Prev  

15. Surah Al-Hijr سورة الحجر

  Next  



تفسير ابن كثير - الحجر - Al-Hijr -
 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
بِسْم ِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ
    +/- -/+  
الأية
1
 
قد اختلف المفسرون في الحروف المقطعة التي في أوائل السور فمنهم من قال هي مما استأثر الله بعلمه فردوا علمها إلى الله ولم يفسرها حكاه القرطبي في تفسـره عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود رضي الله عنهم أجمعين وقاله عامر الشعبي وسفيان الثوري والربيع بن خيثم واختاره أبو حاتم بن حبان. ومنهم من فسرها واختلف هؤلاء في معناها فقال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم إنما هي أسماء السور. قال العلامة أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري في تفسيره وعليه إطباق الأكثر ونقل عن سيبويه أنه نص عليه ويعتضد لهذا بما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة { الم } السجدة و { هل أتى على الإنسان } وقال سفيان الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه قال: الم وحم والمص وص. فواتح افتتح الله بها القرآن وكذا قال غيره عن مجاهد وقال مجاهد في رواية أبي حذيفة موسى بن مسعود عن شبل عن ابن أبي نجيح عنه أنه قال الم اسم من أسماء القرآن وهكذا وقال قتادة وزيد بن أسلم ولعل هذا يرجع إلى معنى قول عبدالرحمن بن زيد بن أسلم أنه اسم من أسماء السور فإن كل سورة يطلق عليها اسم القرآن فإنه يبعد أن يكون المص اسما للقرآن كله لأن المتبادر إلى فهم سامع من يقول قرأت المص إنما ذلك عبارة عن سورة الأعراف لا لمجموع القرآن والله أعلم. وقيل هي اسم من أسماء الله تعالى فقال عنها في فواتح السور من أسماء الله تعالى وكذلك قال سالم بن عبدالله وإسماعيل بن عبدالرحمن السدي الكبير وقال شعبة عن السدي بلغني أن ابن عباس قال الم اسم من أسماء الله الأعظم. هكذا رواه ابن أبي حاتم من حديث شعبة ورواه ابن جرير عن بندار عن ابن مهدي عن شعبة قال سألت السدي عن حم وطس والم فقال قال ابن عباس هي اسم الله الأعظم وقال ابن جرير وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا أبو النعمان حدثنا شعبة عن إسماعيل السدي عن مرة الهمذاني قال: قال عبدالله فذكر نحوه. وحُكي مثله عن علي وابن عباس وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس هو قسم أقسم الله به وهو من أسماء الله تعالى وروى ابن أبي حاتم وابن جرير من حديث ابن علية عن خالد الحذاء عن عكرمة أنه قال الم قسم. وروينا أيضا من حديث شريك بن عبدالله بن عطاء بن السائب عن أبى الضحى عن ابن عباس: الم قال أنا الله أعلم وكذا قال سعيد بن جبير وقال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمذاني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الم قال أما الم فهي حروف استفتحت من حروف هجاء أسماء الله تعالى. قال وأبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى الم قال هذه الأحرف الثلاثة من التسعة والعشرين حرفا دارت فيها الألسن كلها ليس منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه وليس منها حرف إلا وهو من آلائه وبلألائه ليس منها حرف إلا وهو في مدة أقوام وآجالهم. قال عيسى ابن مريم عليه السلام وعجب: فقال أعجب أنهم يظنون بأسمائه ويعيشون في رزقه فكيف يكفرون به فالألف مفتاح الله واللام مفتاح اسمه لطيف والميم مفتاح اسمه مجيد فالألف آلاء الله واللام لطف الله والميم مجد الله والألف سنة واللام ثلاثون سنة والميم أربعون سنة. هذا لفظ ابن أبي حاتم ونحوه رواه ابن جرير ثم شرع يوجه كل واحد من هذه الأقوال ويوفق بينها وأنه لا منافاة بين كل واحد منها وبين الآخر وأن الجمع ممكن فهي أسماء للسور ومن أسماء الله تعالى يفتتح بها السور فكل حرف منها دل على اسم من أسمائه وصفة من صفاته كما افتتح سورا كثيرة بتحميده وتسبيحه وتعظيمه قال ولا مانع من دلالة الحرف منها على اسم من أسماء الله وعلى صفة من صفاته وعلى مدة وغير ذلك كما ذكره الربيع بن أنس عن أبي العالية لأن الكلمة الواحدة تطلق على معاني كثيرة كلفظة الأمة فإنها تطلق ويراد به الدين كقوله تعالى { إنا وجدنا آباءنا على أمة } وتطلق ويراد بها الرجل المطيع لله كقوله تعالى { إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين } وتطلق ويراد بها الجماعة كقوله تعالى { وجد عليه أمة من الناس يسقون } وقوله تعالى { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا } وتطلق ويراد بها الحين من الدهر كقوله تعالى { وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة } أي بعد حين على أصح القولين قال فكذلك هذا. هذا حاصل كلامه موجها ولكن هذا ليس كما ذكره أبو العالية فإن أبا العالية زعم أن الحرف دل على هذا وعلى هذا وعلى هذا معا ولفظة الأمة وما أشبهها من الألفاظ المشتركة في الاصطلاح إنما دل في القرآن في كل موطن على معنى واحد دل عليه سياق الكلام فأما حمله على مجموع محامله إذا أمكن فمسألة مختلف فيها بين علماء الأصول ليس هذا موضع البحث فيها والله أعلم. ثم إن لفظة الأمة تدل على كل من معانيها في سياق الكلام بدلالة الوضع فأما دلالة الحرف الواحد على اسم يمكن أن يدل على اسم آخر من غير أن يكون أحدهما أولى من الآخر في التقدير أو الإضمار بوضع ولا بغيره فهذا مما لا يفهم إلا بتوقيف والمسألة مختلف فيها وليس فيها إجماع حتى يحكم به وما أنشدوه من الشواهد على صحة إطلاق الحرف الواحد على بقية الكلمة فإن في السياق ما يدل على ما حذف بخلاف هذا كما قال الشاعر: قلنا قفي لنا فقالت قاف لا تحسبي أنا نسينا الإيجاف تعني وقفت. وقال الآخر: ما للظليم عال كيف لايـ ينقد عنه جلده إذا يـ فقال ابن جرير كأنه أراد أن يقول إذا يفعل كذا وكذا فاكتفى بالياء من يفعل وقال الآخر: بالخير خيرات وان شرا فا ولا أريد الشر إلا أن تـ يقول وإن شرا فشرا ولا أريد الشر إلا أن تشاء فاكتفى بالفاء والتاء من الكلمتين عن بقيتهما ولكن هذا ظاهر من سياق الكلام والله أعلم. قال القرطبي وفي الحديث { من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة } الحديث قال سفيان هو أن يقول في اقتل{ ا قـ } وقال خصيف عن مجاهد أنه قال فواتح السور كلها{ ق وص وحم وطسم والر } وغير ذلك هجاء موضوع وقال بعض أهل العربية هي حروف من حروف المعجم استغنى بذكر ما ذكر منها في أوائل السور عن ذكر بواقيها التي هي تتمة الثمانية والعشرين حرفا كما يقول القائل ابني يكتب في - ا ب ت ث - أي في حروف المعجم الثمانية والعشرين فيستغني بذكر بعضها عن مجموعها حكاه ابن جرير. قلت