ومن الناس من يشتري لهو الحديث ← أي ما يلهي منه عما يعني ليضلَّ ← بفتح الياء
وضمها عن سبيل الله ← طريق الإسلام بغير علمٍ ويتخذها ← بالنصب عطفاً على يضل،
وبالرفع عطفاً على يشتري هزؤاً ← مهزوءاً بها أولئك لهم عذاب مهين ← ذو إهانة.
وإذا تتلى عليه آياتنا ← أي القرآن ولَّى مستكبرا ← متكبرا كأن لم يسمعها كأن
في أذنيه وقرا ← صمما وجملتا التشبيه حالان من ضمير ولَّى أو الثانية بيان للأولى فبشِّره ← أعلمه بعذاب أليم ← مؤلم وذكر البشارة تهكم به وهو النضر بن الحارث،
كان يأتي الحيرة يتجر فيشتري كتب أخبار الأعاجم ويحدث بها أهل مكة ويقول: إن محمدا
يحدثكم أحاديث عاد وثمود، وأنا أحدثكم أحاديث فارس والروم فيستملحون حديثه ويتركون
استماع القرآن.
خالدين فيها ← حال مقدرة أي: مقدرا خلودهم فيها إذا دخلوها وعد الله حقا ← أي
وعدهم الله ذلك وحقه حقا وهو العزيز ← الذي لا يغلبه شيء فيمنعه من إنجاز وعده
ووعيده الحكيم ← الذي لا يضع شيئا إلا في محله.
خلق السماوات بغير عمَدٍ ترونها ← أي العمد جمع عماد وهو الاسطوانة، وهو صادق بأن
لا عمد أصلا وألقى في الأرض رواسي ← جبالا مرتفعة لـ أن ← لا تميد ← تتحرك بكم وبثَّ فيها من كل دابة وأنزلنا ← فيه التفات عن الغيبة من السماء ماءً
فأنبتنا فيها من كل زوجٍ كريمٍ ← صنف حسن.
هذا خلق الله ← أي مخلوقه فأروني ← أخبروني يا أهل مكة ماذا خلق الذين من
دونه ← غيره أي آلهتكم حتى أشركتموها به تعالى، وما استفهام إنكار مبتدأ وذا بمعنى
الذي بصلته خبره وأروني معلق عن العمل وما بعده سد مسد المفعولين بل ← للانتقال الظالمون في ضلالٍ مبينٍ ← بيّن بإشراكهم وأنتم منهم.
ولقد آتينا لقمان الحكمة ← منها العلم والديانة والإصابة في القول، وحكمه كثيرة
مأثورة، كان يفتي قبل بعثة داود وأدرك بعثته وأخذ عنه العلم وترك الفتيا وقال في
ذلك: ألا أكتفي إذا كفيت، وقيل له أي الناس شر؟ قال: الذي لا يبالي إن رآه الناس
مسيئاً أن ← أي وقلنا له أن أشكر لله ← على ما أعطاك من الحكمة ومن يشكر
فإنما يشكر لنفسه ← لأن ثواب شكره له ومن كفر ← النعمة فإن الله غني ← عن خلقه
حميد ← محمود في صنعه.
ووصينا الإنسان بوالديه ← أمرناه أن يبرهما حملته أمُه ← فْوهنت وهنا على
وهنٍ ← أي ضعفت للحمل وضعفت للطلق وضعفت للولادة وفصاله ← أي فطامه في عامين ← وقلنا له أنِ اشكر لي ولوالديك إلىَّ المصير ← أي المرجع.
وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم ← موافقة للواقع فلا تطعهما
وصاحبهما في الدنيا معروفا ← أي بالمعروف البر والصلة واتبع سبيل ← طريق من
أناب ← رجع إليَّ ← بالطاعة ثم إليَّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ← فأجازيكم عليه وجملة الوصية وما بعدها اعتراض.
يا بنيّ إنها ← أي الخصلة السيئة إن تك مثقال حبة من خردلِ فتكن في صخرة أو في
السماوات أو في الأرض ← أي في أخفى مكان من ذلك يأت بها الله ← فيحاسب عليها إن
الله لطيف ← باستخراجها خبير ← بمكانها.
يا بنيّ أقْم الصلاة وأمُر بالمعروف وانْهَ عن المنكر واصبر على ما أصابك ← بسبب
الأمر والنهي إن ذلك ← المذكور من عزم الأمور ← أي معزوماتها التي يعزم عليها
لوجوبها.
