وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللهِ وَنَجْعَلَ لَهُ
أَنْدَادًا ۚ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا
الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا
كَانُوا يَعْمَلُونَ
+/- -/+ : 📗 → IbnKathir ابن كثير AtTabariy الطبري AlQurtubi القرطوبي AsSaadiyy السعدي AlBaghawi البغوي AlMuyassar الميسر AlJalalain الجلالين Grammar الإعراب Arabic Albanian Bangla Bosnian Chinese Czech English French German Hausa Indonesian Japanese Korean Malay Malayalam Persian Portuguese Russian Somali Spanish Swahili Turkish Urdu Yoruba Transliteration [+]الأية 33
القول في تأويل قوله تعالى : وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ
اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ
نَكْفُرَ بِاللهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا
رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ
يُجْزَوْنَ إِلا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (33) يقول تعالى ذكره: { وَقَالَ الَّذِينَ
اسْتُضْعِفُوا) من الكفرة بالله في الدنيا، فكانوا أتباعًا لرؤسائهم في الضلالة
{ لِلَّذِينّ اسْتَكْبَرُوا) فيها، فكانوا لهم رؤساء { بَلْ مَكْرُ) كم لنا
بـ{ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) صدنا عن الهدى { إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ
بِاللهِ وَنَجْعَلَ لَهُ } أمثالا وأشباهًا في العبادة والألوهة، فأضيف إلى الليل
والنهار. والمعنى ما ذكرنا من مكر المستكبرين بالمستضعفين في الليل والنهار، على
اتساع العرب في الذي قد عُرِفَ معناها فيه من منطقها، من نقل صفة الشيء إلى غيره،
فتقول للرجل: يا فلان نهارك صائم وليلك قائم، وكما < 20-408 > قال الشاعر: وَنِمْتِ
ومَا لَيْلُ المَطِيِّ بنَائمِ (1) وما أشبه ذلك مما قد مضى بياننا له في غير هذا
الموضع من كتابنا هذا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله { بَلْ مَكْرُ
اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللهِ وَنَجْعَلَ
لَهُ أَنْدَادًا } يقول: بل مكركم بنا في الليل والنهار أيها العظماء الرؤساء حتى
أزلتمونا عن عبادة الله. وقد ذُكر في تأويله عن سعيد بن جبير ما حدثنا أَبو كريب
قال: ثنا ابن يمان عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير { بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ } قال: مرُّ الليل والنهار. وقوله { إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ
نَكْفُرَ بِاللهِ } يقول: حين تأمروننا أن نكفر بالله. وقوله { وَنَجْعَلَ لَهُ
أَنْدَادًا) يقول: شركاء. كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة
قوله { وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا) شركاء. قوله { وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا
رَأَوُا الْعَذَابَ } يقول: وندموا على ما فرطوا من طاعة الله في الدنيا حين عاينوا
عذاب الله الذي أعده لهم. كما حدثنا بشر، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { وَأَسَرُّوا
الندَامَةَ) بينهم { لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ } . قوله { وَجَعَلْنَا الأغْلالَ
فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا } وغلت أيدي الكافرين بالله في جهنم إلى أعناقهم
في جوامع من نار جهنم، جزاء بما كانوا بالله في الدنيا يكفرون، يقول جل ثناؤه: ما
يفعل الله ذلك بهم إلا ثوابًا لأعمالهم الخبيثة التي كانوا في الدنيا يعملونها،
ومكافأة لهم عليها. ------------------------ الهوامش: (1) هذا عجز بيت لجرير بن
عطية الخطفي الشاعر الإسلامي، وصدره: لقـد لمتنـا يـا أم غيـلان في السرى { ديوانه
طبعة الصاوي 554) واستشهد به المؤلف على أنك تقول يا فلان نهارك صائم وليلك قائم،
فتسلم الصيام والقيام إلى الليل والنهار إسنادا مجازيا عقليا، والأصل فيه أن يسند
الصيام والقيام للرجل لا للزمان، وذلك من باب التوسع المجازي، العلاقة هنا
الزمانية، والقرينة هنا عقلية. وذلك نظير قوله تعالى: { بل مكر الليل والنهار).
أصله: بل مكركم بنا في الليل والنهار، ثم أسند الفعل إليهما. قال الفراء في { معاني
القرآن ، الورقة 274): وقوله: { بل مكر الليل والنهار): المكر ليس لليل ولا النهار،
وإنما المعنى: بل مكركم بالليل والنهار. وقد يجوز أن تضيف الفعل إلى الليل والنهار،
ويكونا كالفاعلين؛ لأن العرب تقول: نهارك صائم، وليلك قائم، ثم تضيف الفعل إلى
الليل والنهار، وهو المعنى للآدميين، كما تقول: نام ليلك. ا . هـ.
|
|