مجموع الحروف المذكورة في أوائل السور بحذف المكرر منها أربعة عشر حرفا وهي - ال م ص ر ك ه ي ع ط س ح ق ن- يجمعها قولك: نص حكيم قاطع له سر. وهي نصف الحروف عددا والمذكور منها أشرف من المتروك وبيان ذلك من صناعة التصريف. قال الزمخشري وهذه الحروف الأربعة عشر مشتملة على أصناف أجناس الحروف يعني من المهموسة والمجهورة ومن الرخوة والشديدة ومن المطبقة والمفتوحة ومن المستعلية والمنخفضة ومن حروف القلقلة. وقد سردها مفصلة ثم قال: فسبحان الذي دقت في كل شئ حكمته. وهذه الأجناس المعدودة مكثورة بالمذكورة منها وقد علمت أن معظم الشيء وجله ينزل منزلة كله وههنا لخص بعضهم في هذا المقام كلاما فقال: لا شك أن هذه الحروف لم ينزلها سبحانه وتعالى عبثا ولا سدى ومن قال من الجهلة إن في القرآن ما هو تعبد لا معنى له بالكلمة فقد أخطأ خطأ كبيرا فتعين أن لها معنى في نفس الأمر فإن صح لنا فيها عن المعصوم شيء قلنا به وإلا وقفنا حيث وقفنا وقلنا { آمنا به كل من عند ربنا } ولم يجمع العلماء فيها على شيء معين وإنما اختلفوا فمن ظهر له بعض الأقوال بدليل فعليه اتباعه وإلا فالوقف حتى يتبين هذا المقام. المقام الآخر في الحكمة التي اقتضت إيراد هذه الحروف في أوائل السور ما هي مع قطع النظر عن معانيها في أنفسها فقال بعضهم إنما ذكرت ليعرف بها أوائل السور حكاه ابن جرير وهذا ضعيف لأن الفصل حاصل بدونها فيما لم تذكر فيه وفيما ذكرت فيه البسملة تلاوة وكتابة وقال آخرون بل ابتدئ بها لتفتح لاستماعها أسماع المشركين إذ تواصوا بالإعراض عن القرآن حتى إذا استمعوا له تلا عليهم المؤلف منه حكاه ابن جرير أيضا وهو ضعيف أيضا لأنه لو كان كذلك لكان ذلك في جميع السور لا يكون في بعضها بل غالبها ليس كذلك ولو كـان كذلك أيضا لانبغى الابتداء بها في أوائل الكلام معهم سواء كان افتتاح سورة أو غير ذلك ثم إن هذه السورة والتي تليها أعني البقرة وآل عمران مدنيتان ليستا خطابا للمشركين فانتقض ما ذكروه بهذه الوجوه. وقال آخرون بل إنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بيانا لإعجاز القرآن وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله هذا مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها وقد حكى هذا المذهب الرازي في تفسيره عن المبرد وجمع من المحققين وحكى القرطبي عن الفراء وقطرب نحو هذا وقرره الزمخشري فى كشافه ونصره أتم نصر وإليه ذهب الشيخ الإمام العلامة أبو العباس ابن تيمية وشيخنا الحافظ المجتهد أبو الحجاج المزي وحكاه لي عن ابن تيمية. قال الزمخشري ولم ترد كلها مجموعة في أول القرآن وإنما كررت ليكون أبلغ في التحدي والتبكيت كما كررت قصص كثيرة وكرر التحدي بالصريح في أماكن قال وجاء منها على حرف واحد كقوله - ص ن ق- وحرفين مثل { حم } وثلاثة مثل { الم } وأربعة مثل { المر } و { المص } وخمسة مثل { كهيعص- و- حمعسق } لأن أساليب كلامهم على هذا من الكلمات ما هو على حرف وعلى حرفين وعلى ثلاثة وعلى أربعة وعلى خمسة لا أكثر من ذلك { قلت } ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته وهذا معلوم بالاستقراء وهو الواقع في تسع وعشرين سورة ولهذا يقول تعالى { الم ذلك الكتاب لا ريب فيه } { الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه } { المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه } { الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم } { الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين } { حم تنزيل من الرحمن الرحيم } { حم عسق كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم } وغير ذلك من الآيات الدالة على صحة ما ذهب إليه هؤلاء لمن أمعن النظر والله أعلم. وأما من زعم أنها دالة على معرفة المدد وأنه يستخرج من ذلك أوقات الحوادث والفتن والملاحم فقد ادعى ما ليس له وطار في غير مطاره وقد ورد في ذلك حديث ضعيف وهو مع ذلك أدل على بطلان هذا المسلك من التمسك به على صحته وهو ما رواه محمد بن إسحق بن يسار صاحب المغازي حدثني الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن جابر بن عبدالله بن رباب قال مر أبو ياسر بن أخطب في رجال من يهود برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتلو فاتحة سورة البقرة { الم ذلك الكتاب لا ريب فيه } فأتى أخاه بن أخطب في رجال من اليهود فقال تعلمون والله لقد سمعت محمدا يتلو فيما أنزل الله تعالى عليه { الم ذلك الكتاب لا ريب فيه } فقال أنت سمعته قال نعم قال فمشى حي بن أخطب في أولئك النفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد ألم يذكر أنك تتلوا فيما أنزل الله عليك { الم ذلك الكتاب{ ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { بلى } فقالوا جاءك بهذا جبريل من عند الله؟ فقال { نعم } قالوا لقد بعث الله قبلك أنبياء ما نعلمه بين لنبي منهم ما مدة ملكه وما أجل أمته غيرك. فقام حي بن أخطب وأقبل على من كان معه فقال لهم الألف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون فهذه إحدى وسبعون سنة أفتدخلون في دين نبي إنما مدة ملكه وأجل أمته إحدى وسبعون سنة؟ ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد هل مع هذا غيره فقال { نعم } قال ما ذاك؟ قال { المص } قال هذا أثقل وأطول الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون فهذه إحدى وثلاثون ومائة سنة. هل مع هذا يا محمد غيره؟ قال { نعم } قال ما ذاك؟ قال { الر } قال هذا أثقل وأطول الألف واحدة واللام ثلاثون والراء مائتان فهذه إحدى وثلاثون ومائتا سنة. فهل مع هذا يا محمد غيره؟ قال { نعم } قال ماذا قال { المر } قال هذه أثقل وأطول الألف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون والراء مائتان فهذه إحدى وسبعون ومائتان ثم قال: لقد لبس علينا أمرك يا محمد حتى ما ندري أقليلا أعطيت أم كثيرا. ثم قال قوموا عنه ثم قال أبو ياسر لأخيه حي بن أخطب ولمن معه من الأحبار ما يدريكم لعله قد جمع هذا لمحمد كله إحدى وسبعون وإحدى وثلاثون ومائة وإحدى وثلاثون ومائتان وإحدى وسبعون ومائتان فذلك سبعمائة وأربع سنين؟ فقالوا لقد تشابه علينا أمره فيزعمون أن هؤلاء الآيات نزلت فيهم { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات } فهذا الحديث مداره على محمد بن السائب الكلبي وهو ممن لا يحتج بما انفرد به ثم كان مقتضى هذا المسلك إن كان صحيحا أن يحسب ما لكل حرف من الحروف الأربعة عشر التي ذكرناها وذلك يبلغ منه جملة كثيرة وإن حسبت مع التكرر فأطم وأعظم والله أعلم.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ
    +/- -/+  
الأية
2
 
