عام في تحريم القول في الدين من غير يقين.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ
    +/- -/+  
الأية
34
 
{ ولكل أمة أجل } ، مدة، وأكل وشرب، وقال ابن عباس و عطاء و الحسن : يعني وقتاً لنزول العذاب بهم ، { فإذا جاء أجلهم } ، وانقطع أكلهم ، { لا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون } ، أي: ولا يتقدمون. وذلك حين سألوا العذاب فأنزل هذه الآية.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي ۙ فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
    +/- -/+  
الأية
35
 
قوله تعالى : { يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم } ، أي: يأتيكم. قيل: أراد جميع الرسل. وقال مقاتل : أراد بقوله } : يا بني آدم ، { مشركي العرب وبالرسل محمداً صلى الله عليه وسلم وحده ، { يقصون عليكم آياتي } ، قال ابن عباس: فرائضي وأحكامي ، { فمن اتقى وأصلح } ، أي: اتقى الشرك وأصلح عمله. وقيل: أخلص ما بينه وبين ربه ، { فلا خوف عليهم } ، إذا خاف الناس ، { ولا هم يحزنون } ، أي: إذا حزنوا.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
    +/- -/+  
الأية
36
 
{ والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها } ،تكبروا على الإيمان بها، وإنما ذكر الاستكبار لأن كل مكذب وكافر متكبر. قال الله تعالى ، { إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون } (الصافات، 35)، ، { أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ أُولَٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ۖ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ
    +/- -/+  
الأية
37
 
{ فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً ، { جعل له شريكاً ، { أو كذب بآياته } ، بالقرآن ، { أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب } ، أي: حظهم مما كتب لهم في اللوح المحفوظ. واختلفوا فيه، قال الحسن و السدي : ما كتب لهم من العذاب وقضى عليهم من سواد الوجوه وزرقة العيون. قال عطية عن ابن عباس: كتب لمن يفتري على الله أن وجهه مسود، قال الله تعالى: '' ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة } (الزمر،60) وقال سعيد بن جبير و مجاهد : ما سبق لهم من الشقاوة والسعادة. وقال ابن عباس و قتادة / و الضحاك : يعني أعمالهم التي عملوها وكتب عليهم من خير وشر يجزي عليها. وقال محمد بن كعب القرظي : ما كتب لهم من الأرزاق والآجال والأعمار والأعمال فإذا فنيت ، { جاءتهم رسلنا يتوفونهم } ، يقبضون أرواحهم يعني ملك الموت وأعوانه ، { قالوا } ، يعني يقول الرسل للكافر } ، أين ما كنتم تدعون } ، تعبدون ، { من دون الله } ، سؤال تبكيت وتقريع ، { قالوا ضلوا عنا } ، بطلوا وذهبوا عنا ، { وشهدوا على أنفسهم } ، اعترفوا عند معاينة الموت ، { أنهم كانوا كافرين.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ
    +/- -/+  
الأية
38
 
{ قال ادخلوا في أمم } ، يعني:يقول الله لهم يوم القيامة ادخلوا في أمم، أي: مع جماعات ، { قد خلت } ، مضت ، { من قبلكم من الجن والإنس في النار } ، يعني كفار الأمم الخالية ، { كلما دخلت أمة لعنت أختها } ، يريد أختها في الدين لا في النسب، فتلعن اليهود اليهود والنصارى النصارى، وكل فرقة تلعن أختها ويلعن الأتباع القادة، ولم يقل أخاها لأنه عنى الأمة والجماعة ، { حتى إذا اداركوا فيها } ، أي: تداركوا وتلاحقوا واجتمعوا في النار ، { جميعاً قالت أخراهم } ، قال مقاتل : يعني أخراهم دخولاً النار وهم الأتباع ، { لأولاهم } ، أي: لأولاها. وقال السدي : أهل آخر الزمان لأولاهم الذين شركوا لهم ذلك الدين ، { ربنا هؤلاء } ، الذين ، { أضلونا } ، عن الهدى يعني القادة ، { فآتهم عذاباً ضعفاً من النار } ، أي: ضعف عليهم العذاب ، { قال } ، الله تعالى ، { لكل ضعف } ، يعني للقادة والأتباع ضعف من العذاب ، { ولكن لا تعلمون ، { ما لكل فريق منكم من العذاب. قرأ الجمهور: ( ولكن لا تعلمون )، وقرأ أبو بكر ( لا يعلمون ) بالياء، أي: لا يعلم الأتباع ما للقادة ولا القادة ما للأتباع.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ
    +/- -/+  
الأية
39
 