ولا تصعِّر ← وفي قراءة تصاعر خدك للناس ← لا تمل وجهك عنهم تكبرا ولا تمش في
الأرض مرحا ← أي خيلاء إن الله لا يحب كل مختالٍ ← متبختر في مشيه فخور ← على
الناس.
ألم تروْا ← تعلموا يا مخاطبين أن الله سخَّر لكم ما في السموات ← من الشمس
والقمر والنجوم لتنتفعوا بها وما في الأرض ← من الثمار والأنهار والدواب وأسبغ
← أوسع وأتمَّ عليكم نعمه ظاهرةً ← وهي حسن الصورة وتسوية الأعضاء وغير ذلك وباطنةً ← هي المعرفة وغيرها ومن الناس ← أي أهل مكة من يجادل في الله بغير علم
ولا هدىً ← من رسول ولا كتاب منير ← أنزله الله، بل بالتقليد.
وإذا قيل لهم اتَّبعوا ما أَنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا ← قال
تعالى: أ ← يتبعونه ولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير ← أي موجباته؟ لا.
ومن يُسلم وجهه إلى الله ← أي يقبل على طاعته وهو محسن ← موحد فقد استمسك
بالعروة الوثقى ← بالطرف الأوثق الذي لا يخاف انقطاعه وإلى الله عاقبة الأمور ← مرجعها.
ولئن ← لام قسم سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ← حذف منه نون الرفع
لتوالي الأمثال، وواو الضمير لالتقاء الساكنين قل الحمد لله ← على ظهور الحجة
عليهم بالتوحيد بل أكثرهم لا يعلمون ← وجوبه عليهم.
ولو أن ما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ والبحر ← عطف على اسم أن يمده من بعده سبعة
أبحر ← مدادا ما نفدت كلمات الله ← المعبر بها عن معلوماته بكتبها بتلك الأقلام
بذلك المداد ولا بأكثر من ذلك لأن معلوماته تعالي غير متناهية إن الله عزيز ← لا
يعجزه شيء حكيم ← لا يخرج شئ عن علمه وحكمته.
ألم ترَ ← تعلم يا مخاطب أن الله يُولج ← يدخل الليل في النهار ويولج النهار
← يدخله في الليل ← فيزيد كل منهما بما نقص من الآخر وسخَّر الشمس والقمر كلُّ
← منهما يجري ← في فلكه إلى أجل مسمى ← هو يوم القيامة وأن الله بما تعملون
خبير } .
ذلك ← المذكور بأن الله هو الحق ← الثابت وأن ما يدعون ← بالياء والتاء
يعبدون من دونه الباطل ← الزائل وأن الله هو العليُّ ← على خلقه بالقهر الكبيرُ ← العظيم.
ألم ترَ أن الفلك ← السفن تجري في البحر بنعمة الله ليريكم ← يا مخاطبين بذلك من آياته إنَّ في ذلك لآياتٍ ← عبرا لكل صبَّار ← عن معاصي الله شكور ← لنعمته.
وإذا غشيهم ← أي علا الكفار موجٌ كالظلل ← كالجبال التي تُظل من تحتها دعوا
الله مخلصين له الدين ← أي الدعاء بأن ينجيهم أي لا يدعون معه غيره فلما نجاهم
إلى البر فمنهم مقتصد ← متوسط بين الكفر والإيمان، ومنهم باق على كفره وما يجحد
بآياتنا ← ومنها الإنجاء من الموج إلا كل ختارٍ ← غدار كفورٍ ← لنعم الله
تعالى.
يا أيها الناس ← أي أهل مكة اتقوا ربكم واخشوْا يوما لا يجزي ← يغني والد عن
ولده ← فيه شيئا ولا مولود عن هو جاز عن والده ← فيه شيئا إن وعد الله حقٌ ← بالبعث فلا تغرنكم الحياة الدنيا ← عن الإسلام ولا يغرنكم بالله ← في حلمه
وإمهاله الغرور ← الشيطان.
{( إن الله عنده علم الساعة ) متى تقوم ( وينزل ) بالتخفيف والتشديد ( الغيث ) بوقت
يعلمه ( ويعلم ما في الأرحام ) أذكر أم أنثى ، ولا يعلم واحدا من الثلاثة غير الله
تعالى ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ) من خير أو شر ويعلمه الله تعالى ( وما تدري
نفس بأي أرض تموت ) ويعلمه الله تعالى ( إن الله عليم ) بكل شيء ( خبير ) بباطنه
كظاهره، روى البخاري عن ابن عمر حديث : "مفاتيح الغيب خمسة إن الله عنده علم الساعة
إلى آخر السورة".