وقوله تعالى { ربما يود الذين كفروا { الآية إخبار عنهم أنهم سيندمون على ما كانوا فيه من الكفر ويتمنون لو كانوا في الدنيا مع المسلمين ونقل السدي في تفسيره بسنده المشهور عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما من الصحابة أن كفار قريش لما عرضوا على النار تمنوا أن لو كانوا مسلمين وقيل إن المراد أن كل كافر يود عند احتضاره أن لو كان مؤمنا وقيل هذا إخبار عن يوم القيامة كقوله تعالى { ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين { وقال سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي الزاهرية عن عبد الله في قوله { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين { قال هذا في الجهنميين إذا رأوهم يخرجون من النار وقال ابن جرير حدثني المثنى حدثنا مسلم حدثنا القاسم حدثنا ابن أبي فروة العبدي أن ابن عباس وأنس بن مالك كانا يتأولان هذه الآية { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين { يتأولانها يوم يحبس الله أهل الخطايا من المسلمين مع المشركين في النار قال فيقول لهم المشركون ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون في الدنيا ؟ قال فيغضب الله لهم بفضل رحمته فيخرجهم فذلك حين يقول { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين { وقال عبد الرزاق أخبرنا الثوري عن حماد عن إبراهيم وعن خصيف عن مجاهد قالا: يقول أهل النار للموحدين ما أغنى عنكم إيمانكم ؟ فإذا قالوا ذلك قال الله أخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان قال فعند ذلك قوله { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين { وهكذا روي عن الضحاك وقتادة وأبي العالية وغيرهم وقد ورد في ذلك أحاديث مرفوعة فقال الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا محمد بن العباس هو الأخرم حدثنا محمد بن منصور الطوسي حدثنا صالح بن إسحق الجهبذي وابن علية يحيى بن موسى حدثنا معروف بن واصل عن يعقوب بن نباتة عن عبد الرحمن الأغر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم { إن ناسا من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم فيقول لهم أهل اللات والعزى ما أغنى عنكم قولكم لا إله إلا الله وأنتم معنا في النار ؟ فيغضب الله لهم فيخرجهم فيلقيهم في نهر الحياة فيبرءون من حرقهم كما يبرأ القمر من خسوفه ويدخلون الجنة ويسمون فيهل الجهنميون { فقال رجل يا أنس أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول { من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار } نعم أنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول هذا ثم قال الطبراني تفرد به الجهبذ { الحديث الثاني { قال الطبراني أيضا حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبو الشعثاء علي بن حسن الواسطي حدثنا خالد بن نافع الأشعري عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة قال الكفار للمسلمين ألم تكونوا مسلمين ؟ قالوا بلى قالوا فما أغنى عنكم الإسلام وقد صرتم معنا في النار ؟ قالوا كانت لنا ذنوب فأخذنا بها فسمع الله ما قالوا فأمر بمن كان في النار من أهل القبلة فأخرجوا فلما رأى ذلك من بقي من الكفار قالوا يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا قال ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين { ورواه ابن أبي حاتم من حديث خالد بن نافع به وزاد فيه بسم الله الرحمن الرحيم عوض الاستعاذة { الحديث الثالث { قال الطبراني أيضا حدثنا موسى بن هارون حدثنا إسحاق بن راهويه قال: قلت لأبي أسامة أحدثكم أبو روق واسمه عطية بن الحارث حدثني صالح بن أبي شريف قال سألت أبا سعيد الخدري فقلت له نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين { ؟ قال نعم سمعته يقول { يخرج الله ناسا من المؤمنين من النار بعد ما يأخذ نقمته منهم { وقال { لما أدخلهم الله النار مع المشركين قال لهم المشركون تزعمون أنكم أولياء الله في الدنيا فما بالكم معنا فى النار ؟ فإذا سمع الله ذلك منهم أذن في الشفاعة لهم فتشفع لهم الملائكة والنبيون ويشفع المؤمنون حتى يخرجوا بإذن الله فإذا رأى المشركون ذلك قالوا يا ليتنا كنا مثلهم فتدركنا الشفاعة فنخرج معهم ; قال فذلك قول الله { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين { فيسمون في الجنة الجهنميين من أجل سواد في وجوههم فيقولون يا رب أذهب عنا هذا الاسم فيأمرهم فيغتسلون في نهر الجنة فيذهب ذلك الاسم عنهم { فأقر به أبو أسامة وقال نعم { الحديث الرابع { قال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين حدثنا العباس بن الوليد البرسي حدثنا مسكين أبو فاطمة حدثني اليمان بن يزيد عن محمد بن جبير عن محمد بن علي عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { منهم من تأخذه النار إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه إلى حجزته ومنهم من تأخذه النار إلى عنقه على قدر ذنوبهم وأعمالهم ومنهم من يمكث فيها شهرا ثم يخرج منها ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج منها وأطولهم فيها مكثا بقدر الدنيا منذ يوم خلقت إلى أن تفنى فإذا أراد الله أن يخرجهم منها قالت اليهود والنصارى ومن في النار من أهل الأديان والأوثان لمن في النار من أهل التوحيد آمنتم بالله وكتبه ورسله فنحن وأنتم اليوم في النار سواء فيغضب الله لهم غضبا لم يغضبه لشيء فيما مضى فيخرجهم إلى عين في الجنة وهو قوله } ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين } .

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ
    +/- -/+  
الأية
3
 
وقوله { ذرهم يأكلوا ويتمتعوا { تهديد شديد لهم ووعيد أكيد كقوله تعالى { قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار { وقوله { كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون { ولهذا قال } ويلههم الأمل } أي عن التوبة والإنابة { فسوف يعلمون } أي عاقبة أمرهم.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ
    +/- -/+  
الأية
4
 
يخبر تعالى أنه ما أهلك قرية إلا بعد قيام الحجة عليها وانتهاء أجلها.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ
    +/- -/+  
الأية
5
 
وأنه لا يؤخر أمة حان هلاكهم عن ميقاتهم ولا يتقدمون عن مدتهم وهذا تنبيه لأهل مكة وإرشاد لهم إلى الإقلاع عما هم عليه من الشرك والعناد والإلحاد الذي يستحقون به الهلاك.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ
    +/- -/+  
الأية
6
 
يخبر تعالى عن كفرهم وعنادهم في قولهم { يا أيها الذي نزل عليه الذكر } أي الذي تدعي ذلك { إنك لمجنون } أي في دعائك إيانا إلى اتباعك وترك ما وجدنا عليه آباءنا.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ
    +/- -/+  
الأية
7
 
{ لوما } أي هلا { تأتينا بالملائكة } أي يشهدون لك بصحة ما جئت به كما قال فرعون } فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين } { وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ
    +/- -/+  
الأية
8
 