{ وقالت أولاهم } ، يعني القادة ، { لأخراهم } ، للأتباع ، { فما كان لكم علينا من فضل } ، لأنكم كفرتم كما كفرنا فنحن وانتم في الكفر سواء وفي العذاب سواء ، { فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ
    +/- -/+  
الأية
40
 
{ إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم ، { بالتاء، خفف أبو عمرو ، وبالياء، خفف حمزة و الكسائي ، والباقون بالتاء مشددة ، { أبواب السماء } ، لأدعيتهم ولا لأعمالهم. وقال ابن عباس: لأرواحهم لأنها خبيثة لا يصعد بها بل يهوى بها إلى سجين، إنما تفتح أبواب السماء لأرواحهم المؤمنين وأدعيتهم وأعمالهم ، { ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط } ، أي: حتى يدخل البعير في ثقب الإبرة، والخياط والمخيط الإبرة، والمراد منه: أنهم لا يدخلون الجنة أبداً لأن الشيء إذا علق بما يستحيل كونه يدل ذلك على تأكيد المنع، كما يقال: لا أفعل كذا حتى يشيب الغراب أو يبيض القار. يريد لا أفعله أبداً. { وكذلك نجزي المجرمين }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ
    +/- -/+  
الأية
41
 
{ لهم من جهنم مهاد } ، أي: فراش ، { ومن فوقهم غواش } ، أي: لحف. وهي جمع غاشية، يعني ما غشاهم وغطاهم، يريد إحاطة النار بهم من كل جانب، كما قال الله، { لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل } (الزمر،16)، ، { وكذلك نجزي الظالمين }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
    +/- -/+  
الأية
42
 
{ والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفساً إلا وسعها } ، أي: طاقتها وما لا تحرج فيه ولا تضيق عليه ، { أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
    +/- -/+  
الأية
43
 
{ ونزعنا ، { وأخرجنا ، { ما في صدورهم من غل } ، من غش وعداوة كانت بينهم في الدنيا فجعلناهم إخوانا على سرر متقابلين لا يحسد بعضهم بعضا على شيء خص الله به بعضهم ، { تجري من تحتهم الأنهار } ، روى الحسن عن علي رضي الله عنه قال: فينا والله أهل بدر نزلت: { ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانًا على سرر متقابلين }. وقال علي رضي الله عنه أيضا:إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين قال لهم الله عز وجل'' ونزعنا ما في صدورهم من غل }. أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا الصلت بن محمد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، { يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا }. وقال السدي في هذه الآية: إن أهل الجنة إذا سيقوا إلى الجنة وجدوا عند بابها شجرة، في أصل ساقها عينان، فشربوا من إحداهما، فينزع ما في صدورهم من غل، فهو الشراب الطهور، واغتسلوا من الأخرى فجرت عليهم نضرة النعيم فلن يشعثوا ولن يسحنوا بعدها أبدًا، أي إلى هذا، يعني طريق الجنة. وقال سفيان الثوري معناه هدانا لعمل هذا ثوابه ، { وما كنا } ، قرأ ابن عامر { ما كنا ، { بلا واو ، { لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق } ، هذا قول أهل الجنة حين رأوا ما وعدهم الرسل عيانًا ، { ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون } ، قيل: هذا النداء إذا رأوا الجنة من بعيد نودوا أن تلكم الجنة. أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة الخطيب أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحارث أنبأنا محمد بن يعقوب الكسائي أنبأنا عبد الله بن محمد أنبأنا إبراهيم بن عبد الله الخلال حدثنا عبد الله بن المبارك عن سفيان عن أبي إسحاق عن الأغر عن أبي سعيد وعن أبي هريرة قالا: ينادي مناد:إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدًا، وإن لكم أن تحيوا قلا تموتوا أبدًا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدًا، وإن لكم أن تنعموا فالا تبأسوا أبدًا،فذلك قوله : '' نودوا أن تلكم الجنة، أورثتموها بما كنتم تعملون ، { هذا حديث صحيح أخرجه مسلم بن الحجاج عن إسحاق بن إبراهيم وعبد الرحمن بن حميد عن عبد الرازق عن سفيان الثوري بهذا الاسناد مرفوعا. وروي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم } : ما من أحد إلا وله منزلة في الجنة ومنزلة في النار، فأما الكافر فإنه يرث المؤمن منزله من النار، والمؤمن يرث الكافر منزله من الجنة }

