ولئن ← لام قسم سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولنَّ ← حذف منه نون الرفع
لتوالي النونات وواو الضمير لالتقاء الساكنين خلقهن العزيز العليم ← آخر جوابهم
أي الله ذو العزة والعلم، زاد تعالى :
والذي نزل من السماء ماءً بقدر ← أي بقدر حاجتكم إليه ولم ينزله طوفاناً فأنشرنا ← أحيينا به بلدة ميتا كذلك ← أي مثل هذا الإحياء تخرجون ← من قبوركم
أحياء .
لتستووا ← لتستقروا على ظهوره ← ذكر الضمير وجمع الظهر نظراً للفظ ما ومعناها ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له
مقرنين ← مطيقين .
وجعلوا له من عباده جزءاً ← حيث قالوا والملائكة بنات الله لأن الولد جزء من
الوالد والملائكة من عباده تعالى إن الإنسان ← القائل ما تقدم لكفور مبين ← بين
ظاهر الكفر .
وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ← جعل له شبهاً بنسبة البنات إليه لأن الولد
يشبه الوالد، المعنى إذا أخبر أحدهم بالبنت تولد له ظل ← صار وجهه مسودا ← متغيراً تغير مغتم وهو كظيم ← ممتلئ غما فكيف ينسب البنات إليه ؟ تعالى عن ذلك .
وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ← أي الملائكة فعبادتنا إياهم بمشيئته فهو راض
بها قال تعالى: ما لهم بذلك ← المقول من الرضا بعبادتها من علم إن ← ما هم
إلا يخرصون ← يكذبون فيه فيترتب عليهم العقاب به .
{( وجعلها ) أي كلمة التوحيد المفهومة من قوله "" إني ذاهب إلى ربي سيهدين "" ( كلمة
باقية في عقبه ) ذريته فلا يزال فيهم من يوحد الله ( لعلهم ) أي أهل مكة ( يرجعون )
عما هم عليه إلى دين إبراهيم أبيهم .
أهم يقسمون رحمة ربك ← النبوة نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ← فجعلنا بعضهم غنيا وبعضهم فقيراً ورفعنا بعضهم ← بالغنى فوق بعض درجات ليتخذ
بعضهم ← الغني بعضاً ← الفقير سخريا ← مسخراً في العمل له بالأجرة، والياء
للنسب، وقرئ بكسر السين ورحمة ربك ← أي الجنة خير مما يجمعون ← في الدنيا .
ولولا أن يكون الناس أمة واحدة ← على الكفر لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم ← بدل من لمن سَقْفاً ← بفتح السين وسكون القاف وبضمهما جمعاً من فضة ومعارج ← كالدرج من فضة عليها يظهرون ← يعلون إلى السطح .
وزخرفاً ← ذهباً، المعنى لولا خوف الكفر على المؤمن من إعطاء الكافر ما ذكر
لأعطيناه ذلك لقلة خطر الدنيا عندنا وعدم حظه في الآخرة في النعيم وإن ← مخففة من
الثقيلة كل ذلك لما ← بالتخفيف فما زائدة، وبالتشديد بمعنى إلا فإن نافية متاع
الحياة الدنيا ← يتمتع به فيها ثم يزول والآخرة ← الجنة عند ربك للمتقين } .
حتى إذا جاءنا ← العاشي بقرينه يوم القيامة قال ← له يا ← للتنبيه ليت بيني
وبينك بعد المشرقين ← أي مثل بعد ما بين المشرق والمغرب فبئس القرين ← أنت لي،
قال تعالى :
ولن ينفعكم ← أي العاشين تمنيكم وندمك اليوم إذ ظلمتم ← أي تبين لكم ظلمكم
بالإشراك في الدنيا أنكم ← مع قرنائكم في العذاب مشتركون ← علة بتقدير اللام
لعدم النفع وإذ بدل من اليوم .
واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن ← أي غيره آلهة يعبدون
← قيل هو على ظاهره بأن جمع له الرسل ليلة الإسراء، وقيل المراد أمم من أي أهل
الكتابين، ولم يسأل على واحد من القولين لأن المراد من الأمر بالسؤال التقرير
لمشركي قريش أنه لم يأت رسول من الله ولا كتاب بعبادة غير الله .
وما نريهم من آية ← من آيات العذاب كالطوفان، وهو ماء دخل بيوتهم ووصل إلى حلوق
الجالسين سبعة أيام، والجراد إلا هي أكبر من أختها ← قرينتها التي قبلها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون ← عن الكفر .
وقالوا ← لموسى لما رأوا العذاب يا أيها الساحر ← أي العالم الكامل لأن السحر
عندهم علم عظيم ادع لنا ربك بما عهد عندك ← عن كشف العذاب عنا إن آمنا إننا
لمهتدون ← أي مؤمنون .
فلولا ← هلا ألقي عليه ← إن كان صادقاً أسورة من ذهب ← جمع أسورة كأغربة جمع
سوار كعادتهم فيمن يسودونه أن يلبسوه أسورة ذهب ويطوقونه طوق ذهب أو جاء معه
الملائكة مقترنين ← متتابعين يشهدون بصدقه .
{( ولما ضرب ) جعل ( ابن مريم مثلا ) حين نزل قوله تعالى "" إنكم وما تعبدون من دون
الله حصب جهنم "" فقال المشركون : رضينا أن تكون آلهتنا مع عيسى لأنه عبد من دون
الله ( إذا قومك ) أي المشركون ( منه ) من المثل ( يصدون ) يضحكون فرحاً بما سمعوا
.
وقالوا أألهتنا خير أم هو ← أي عيسى فنرضى أن تكون آلهتنا معه ما ضربوه ← أي
المثل لك إلا جدلا ← خصومة بالباطل لعلمهم أن ما لغير العاقل فلا يتناول عيسى
عليه السلام بل هم قوم خصمون ← شديدو الخصومة .
إن ← ما هو ← عيسى إلا عبد أنعمنا عليه ← بالنبوة وجعلناه ← بوجوده من غير
أب مثلا لبني إسرائيل ← أي كالمثل لغرابته يستدل به على قدرة الله تعالى على ما
يشاء .
وإنه ← أي عيسى لعلم للساعة ← تعلم بنزوله فلا تمترن بها ← أي تشكن فيها، حذف
منه نون الرفع للجزم، وواو الضمير لالتقاء الساكنين و ← قل لهم اتبعون ← على
التوحيد هذا ← الذي آمركم به صراط ← طريق مستقيم } .
ولما جاء عيسى بالبينات ← بالمعجزات والشرائع قال قد جئتكم بالحكمة ← بالنبوة
وشرائع الإنجيل ولأبيِّن لكم بعض الذي تختلفون فيه ← من أحكام التوراة من أمر
الدين وغيره فبيَّن لهم أمر الدين فاتقوا الله وأطيعون } .
يطاف عليهم بصحاف ← بقصاع من ذهب وأكواب ← جمع كوب وهو إناء لا عروة له ليشرب
الشارب من حيث شاء وفيها ما تشتهيه الأنفس ← تلذذاً وتلذ الأعين ← نظراً وأنتم فيها خالدون } .
وهو الذي ← هو في السماء إله ← بتحقيق الهمزتين وإسقاط الأولى وتسهيلها كالياء،
أي معبود وفي الأرض إله ← وكل من الظرفين متعلق بما بعده وهو الحكيم ← في تدبير
خلقه العليم ← بمصالحهم .
ولا يملك الذين يدعون ← يعبدون، أي الكفار من دونه ← أي من دون الله الشفاعة
← لأحد إلا من شهد بالحق ← أي قال: لا إله إلا الله وهم يعلمون ← بقلوبهم ما
شهدوا به بألسنتهم، وهم عيسى وعزير والملائكة فإنهم يشفعون للمؤمنين .