وكذا قال في هذه الآية { ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين { وهو القرآن وهو الحافظ له من التغيير والتبديل ومنهم من أعاد الضمير في قوله تعالى { له لحافظون { على النبي صلى الله عليه وسلم كقوله { والله يعصمك من الناس { والمعنى الأول أولى وهو ظاهر السياق.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
    +/- -/+  
الأية
9
 
وهو القرآن وهو الحافظ له من التغيير والتبديل ومنهم من أعاد الضمير في قوله تعالى { له لحافظون { على النبي صلى الله عليه وسلم كقوله { والله يعصمك من الناس } والمعنى الأول أولى وهو ظاهر السياق.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ
    +/- -/+  
الأية
10
 
يقول تعالى مسليا لرسوله صلى الله عليه وسلم فى تكذيب من كذبه من كفل من كفار قريش إنه أرسل قبله من الأمم الماضية وإنه ما أتى أمة من رسول إلا كذبوه واستهزءوا به.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
    +/- -/+  
الأية
11
 
يقول تعالى مسليا لرسوله صلى الله عليه وسلم فى تكذيب من كذبه من كفل من كفار قريش إنه أرسل قبله من الأمم الماضية وإنه ما أتى أمة من رسول إلا كذبوه واستهزءوا به.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
كَذَٰلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ
    +/- -/+  
الأية
12
 
ثم أخبر أنه سلك التكذيب في قلوب المجرمين الذين عاندوا واستكبروا عن اتباع الهدى قال أنس والحسن البصري { كذلك نسلكه فى قلوب المجرمين } يعني الشرك.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ
    +/- -/+  
الأية
13
 
وقوله { قد خلت سنة الأولين } أي قد علم ما فعل تعالى بمن كذب رسله من الهلاك والدمار وكيف أنجى الله الأنبياء وأتباعهم في الدنيا والآخرة.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ
    +/- -/+  
الأية
14
 
يخبر تعالى عن قوة كفرهم وعنادهم ومكابرتهم للحق أنه لو فتح لهم بابا من السماء فجعلوا يصعدون فيه لما صدقوا بذلك.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ
    +/- -/+  
الأية
15
 
بل قالوا { إنما سكرت أبصارنا { قال مجاهد وابن كثير والضحاك سدت أبصارنا وقال قتادة عن ابن عباس أخذت أبصارنا وقال العوفي عن ابن عباس شبه علينا وإنما سحرنا وقال الكلبي عميت أبصارنا وقال ابن زيد { سكرت أبصارنا { السكران الذي لا يعقل.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ
    +/- -/+  
الأية
16
 
يذكر تعالى خلقه السماء في ارتفاعها وما زينها به من الكواكب الثوابت والسيارات لمن تأمل وكرر النظر فيما يرى من العجائب والآيات الباهرات ما يحار نظره فيه وبهذا قال مجاهد وقتادة البروج ههنا هي الكواكب. { قلت { وهذا كقوله تبارك وتعالى { تبارك الذي جعل في السماء بروجا { الآية. ومنهم من قال البروج هي منازل الشمس والقمر وقال عطية العوفي البروج ههنا هي قصور فيها الحرس وجعل الشهب حرسا لها من مردة الشياطين لئلا يسمعوا إلى الملإ الأعلى فمن تمرد وتقدم منهم لاستراق السمع جاءه شهاب مبين فأتلفه فربما يكون قد ألقى الكلمة التي سمعها أن يدركه الشهاب إلى الذي هو دونه فيأخذها الآخر ويأتي بها إلى وليه كما جاء مصرحا به في الصحيح كما قال البخاري.في تفسير هذه الآية: حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال { إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان { قال علي وقال غيره صفوان ينفذهم ذلك فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال الحق وهو العلي الكبير فيسمعها مسترقو السمع ومسترقو السمع هكذا واحد فوق آخر ووصف سفيان بيده وفرج بين أصابع يده اليمنى نصبها بعضها فوق بعض فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه وربما لم يدركه حتى يرمي بها إلى الذي يليه إلى الذي هو أسفل منه حتى يلقوها إلى الأرض وربما قال سفيان حتى تنتهي إلى الأرض فتلقى على فم الساحر أو الكاهن فيكذب معها مائة كذبة فيصدق فيقولون ألم يخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا فوجدناه حقا للكلمة التي سمعت من السماء.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ
    +/- -/+  
الأية
17
 
وقال عطية العوفي البروج ههنا هي قصور فيها الحرس وجعل الشهب حرسا لها من مردة الشياطين لئلا يسمعوا إلى الملإ الأعلى فمن تمرد وتقدم منهم لاستراق السمع جاءه شهاب مبين فأتلفه فربما يكون قد ألقى الكلمة التي سمعها قبل أن يدركه الشهاب إلى الذي هو دونه فيأخذها الآخر ويأتي بها إلى وليه كما جاء مصرحا به في الصحيح كما قال البخاري.في تفسير هذه الآية: حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال { إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان { قال علي وقال غيره صفوان ينفذهم ذلك فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال الحق وهو العلي الكبير فيسمعها مسترقو السمع ومسترقو السمع هكذا واحد فوق آخر ووصف سفيان بيده وفرج بين أصابع يده اليمنى نصبها بعضها فوق بعض فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه وربما لم يدركه حتى يرمي بها إلى الذي يليه إلى الذي هو أسفل منه حتى يلقوها إلى الأرض وربما قال سفيان حتى تنتهي إلى الأرض فتلقى على فم الساحر أو الكاهن فيكذب معها مائة كذبة فيصدق فيقولون ألم يخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا فوجدناه حقا للكلمة التي سمعت من السماء.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ
    +/- -/+  
الأية
18
 
{ قلت { وهذا كقوله تبارك وتعالى { تبارك الذي جعل في السماء بروجا { الآية. ومنهم من قال البروج هي منازل الشمس والقمر وقال عطية العوفي البروج ههنا هي قصور فيها الحرس وجعل الشهب حرسا لها من مردة الشياطين لئلا يسمعوا إلى الملإ الأعلى فمن تمرد وتقدم منهم لاستراق السمع جاءه شهاب مبين فأتلفه فربما يكون قد ألقى الكلمة التي سمعها أن يدركه الشهاب إلى الذي هو دونه فيأخذها الآخر ويأتي بها إلى وليه كما جاء مصرحا به في الصحيح كما قال البخاري.في تفسير هذه الآية: حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال } إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان { قال علي وقال غيره صفوان ينفذهم ذلك فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال الحق وهو العلي الكبير فيسمعها مسترقو السمع ومسترقو السمع هكذا واحد فوق آخر ووصف سفيان بيده وفرج بين أصابع يده اليمنى نصبها بعضها فوق بعض فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه وربما لم يدركه حتى يرمي بها إلى الذي يليه إلى الذي هو أسفل منه حتى يلقوها إلى الأرض وربما قال سفيان حتى تنتهي إلى الأرض فتلقى على فم الساحر أو الكاهن فيكذب معها مائة كذبة فيصدق فيقولون ألم يخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا فوجدناه حقا للكلمة التي سمعت من السماء.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ
    +/- -/+  
الأية
19
 