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ
    +/- -/+  
الأية
44
 
قوله تعالى : { ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا } ، من الثواب، { حقًا } ، أي صدقا ، { فهل وجدتم ما وعد ربكم } ، من العذاب ، { حقًا قالوا نعم } ، قرأ الكسائي بكسر العين حيث كان، والباقون بفتحها وهما لغتان ، { فأذن مؤذن بينهم } ، أي نادى مناد أسمع الفريقين ، { أن لعنة الله على الظالمين } ، قرأ أهل المدينة والبصرة وعاصم: ((أن)) خفيف، ((لعنة))، رفع، وقرأ الآخرون بالتشديد، ((لعنة الله)) نصب على الظالمين،أي: الكافرين.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ
    +/- -/+  
الأية
45
 
{ الذين يصدون } ، أي يصرفون الناس ، { عن سبيل الله'' ،طاعة الله، { ويبغونها عوجاً } ، أي: يطلبونها زيغا وميلاً،أي: يبطلون سبيل الله جائرين عن القصد. قال ابن عباس: يصلون لغير الله، ويعظمون ما لم يعظمه الله. والعوج_بكسر العين_ في الدين والأمر والأرض وكل ما لم يكن قائما، وبالفتح في كل ما كان قائما كالحائط والرمح ونحوهما. { وهم بالآخرة كافرون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ
    +/- -/+  
الأية
46
 
{ وبينهما حجاب } ، يعني: بين الجنة والنار. وقيل: بين أهل الجنة وبين أهل النار حجاب ، وهو السور الذي ذكر الله تعالى في قوله: { فضرب بينهم بسور له باب } (الحديد، 13). قوله تعالى } : وعلى الأعراف رجال } ، والأعراف هي ذلك السور الذي بين الجنة والنار، وهي جمع عرف، وهو اسم للمكان المرتفع، ومنه عرف الديك لارتفاعه عما سواه من جسده. وقال السدي :سمي ذلك السور أعرافاً لأن أصحابه يعرفون الناس. واختلفوا في الرجال الذين أخبر الله عنهم على الأعراف: فقال حذيفة وابن عباس : هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة، وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار، فوقفوا هناك حتى يقضي الله فيهم ما يشاء، ثم يدخلون الجنة بفضل رحمته، وهم آخر من يدخل الجنة. أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث أنا محمد بن يعقوب الكسائي أنا عبد الله بن محمود أنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ثنا عبد الله بن المبارك عن أبي بكر الهذلي قال: قال سعيد بن جبير، عن ابن مسعود قال: يحاسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الحنة، ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار، ثم قرأ قول الله تعالى: { فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم } (الأعراف 8-9). ثم قال: إن الميزان يخف بمثقال حبة أو يرجح. قال: ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط، ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا سلام عليكم، وإذا صرفوا أبصارهم إلى أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين، فأما أصحاب الحسنات فإنهم يعطون نورًا يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم، ويعطى كل عبد (يومئذ)، نورًا فإذا أتوا على الصراط سلب الله نور كل منافق ومنافقة، (فلما) رأى أهل الجنة ما لقي المنافقون قالوا ربنا أتمم لنا نورنا. فأما أصحاب الأعراف فإن النور لم ينزع من بين أيديهم،ومنعتهم سيئاتهم أن يمضوا فبقي في قلوبهم الطمع إذ لم ينزع النور من بين أيديهم ،فهنالك يقول الله } : لم يدخلوها وهم يطمعون } ، وكان الطمع النور الذي بين أيديهم، ثم أدخلوا الجنة، وكانوا آخر أهل الجنة دخولاً. وقال شرحبيل بن سعد: أصحاب الأعراف قوم خرجوا في الغزو بغير إذن آبائهم. ورواه مقاتل في تفسيره مرفوعًا: هم رجال غزوا في سبيل الله [ عصاة لآبائهم فقتلوا، فأعتقوا من النار بقتلهم في سبيل الله]، وحبسوا عن الجنة بمعصية آبائهم، فهم آخر من يدخل الجنة. وروي عن مجاهد: أنهم أقوام رضي عنهم أحد الأبوين دون الآخر يحبسون على [الأعراف] إلى أن يقضي الله بين الخلق، ثم يدخلون الجنة. وقال عبد العزيز بن يحيى الكناني: هم الذين ماتوا في الفترة ولم يبدلوا دينهم. وقيل : هم أطفال المشركين. وقال الحسن : هم أهل الفضل من المؤمنين علوا على الأعراف فيطلعون على أهل الجنة وأهل النار جميعًا، ويطالعون أحوال الفريقين. قوله تعالى } : يعرفون كلا بسيماهم } ، أي يعرفون أهل الجنة ببياض وجوههم وأهل النار بسواد وجوههم. { ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم } ، أي: إذا رأوا أهل الجنة قالوا سلام عليكم ، { لم يدخلوها } ، يعني: أصحاب الأعراف لم يدخلوا الجنة ، { وهم يطمعون } ، في دخولها، قال أبوالعالية:ما جعل الله ذلك الطمع فيهم إلا كرامة[ يريد] بهم، قال الحسن الذي جعل الطمع في قلوبهم يوصلهم إلى ما يطمعون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
    +/- -/+  
الأية
47
 
{ وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار } ، تعوذوا بالله ، { قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين } ، يعني: الكافرين في النار.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ
    +/- -/+  
الأية
48
 
{ ونادى أصحاب الأعراف رجالاً ، { كانوا عظماء في الدنيا من أهل النار ، { يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم } ، في الدنيا من المال والولد ، { وما كنتم تستكبرون } ، عن الإيمان. قال الكلبي: ينادون وهم على السور: يا وليد بن المغيرة ويا أبا جهل بن هشام ويا فلان، ثم ينظرون إلى الجنة فيرون فيها الفقراء والضعفاء ممن كانوا يستهزؤون بهم، مثل سلمان وصهيب وخباب وبلال وأشباههم، فيقول أصحاب الأعراف لأولئك الكفار:

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ
    +/- -/+  
الأية
49
 
{ أهؤلاء الذين أقسمتم } ، حلفتم ، { لا ينالهم الله برحمة } ، أي: حلفتم أنهم لا يدخلون الجنة. ثم يقال لأهل الأعراف: { ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون } ، وفيه قول آخر:أن أصحاب الأعراف إذا قالوا لأهل النار ما قالوا، قال لهم أهل النار: إن دخل أولئك الجنة وأنتم لم تدخلوها. فيعيرونهم بذلك، ويقسمون أنهم يدخلون النار، فتقول الملائمة الذين حبسوا أصحاب الأعراف، الذين أقسمتم يا أهل النار لا ينالهم الله برحمة، ثم قالت الملائكة لأصحاب الأعراف } : ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ، { فيدخلون الجنة.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ
    +/- -/+  
الأية
50
 
{ قوله تعالى ، { ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا } ، أي صبوا ، { علينا من الماء أو مما رزقكم الله } ، أي أوسعوا علينا مما رزقكم الله من طعام الجنة. قال عطاء عن ابن عباس لما صار أصحاب الأعراف إلى الجنة طمع أهل النار في الفرج، وقالوا يا رب إن لنا قرابات من أهل الجنة، فأذن لنا حتى نراهم ونكلمهم، فينظرون إلى قرابتهم في الجنة وما هم فيه من النعيم فيعرفونهم ولم يعرفهم أهل الجنة لسواد وجوههم، فينادي أصحاب النار أصحاب الجنة بأسمائهم، وأخبروهم بقراباتهم: أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ، { قالوا إن الله حرمهما على الكافرين } ، يعني: الماء والطعام،

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ
    +/- -/+  
الأية
51
 
{ الذين اتخذوا دينهم لهوًا ولعبًا ، { وهو ما زين لهم الشيطان من تحريم البحيرة أخواتها، والمكاء والتصدية حول البيت، وسائر الخصال الذميمة، التي كانوا يفعلونهافي الجاهلية. وقيل : دينهم أي عيدهم ، { وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم ، { ، نتركهم في النار ، { كما نسوا لقاء يومهم هذا } ، أي كما تركوا العمل للقاء يومهم هذا ، { وما كانوا بآياتنا يجحدون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
    +/- -/+  
الأية
52
 