ثم ذكر تعالى خلقه الأرض ومده إياها وتوسيعها وبسطها وما جعل فيها من الجبال الرواسي والأودية والأراضي والرمال وما أنبت فيها من الزروع والثمار المتناسبة وقال ابن عباس { من كل شيء موزون } أي معلوم وكذا قال سعيد بن جبير وعكرمة وأبو مالك ومجاهد والحكم بن عيينة والحسن بن محمد وأبو صالح وقتادة ومنهم من قول مقدر بقدر وقال ابن زيد من كل شيء يوزن ويقدر بقدر وقال ابن زيد ما يزنه أهل الأسواق.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ
    +/- -/+  
الأية
20
 
وقوله { وجعلنا لكم فيها معايش { يذكر تعالى أنه صرفهم في الأرض فى صنوف الأسباب والمعايش وهي جمع معيشة وقوله { ومن لستم له برازقين { قال مجاهد هي الدواب والأنعام وقال ابن جرير هم العبيد والإماء والدواب والأنعام والقصد أنه تعالى يمتن عليهم بما يسر لهم من أسباب المكاسب ووجوه الأسباب وصنوف المعايش وبما سخر لهم من الدواب التي يركبونها والأنعام التي يأكلونها والعبيد والإماء التي يستخدمونها ورزقهم على خالقهم لا عليهم فلهم هم المنفعة والرزق على الله تعالى.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ
    +/- -/+  
الأية
21
 
يخبر تعالى أنه مالك كل شيء وأن كل شيء سهل عليه يسير لديه وأن عنده خزائن الأشياء من جميع الصنوف { وما ننزله إلا بقدر معلوم { كما يشاء كما يريد ولما له فى ذلك من الحكمة البالغة والرحمة بعباده لا على جهة الوجوب بل هو كتب على نفسه الرحمة. قال يزيد بن أبي زياد عن أبي جحيفة عن عبد الله ما من عام بأمطر من عام ولكن الله يقسمه بينهم حيث شاء عاما ههنا وعاما ههنا ثم قرأ { وإن من شيء إلا عندنا خزائنه { الآية. رواه ابن جرير وقال أيضا حدثنا القاسم حدثنا هشيم أخبرنا إسماعيل بن سالم عن الحكم بن عيينة في قوله { وما ننزله إلا بقدر معلوم { قال ما عام بأكثر مطرا من عام ولا أقل ولكنه يمطر قوم ويحرم آخرون بما كان في البحر قال وبلغنا أنه ينزل مع المطر من الملائكة أكثر من عدد ولد إبليس وولد آدم يحصون كل قطرة حيث تقع وما تنبت وقال البزار حدثنا داود هو ابن بكير حدثنا حيان بن أغلب بن تميم حدثني أبي عن هشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم } خزائن الله الكلام فإذا أراد شيئا قال له كن فكان { ثم قال لا يرويه إلا أغلب وليس بالقوى وقد حدث عنه غير واحد من المقدمين ولم يروه عنه إلا ابنه.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ
    +/- -/+  
الأية
22
 
وقوله تعالى { وأرسلنا الرياح لواقح } أي تلقح السحاب فتدر ماء وتلقح الشجر فتفتح عن أوراقها وأكمامها وذكرها بصيغة الجمع ليكون منها الإنتاج بخلاف الريح العقيم فإنه أفردها ووصفها بالعقيم وهو عدم الإنتاج لأنه لا يكون إلا بين شيئين فصاعدا وقال الأعمش عن المنهال بن عمرو عن قيس بن السكن عن عبد الله بن مسعود في قوله } وأرسلنا الرياح لواقح { قال ترسل الريح فتحمل الماء من السماء ثم تمر مر السحاب حتى تدر كما تدر اللقحة. وكذا قال ابن عباس وإبراهيم النخعي وقتادة وقال الضحاك يبعثها الله على السحاب فتلقحه فيمتلئ ماء وقال عبيد بن عمير الليثي يبعث الله المبشرة فتقم الأرض قما ثم بعث الله المثيرة فتثير السحاب ثم يبعث الله المؤلفة فتؤلف السحاب ثم يبعث الله اللواقح فتلقح الشجر ثم تلا { وأرسلنا الرياح لواقح } .وقد روى ابن جرير من حديث عبيس بن ميمون عن أبي المهزم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { الريح الجنوب من الجنة وهي التي ذكر الله في كتابه وفيها منافع للناس } وهذا إسناد ضعيف وقال الإمام أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي في مسنده حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار أخبرني يزيد بن جعدية الليثي أنه سمع عبد الرحمن بن مخراق يحدث عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن الله خلق في الجنة ريحا بعد الريح سبع سنين وإن من دونها بابا مغلقا وإنما يأتيكم الريح من ذلك الباب ولو فتح لأذرت ما بين السماء والأرض من شيء وهي عند الله إلا ذيب وهي فيكم الجنوب { وقوله { فأسقيناكموه } أي أنزلناه لكم عذبا يمكنكم أن تشربوا منه لو نشاء جعلناه أجاجا كما نبه على ذلك في الآية الأخرى في سورة الواقعة وهو قوله تعالى } أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون { وفي قوله { هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون { وقوله { وما أنتم له بخازنين { فال سفيان الثوري بمانعين ويحتمل أن المراد وما أنتم له بحافظين بل نحن ننزله ونحفظه عليكم ونجعله معينا وينابيع في الأرض ولو شاء تعالى لأغاره وذهب به ولكن من رحمته أنزله وجعله عذبا وحفظه في العيون والآبار والأنهار وغير ذلك ليبقى لهم في طول السنة يشربون ويسقون أنعامهم وزروعهم وثمارهم.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ
    +/- -/+  
الأية
23
 
وقوله { وإنا لنحن نحيي ونميت { إخبار عن قدرته تعالى على بدء الخلق وإعادته وأنه هو الذي أحيا الخلق من العدم ثم يميتهم ثم يبعثهم كلهم ليوم الجمع وأخبر أنه تعالى يرث الأرض ومن عليها وإليه يرجعون.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ
    +/- -/+  
الأية
24
 
ثم أخبر تعالى عن تمام علمه بهم أولهم وآخرهم فقال { ولقد علمنا المستقدمين منكم } الآية. قال ابن عباس رضي الله عنهما المستقدمون كل من هلك من لدن آدم عليه السلام والمستأخرون من هو حي ومن سيأتي إلى يوم القيامة وروي نحوه عن عكرمة ومجاهد والضحاك وقتادة ومحمد بن كعب والشعبي وغيرهم وهو اختيار ابن جرير رحمه الله وقال ابن جرير حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن رجل عن مروان بن الحكم أنه قال كان أناس يستأخرون في الصفوف من أجل النساء فأنزل الله { ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين { وقد ورد فيه حديث غريب جدا فقال ابن جرير حدثني محمد بن موسى الجرشي حدثنا نوح بن قيس حدثنا عمرو بن قيس حدثنا عمر بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت تصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم امرأة حسناء قال ابن عباس لا والله ما رأيت مثلها قط وكان بعض المسلمين إذا صلوا استقدموا يعني لئلا يروها وبعض يستأخرون; فإذا سجدوا نظروا إليها من تحت أيديهم فأنزل الله { ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين { وكذا رواه أحمد وابن أبي حاتم في تفسيره ورواه الترمذي والنسائي في كتاب التفسير من سننيهما وابن ماجه من طرق عن نوح بن قيس الحداني وقد وثقه أحمد وأبو داود وغيرهما وحكي عن ابن معين تضعيفه وأخرجه مسلم وأهل السنن وهذا الحديث فيه نكارة شديدة وقد رواه عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن عمرو بن مالك وهو البكري أنه سمع أبا الجوزاء يقول في قوله { ولقد علمنا المستقدمين منكم { في الصفوف في الصلاة { والمستأخرين { فالظاهر أنه من كلام أبي الجوزاء فقط ليس فيه لابن عباس ذكر وقد قال الترمذي هذا أشبه من رواية نوح بن قيس والله أعلم وهكذا روى ابن جرير عن محمد بن أبي معشر عن أبيه أنه سمع عون بن عبد الله يذكر محمد بن كعب في قوله { ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين { أنها في صفوف الصلاة فقال محمد بن عبد الله يذكر محمد بن كعب في قوله { ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين { أنها في صفوف الصلاة فقال محمد بن كعب ليس هكذا { ولقد علمنا المستقدمين منكم { الميت والمقتول } والمستأخرين { من يخلق بعد { وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم { فقال عون بن عبد الله وفقك الله وجزاك خيرا.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ ۚ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ
    +/- -/+  
الأية
25
 
{ وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم { فقال عون بن عبد الله وفقك الله وجزاك خيرا.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ
    +/- -/+  
الأية
26
 
قال ابن عباس ومجاهد وقتادة: المراد بالصلصال ههنا التراب اليابس والظاهر أنه كقوله تعالى { خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار { وعن مجاهد أيضا { الصلصال { المنتن وتفسير الآية بالآية أولى وقوله { من حمإ مسنون } أي الصلصال من حمإ وهو الطين والمسنون الأملس كما قال الشاعر: ثم خاصرتها إلى القبة الخض راء تمشي في مرمر مسنون أي أملس صقيل ولهذا روي عن ابن عباس أنه قال هو التراب الرطب وعن ابن عباس ومجاهد أيضا والضحاك إن الحمأ المسنون هو المنتن وقيل المراد بالمسنون ههنا المصبوب.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ
    +/- -/+  
الأية
27
 
وقوله { والجان خلقناه من قبل } أي من قبل الإنسان { من نار السموم { قال ابن عباس هي السموم التي تقتل وقال بعضهم السموم بالليل والنهار ومنهم من يقول السموم بالليل والحرور بالنهار; وقال أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة عن أبي إسحق قال دخلت على عمر الأعصم أعوده فقال ألا أحدثك حديثا سمعته من عبد الله بن مسعود يقول هذه السموم جزء من سبعين جزءا من السموم التي خلق منها الجان ثم قرأ { والجان خلقناه من قبل من نار السموم { وعن ابن عباس إن الجان خلق من لهب النار وفي رواية من أحسن النار وعن عمرو بن دينار من نار الشمس وقد ورد في الصحيح { خلقت الملائكة من نور وخلقت الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم { والمقصود من الآية التنبيه على شرف آدم { وطيب عنصره وطهارة محتده.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ
    +/- -/+  
الأية
28
 
يذكر تعالى تنويهه بذكر آدم في ملائكته قبل خلقه له وتشريفه إياه بأمر الملائكة بالسجود له ويذكر تخلف إبليس عدوه عن السجود له من بين سائر الملائكة حسدا وكفرا وعنادا واستكبارا وافتخارا بالباطل ولهذا قال { لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون { كقوله { أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين { وقوله { أرأيتك هذا الذي كرمت علي { الآية.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ
    +/- -/+  
الأية
29
 
وقد روى ابن جرير ههنا أثرا غريبا عجيبا من حديث شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس قال لما خلق الله الملائكة قال { إنى خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين { قالوا لا نفعل فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم; ثم خلق ملائكة أخرى فقال لهم مثل ذلك فقالوا سمعنا وأطعنا إلا إبليس كان من الكافرين الأولين وفي ثبوت هذا عنه بعد والظاهر أنه إسرائيلي والله أعلم.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ
    +/- -/+  
الأية
30
 
وقد روى ابن جرير ههنا أثرا غريبا عجيبا من حديث شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس قال لما خلق الله الملائكة قال { إنى خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين { قالوا لا نفعل فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم; ثم خلق ملائكة أخرى فقال لهم مثل ذلك فقالوا سمعنا وأطعنا إلا إبليس كان من الكافرين الأولين وفي ثبوت هذا عنه بعد والظاهر أنه إسرائيلي والله أعلم.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ
    +/- -/+  
الأية
31
 
وقد روى ابن جرير ههنا أثرا غريبا عجيبا من حديث شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس قال لما خلق الله الملائكة قال { إنى خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين { قالوا لا نفعل فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم; ثم خلق ملائكة أخرى فقال لهم مثل ذلك فقالوا سمعنا وأطعنا إلا إبليس كان من الكافرين الأولين وفي ثبوت هذا عنه بعد والظاهر أنه إسرائيلي والله أعلم.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ
    +/- -/+  
الأية
32
 
وقد روى ابن جرير ههنا أثرا غريبا عجيبا من حديث شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس قال لما خلق الله الملائكة قال { إنى خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين { قالوا لا نفعل فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم; ثم خلق ملائكة أخرى فقال لهم مثل ذلك فقالوا سمعنا وأطعنا إلا إبليس كان من الكافرين الأولين وفي ثبوت هذا عنه بعد والظاهر أنه إسرائيلي والله أعلم.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ
    +/- -/+  
الأية
33
 
وقد روى ابن جرير ههنا أثرا غريبا عجيبا من حديث شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس قال لما خلق الله الملائكة قال { إنى خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين { قالوا لا نفعل فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم; ثم خلق ملائكة أخرى فقال لهم مثل ذلك فقالوا سمعنا وأطعنا إلا إبليس كان من الكافرين الأولين وفي ثبوت هذا عنه بعد والظاهر أنه إسرائيلي والله أعلم.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ
    +/- -/+  
الأية
34
 
يذكر تعالى أنه أمر إبليس أمرا كونيا لا يخالف ولا يمانع بالخروج من المنزلة التي كان فيها من الملإ الأعلى وأنه رجيم أي مرجوم وأنه قد اتبعته لعنة لا تزال متصلة به لاحقة له متواترة عليه إلى يوم القيامة.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ
    +/- -/+  
الأية
35
 
يذكر تعالى أنه أمر إبليس أمرا كونيا لا يخالف ولا يمانع بالخروج من المنزلة التي كان فيها من الملأ الأعلى وأنه رجيم أي مرجوم وأنه قد اتبعته لعنة لا تزال متصلة به لاحقة له متواترة عليه إلى يوم القيامة.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ
    +/- -/+  
الأية
36
 
وعن سعيد بن جبير أنه قال: لما لعن الله إبليس تغيرت صورته عن صورة الملائكة ورن رنة فكل رنة في الدنيا إلى يوم القيامة منها. رواه ابن أبي حاتم وأنه لما تحقق الغضب الذي لا مرد له سأل من تمام حسده لآدم وذريته النظِرة إلى يوم القيامة وهو يوم البعث.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ
    +/- -/+  
 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ
    +/- -/+  
 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ
    +/- -/+  
الأية
39
 
يقول تعالى مخبرا عن إبليس وتمرده وعتوه أنه قال للرب { بما أغويتني { قال بعضهم أقسم بإغواء الله له { قلت { ويحتمل أنه بسبب ما أغويتني وأضللتني { لأزينن لهم } أي لذرية آدم عليه السلام { فى الأرض } أي أحبب إليهم المعاصي وأرغبهم فيها وأزهم إليها وأزعجهم إزعاجا { ولأغوينهم أجمعين } أي كما أغويتني وقدرت على ذلك.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ
    +/- -/+  
الأية
40
 
إلا عبادك منهم المخلصين { كقوله { أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا } { قال { الله تعالى له متهددا ومتوعدا.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ
    +/- -/+  
الأية
41
 
هذا صراط علي مستقيم } أي مرجعكم كلكم إلي فأجازيكم بأعمالكم إن خيرا فخير وإن شرا فشر كقوله تعالى { إن ربك لبالمرصاد { وقيل طريق الحق مرجعها إلى الله تعالى وإليه تنتهي قاله مجاهد والحسن وقتادة كقوله { وعلى الله قصد السبيل { وقرأ قيس بن عبادة ومحمد بن سيرين وقتادة { هذا صراط علي مستقيم { كقوله { وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم } أي رفيع والمشهور القراءة الأولى.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ
    +/- -/+  
الأية
42
 
وقوله { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان } أي الذين قدرت لهم الهداية فلا سبيل لك عليهم ولا وصول لك إليهم { إلا من اتبعك من الغاوين { استثناء منقطع. وقد أورد ابن جرير ههنا من حديث عبد الله بن المبارك عن عبد الله بن موهب حدثنا يزيد بن قسيط قال: كانت الأنبياء يكون لهم مساجد خارجة من قراهم فإذا أراد النبي أن يستنبئ ربه عن شيء خرج إلى مسجده فصلى ما كتب الله ثم سأله ما بدا له فبينا نبي في مسجده إذ جاء عدو الله - يعني إبليس - حتى جلس بينه وبين القبلة فقال النبي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال فرده ذلك ثلاث مرات فقال عدو الله أخبرني بأي شيء تنجو مني فقال النبي بل أخبرني بأي شيء تغلب ابن آدم مرتين فأخذ كل واحد منهما على صاحبه فقال النبي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقال عدو الله أرأيت الذي تعوذ منه فهو هو فقال النبي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال فرده ذلك ثلاث مرات فقال عدو الله أخبرني بأي شيء تنجو مني فقال النبي بل أخبرني بأي شيء تغلب ابن آدم مرتين فأخذ كل واحد منهما على صاحبه فقال النبي إن الله تعالى يقول { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين { قال عدو الله قد سمعت هذا قبل أن تولد قال النبي ويقول الله { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم { وإني والله ما أحسست بك قط إلا استعذت بالله منك قال عدو الله صدق بهذا تنجو مني فقال النبي أخبرني بأي شيء تغلب ابن آدم؟ قال آخذه عند الغضب والهوى.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ
    +/- -/+  
الأية
43
 
وقوله { وإن جهنم لموعدهم أجمعين أي جهنم موعد جميع من اتبع إبليس كما قال عن القرآن { ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ
    +/- -/+  
الأية
44
 
ثم أخبر أن لجهنم سبعة أبواب { لكل باب منهم جزء مقسوم } أي قد كتب لكل باب منها جزء من أتباع إبليس يدخلونه لا محيد لهم عنه أجارنا الله منه وكل يدخل من باب بحسب عمله ويستقر في درك بقدر عمله قال إسماعيل ابن علية وشعبة كلاهما عن أبي هارون الغنوي عن حطان بن عبد الله أنه قال سمعت علي بن أبي طالب وهو يخطب قال: إن أبواب جهنم هكذا - قال أبو هارون - أطباقا بعضها فوق بعض وقال إسرائيل عن أبي إسحاق عن هبيرة بن أبي مريم عن علي رضي الله عنه قال أبواب جهنم سبعة بعضها فوق بعض فيمتلئ الأول ثم الثاني ثم الثالث حتى تمتلئ كلها وقال عكرمة سبعة أبواب سبعة أطباق وقال ابن جريج سبعة أبواب أولها جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية. وروي الضحاك عن ابن عباس نحوه وكذا روي عن الأعمش بنحوه أيضا وفال قتادة } لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم { هي والله منازل بأعمالهم رواهن ابن جرير وقال جويبر عن الضحاك { لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم { قال باب لليهود وباب للنصارى وباب للصابئين وباب للمجوس وباب للذين أشركوا وهم كفار العرب وباب للمنافقين وباب لأهل التوحيد فأهل التوحيد يرجى لهم ولا يرجى لأولئك أبدا. وقال الترمذي حدثنا عبد بن حميد حدثنا عثمان بن عمر عن مالك بن مغول عن حميد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { لجهنم سبعة أبواب باب منها لمن سل السيف على أمتي - أو قال - على أمة محمد { ثم قال لا نعرفه إلا من حديث مالك بن مغول. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عباس بن الوليد الخلال حدثنا زيد - يعني ابن يحيى - حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي نضرة عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { لكل باب منهم جزء مقسوم { قال { إن من أهل النار من تأخذه النار إلى كعبه وإن منهم من تأخذه النار إلى حجزته ومنهم من تأخذه النار إلى تراقيه منازلهم بأعمالهم فذلك قوله لكل باب منهم جزء مقسوم } .

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
    +/- -/+  
الأية
45
 
لما ذكر تعالى حال أهل النار عطف على ذكر أصل الجنة وأنهم في جنات وعيون.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ
    +/- -/+  
الأية
46
 
وقوله { ادخلوها بسلام } أي سالمين من الآفات مسلم عليكم { آمنين } أي من كل خوف وفزع ولا تخشوا من إخراج ولا انقطاع ولا فناء.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ
    +/- -/+  
الأية
47
 