{ ولقد جئناهم بكتاب } ، يعني القرآن ، { فصلناه ، { بيناه ، { على علم } ، منا لما يصلحهم ، { هدىً ورحمةً } ، أي جعلنا القرآن هاديًا وذا رحمة ، { لقوم يؤمنون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ
    +/- -/+  
الأية
53
 
{ هل ينظرون } ، أي: هل ينتظرون، { إلا تأويله ، { قالمجاهد : جزاءه. وقال السدي : عاقبته. ومعناه: هل ينتظرون إلا ما يؤول إليه أمرهم، في العذاب ومصيرهم إلى النار. { يوم يأتي تأويله } ، أي جزاؤه وما يؤول إليه أمرهم ، { يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق } ، اعترفوا به حين لا ينفعهم الإعتراف ، { فهل لنا } ، اليوم ، { من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد ، { ، إلى الدنيا ، { فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم } ، أهلكوها بالعذاب ، { وضل ، { ، [وبطل]، ، { عنهم ما كانوا يفترون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
    +/- -/+  
الأية
54
 
{ قوله تعالى ، { إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام } ، أراد به في مقدار ستة أيام لأن اليوم من لدن طلوع الشمس إلى غروبها، ولم يكن يومئذ يوم ولا شمس ولا سماء. قيل: ستة أيام كأيام الآخرة وكل يوم كألف سنة. وقيل: كأيام الدنيا. قال سعيد بن جبير : كان الله عز وجل قادراً على خلق السموات والأرض في لمحة ولحظة، فخلقهن في ستة أيام [تعليماً] لخلقه التثبت والتأني في الأمور وقد جاء في الحديث } : التأني من الله والعجلة من الشيطان }. { ثم استوى على العرش } ، قال الكلبي و مقاتل : استقر. وقال أبو عبيدة: صعد. وأولت المعتزلة الاستواء بالاستيلاء، وأما أهل السنة فيقولون: الاستواء على العرش صفة لله تعالى، بلا كيف، يجب على الرجل الإيمان به، ويكل العلم فيه إلى الله عز وجل . وسأل رجل مالك بن أنس عن قوله: '' الرحمن على العرش استوى }[طه-5]، كيف استوى ؟ فأطرق رأسه ملياً، وعلاه الرحضاء، ثم قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أظنك إلا ضالاً، ثم أمر به فأخرج. وروي عن سفيان الثوري و الأوزاعي و الليث بن سعد و سفيان بن عيينة و عبد الله بن المبارك وغيرهم من علماء السنة في هذه الآيات التي جاءت في الصفات المتشابهة: أمروها كما جاءت بلا كيف . والعرش في اللغة: هو السرير. وقيل: هو ما علا فأظل، ومنه عرش الكروم. وقيل: العرش الملك. { يغشي الليل النهار } ، قرأ حمزة و الكسائي و أبو بكر و يعقوب : (يغشي) بالتشديد هاهنا وفي سورة الرعد، والباقون بالتخفيف، أي: يأتي الليل على النهار فيغطيه، وفيه حذف أي: ويغشي النهار الليل، ولم يذكره لدلالة الكلام عليه وذكر في آية أخرى فقال: '' يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل } [الزمر-5]، ، { يطلبه حثيثاً } ، أي: سريعاً، وذلك أنه إذا كان يعقب أحدهم الآخر ويخلفه، فكأنه يطلبه. { والشمس والقمر والنجوم مسخرات } ، قرأ ابن عامر كلها بالرفع على الابتداء والخبر، والباقون بالنصب، وكذلك في سورة النحل عطفاً على قوله: (خلق السموات والأرض)، أي: خلق هذه الأشياء مسخرات، أي: مذللات ، { بأمره ألا له الخلق والأمر } ، له الخلق لأنه [خلقهم]،وله الأمر، يأمر في خلقه بما يشاء. قال سفيان بن عيينة : فرق الله بين الخلق والأمر فمن جمع بينهما فقد كفر. { تبارك الله } ، أي: تعالى الله وتعظم. وقيل: ارتفع . والمبارك المرتفع. وقيل: تبارك تفاعل من البركة وهي النماء والزيادة أي: البركة تكتسب وتنال بذكره. وعن ابن عباس قال: جاء بكل بركة. وقال الحسن: تجيء البركة من قبله وقيل: تبارك: تقدس . والقدس: الطهارة. وقيل: تبارك الله أي: باسمه يتبرك في كل شيء. وقال المحققون : معنى هذه [ الصفة]ثبت ودام بما لم يزل ولا يزال. وأصل البركة الثبوت. ويقال: تبارك لله،ولا يقال: متبارك ولا مبارك، لأنه لم يرد به التوقيف. { رب العالمين }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
    +/- -/+  
الأية
55
 