وقوله } ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين { روى القاسم عن أبي أمامة قال: يدخل أهل الجنة الجنة على ما في صدورهم في الدنيا من الشحناء والضغائن حتى إذا توافوا وتقابلوا نزع الله ما في صدورهم في الدنيا من غل ثم قرأ { ونزعنا ما في صدورهم من غل { هكذا في هذه الرواية والقاسم بن عبد الرحمن في روايته عن أبي أمامة ضعيف وقد روى سعيد في تفسيره حدثنا ابن فضالة عن لقمان عن أبي أمامة قال: لا يدخل الجنة مؤمن حتى ينزع الله ما في صدره من غل حتى ينزع منه مثل السبع الضاري. وهذا موافق لما في الصحيح من رواية قتادة حدثنا أبو المتوكل الناجي أن أبا سعيد الخدري حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار يقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة { وقال ابن جرير حدثنا الحسن حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام عن محمد هو ابن سيرين قال استأذن الأشتر على علي رضي الله عنه وعنده ابن لطلحة فحبسه ثم أذن له فلما دخل قال إني لأراك إنما حبستني لهذا؟ قال أجل قال إني لأراه لو كان عندك ابن لعثمان لحبستني قال أجل إني لأرجو أن أكون أنا عثمان ممن قال الله تعالى { ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين { وقال ابن جرير أيضا حدثنا الحسن بن محمد حدثنا أبو معاوية الضرير حدثنا أبو مالك الأشجعي حدثنا أبو حبيبة مولى لطلحة قال: دخل عمران بن طلحة على علي رضي الله عنه بعد ما فرغ من أصحاب الجمل فرحب به وقال: إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك من الذين قال الله { ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين { وحدثنا الحسن حدثنا أبو معاوية الضرير حدثنا أبو مالك الأشجعي عن أبي حبيبة مولى لطلحة قال: دخل عمران بن طلحة على علي رضي الله عنه بعد ما فرغ من أصحاب الجمل فرحب به وقال: إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك من الذين قال الله { ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين { قال ورجلان جالسان إلى ناحية البساط فقالا الله أعدل من ذلك تقتلهم بالأمس وتكونون إخوانا فقال علي رضي الله عنه أبعد أرض وأسحقها فمن هم إذا إن لم أكن أنا وطلحة؟ وذكر أبو معاوية الحديث بطوله. وروى وكيع عن أبان بن عبد الله البجلي عن نعيم بن أبي هند عن ربعي بن خراش عن علي نحوه وقال فيه فقام رجل من همدان فقال الله أعدل من ذلك يا أمير المؤمنين قال فصاح به علي صيحة فظننت أن القصر قد تدهده لها ثم قال إذا لم نكن نحن فمن هم؟ وقال سعيد بن مسروق عن أبي طلحة وذكره وفيه فقال الحارث الأعور ذلك فقام إليه علي رضي الله عنه فضربه بشيء كان في يده في رأسه وقال فمن هم يا أعور إذا لم نكن نحن؟ وقال سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم قال: جاء ابن جرموز قاتل الزبير يستأذن على علي رضي الله عنه فحجبه طويلا ثم أذن له فقال له أما أهل البلاء فتجفوهم فقال علي بفيك التراب إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير ممن قال الله { ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين { وكذا روى الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بنحوه وقال سفيان بن عيينة عن إسرائيل عن أبي موسى سمع الحسن البصري يقول: قال علي فينا والله أهل بدر نزلت هذه الآية } ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين { وقال كثير النوى: دخلت على أبي جعفر محمد بن علي فقلت وليي وليكم وسلمي سلمكم وعدوي عدوكم وحربي حربكم أنا أسألك بالله أتبرأ من أبي بكر وعمر فقال { قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين } تولهما يا كثير فما أدركك فهو فى رقبتي هذه ثم تلا هذه الآية { إخوانا على سرر متقابلين { قال أبو بكر وعمر وعلي رضى الله عنهم أجمعين وقال الثوري عن رجل عن أبي صالح في قوله { إخوانا على سرر متقابلين { قال هم عشرة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وعبد الله بن مسعود رضى الله عنهم أجمعين وقوله { متقابلين { قال مجاهد لا ينظر بعضهم فى قفا بعض وفيه حديث مرفوع. قال ابن أبي حاتم حدثنا يحيى بن عبد الله ثنا حسان بن حسان ثنا إبراهيم بن بشر ثنا يحيى بن معين عن إبراهيم القومسي عن سعيد بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا هذه الآية { إخوانا على سرر متقابلين { في الله ينظر بعضهم إلى بعض.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ
    +/- -/+  
الأية
48
 
وقوله لا يمسهم فيها نصب } يعني المشقة والأذى كما جاء في الصحيحين { إن الله أمرني أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب } . وقوله { وما هم منها بمخرجين { كما جاء في الحديث { يقال يا أهل الجنة إن لكم أن تصحوا فلا تمرضوا أبدا وإن لكم أن تعيشوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تقيموا فلا تظعنوا أبدا } . وقال الله تعالى { خالدين فيها لا يبغون عنها حولا } .

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
    +/- -/+  
الأية
49
 
وقوله { نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم } أي أخبر يا محمد عبادي أنى ذو رحمة وذو عذاب أليم وقد تقدم ذكر نظير هذه الآية الكريمة وهي دالة على مقامي الرجاء والخوف وذكر في سبب نزولها ما رواه موسى بن عبيدة عن مصعب بن ثابت قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناس من أصحابه يضحكون فقال { اذكروا الجنة واذكروا النار } فنزلت { نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم }. رواه ابن أبي حاتم وهو مرسل وقال ابن جرير حدثني المثنى حدثنا إسحاق أخبرنا ابن المكي أخبرنا ابن المبارك أخبرنا مصعب بن ثابت حدثنا عاصم بن عبيد الله عن ابن أبي رباح عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: طلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الباب الذي يدخل منه بنو شيبة فقال { ألا أراكم تضحكون { ثم أدبر حتى إذا كان عند الحجر رجع إلينا القهقري فقال { إني لما خرجت جاء جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن الله يقول لك لم تقنط عبادي { نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم } { وقال شعبة عن قتادة في قوله { نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم } قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { لو يعلم العبد قدر عفو الله لما تورع من حرام ولو يعلم العبد قدر عذاب الله لبخع نفسه }.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ
    +/- -/+  
الأية
50
 
أي أخبر يا محمد عبادي أنى ذو رحمة وذو عذاب أليم وقد تقدم ذكر نظير هذه الآية الكريمة وهي دالة على مقامي الرجاء والخوف.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ
    +/- -/+  
الأية
51
 
يقول تعالى وأخبرهم يا محمد عن قصة ضيف إبراهيم والضيف يطلق على الواحد والجمع كالزور والسفر.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ
    +/- -/+  
الأية
52
 
وكيف دخلوا عليه فقالوا سلاما { قال إنا منكم وجلون } أي خائفون وقد ذكر سبب خوفه منهم لما رأى أيديهم لا تصل إلى ما قربه إليهم من الضيافة وهو العجل السمين الحنيذ.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ
    +/- -/+  
الأية
53
 
{ قالوا لا توجل } أي لا تخف وبشروه { بغلام عليم { أى إسحاق { كما تقدم في سورة هود.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ
    +/- -/+  
الأية
54
 
ثم { قال { متعجبا من كبره وكبر زوجته ومتحققا للوعد { أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون { فأجابوه مؤكدين لما بشروه به تحقيقا وبشارة بعد بشارة.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ
    +/- -/+  
الأية
55
 
{ قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين { وقرأ بعضهم القنطين.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ
    +/- -/+  
الأية
56
 
فأجابهم بأنه ليس يقنط ولكن يرجو من الله الولد وإن كان قد كبر وأسنت امرأته فإنه يعلم من قدرة الله ورحمته ما هو أبلغ من ذلك.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ
    +/- -/+  
الأية
57
 
يقول تعالى إخبارا عن إبراهيم عليه السلام لما ذهب عنه الروع وجاءته البشرى أنه شرع يسألهم عما جاءوا له.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ
    +/- -/+  
 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ
    +/- -/+  
 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا ۙ إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ
    +/- -/+  
الأية
60
 
إلا امرأته فإنها من الهالكين ولهذا قالوا { إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين } أي الباقين المهلكين.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ
    +/- -/+  
الأية
61
 
يخبر تعالى عن لوط لما جاءته الملائكة في صورة شباب حسان الوجوه فدخلوا عليه داره.

 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ
    +/- -/+  
 
Tafseer Ibn Katheer  تفسير ابن كثير
قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ
    +/- -/+