{ ادعوا ربكم تضرعا } ، تذللا واستكانة ، { وخفية } ، أي سرًا . قال الحسن بين دعوة السر ودعوة العلانية سبعون ضعفاً، ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت، وإن كان، إلا همسا بينهم وبين ربهم، وذلك أن الله سبحانه يقول ، { ادعوا ربكم تضرعا وخفية ، { وإن الله ذكر عبدا صالحا ورضي فعله فقال ، { إذ نادى ربه نداءً خفيًا } [ سورة مريم ]. { إنه لا يحب المعتدين ، { قيل: المعتدين في الدعاء. وقال أبو مجلز هم الذين يسألون منازل الأنبياء عليهم السلام أخبرنا محمد بن عبد العزيز القاشاني ، أنبأنا القاسم بن جعفر الهاشمي ، أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي ، ثنا أبو داود السجستاني ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد يعني ابن سلمة،أنبأنا الجريري ، عن أبي نعامة { أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: يا بني سل الله الجنة وتعوذ من النار، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء }. وقيل: أراد به الاعتداء بالجهر [ والصياح ] قال ابن جريج : من الاعتداء رفع الصوت والنداء بالدعاء والصياح. وروينا عن أبي موسى قال لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر أشرف الناس على واد فرفعوا أصواتهم بالتكبير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم }: اربعوا على أتفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إنكم تدعون سميعًا قريبًا }. وقال عطية هم الذين يدعون على المؤمنين فيما لا يحل، فيقولون: اللهم أخزهم اللهم العنهم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
    +/- -/+  
الأية
56
 
{ ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها } ، أي لا تفسدوا فيها بالمعاصي والدعاء إلى غير طاعة الله بعد إصلاح الله ببعث الرسل وبيان الشريعة، والدعاء إلى طاعة الله وهذا معنى قول الحسن والسدي والضحاك والكلبي. قال عطية: لا تعصوا في الأرض فيمسك الله المطر ويهلك الحرث بمعاصيكم. فعلى هذا معنى قوله: { بعد إصلاحها } ، أي بعد إصلاح الله إياها بالمطر والخصب. { وادعوه خوفًا وطمعًا } ، أي خوفًا فيما عنده من مغفرته وثوابه. وقال ابن جريج : خوف العدل وطمع الفضل. { إن رحمة الله قريب من المحسنين ، { ولم يقل قريبة، قال سعيد بن جبير: الرحمة هاهنا الثواب فرجع النعت إلى المعنى دون اللفظ كقوله ، { وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه } [النساء-8] ولم يقل منها لأنه أراد الميراث والمال. وقال الخليل بن أحمد : القريب والبعيد فيهما في اللغة: المذكر والمؤنث والواحد والجمع. قال أبو عمر بن العلاء : القريب في اللغة يكون بمعنى القرب وبمعنى المسافة، تقول العرب: هذه امرأة قريبة منك إذا كانت بمعنى القرابة، وقريب منك إذا كانت بمعنى المسافة.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
    +/- -/+  
الأية
57
 
قوله تعالى : { وهو الذي يرسل الرياح بشرًا ، { قرأ بالباء وضمها وسكون الشين هاهنا وفي الفرقان وسورة الفرقان وسورة النمل، ويعني: أنها تبشر بالمطر بدليل قوله تعالى: { الرياح مبشرات } [ الروم-46] [ وقرأ حمزة الكاساني (( نشرًا )) والنون وفتحها، وهي الريح الطيبة اللينة، قال الله تعالى ] { والناشرات نشرًا } [المرسلات-3] قرأ ابن عامر بضم النون وسكون الشين، وقرأ الآخرون بضم النون والشين، جمع نشور، مثل صبور ورسول ورسل، أي متفرقة وهي الرياح التي تهب من كل ناحية ، { بين يدي رحمته } ، أي: قدام المطر. أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الخطيب أنبأنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أنبأنا أبو العباس الأصم أنبأنا الربيع أنبأنا الثقة عن الزهري عن ثابت قيس عن أبي هريرة قال: أخذت الناس ريح بطريق مكة وعمر حاج فاشتدت، فقال عمر رضي الله عنه لمن حوله: ما بلغكم في الريح فلم يرجعوا إليه شيئًا، فبلغني الذي سأل [ عمر عنه من أمر الريح ] فاستحثثت راحلتي حتى أدركت عمر رضي الله عنه وكنت في مؤخر الناس، فقلت: يا أمير المؤمنين أخبرت أنك سألت عن الريح وإنني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول }: الريح من روح الله تأتي بالرحمة وبالعذاب فلا تسبوها، وسلوا الله من خيرها، وتعوذوا به من شرها ، { ورواه عند الرزاق عن معمر عن الزهري بإسناده. '' حتى إذا أقلت ، { حملت الرياح ، { سحابًا ثقالاً ، { بالمطر ، { سقناه ، { ورد الكناية إلى السحاب ، { لبلد ميت } ، أي: إلى بلد ميت محتاج إلى الماء. وقيل: معناه لإحياء بلط ميت لا نبات فيه ، { فأنزلنا به } ، أي: بالسحاب . وقيل: بذلك البلد الميت ، { الماء } ، يعني: المطر ، { فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى } ، واستدل لإحياء الأرض بعد موتها على إحياء الموتى ، { لعلكم تذكرون ، { قال أبو هريرة وابن عباس: إذا مات الناس كلهم في النفخة الأولى أرسل الله عليهم مطرًا كمني الرجال من ماء تحت العرش يدعى ماء الحيوان، فينبتون في قبورهم نبات الزرع حتى إذا استكملت أجسادهم نفخ فيهم الروح، ثم يلقي عليهم النوم فينامون في قبورهم، ثم يحشرون في بالنفخة الثانية وهم يجدون طعم النوم في رؤوسهم وأعينهم، فعند ذلك يقولون } : يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا } [ يس-52].

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ
    +/- -/+  
الأية
58
 
قوله عز وجل : { والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ، { هذا مثل ضربه الله عز وجل للمؤمن والكافر فمثل المؤمن مثل البلد الطيب، يصيبه المطر فيخرج نباته بإذن ، { والذي خبث } ، يريد الأرض السبخة التي ، { لا يخرج ، { نباتها ، { إلا نكدًا } ، قرأ أبو جعفر بفتح الكاف، وقرأ الآخرون بكسرها ، أي: عسرًا قليلاً بعناء ومشقة. فالأول: مثل المؤمن الذي إذا سمع دعاه وعقله وانتفع به، والثاني :مثل الكافر الذي يسمع القرآن فلا يؤثر فيه، كالبلد الخبيث الذي لا يتبين أثر المطر فيه ، { كذلك نصرف الآيات ، { نبينها ، { لقوم يشكرون }. أخبرنا عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن العلاء حدثنا حماد بن أسامة عن يزيد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال }: مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا فكانت منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
    +/- -/+  
الأية
59
 
{ قوله تعالى: { لقد أرسلنا نوحا إلى قومه ، { وهو نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس ،وهو أول نبي بعث بعد إدريس، وكان نجارًا بعثه الله إلى قومه وهو ابن خمسين سنة. وقال ابن عباس: ابن أربعين سنة. وقيل: بعث وهو ابن مائتين وخمسين سنة. وقال مقاتل : ابن مائة سنة. وقال ابن عباس: سمي نوحاً لكثرة ما ناح على نفسه. واختلفوا في سبب نوحه فقال بعضهم: لدعوته على قومه بالهلاك. وقيل: لمراجعته ربه في شأن ابنه كنعان. وقيل: لأنه مر بكلب مجذوم، فقال: اخسأ يا قبيح فأوحى الله تعالى إليه: أعبتني أم عبت الكلب؟ ، { فقال } ، لقومه ، { يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره } ، قرأ أبو جعفر و الكسائي ، { من إله غيره } ، بكسر الراء حيث كان، على نعت الإله، وافق حمزة في سورة فاطر } : هل من خالق غير الله } (فاطر-3)، وقرأ الآخرون برفع الراء على التقديم، تقديره: ما لكم غيره من إله ، { إني أخاف عليكم } ، إن لم تؤمنوا ، { عذاب يوم عظيم }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
    +/- -/+  
الأية
60
 
{ قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال ، { خطأ وزوال عن الحق ، { مبين ، { بين.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَٰكِنِّي رَس