هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ← من أيام الدنيا أولها الأحد وآخرها
الجمعة ثم استوى على العرش ← الكرسي استواءً يليق به يعلم ما يلج ← يدخل في
الأرض ← كالمطر والأموات وما يخرج منها ← كالنبات والمعادن وما ينزل من السماء
← كالرحمة والعذاب وما يعرج ← يصعد فيها ← كالأعمال الصالحة والسيئة وهو معكم
← بعلمه أين ما كنتم والله بما تعملون بصير } .
آمنوا ← داوموا على الإيمان بالله ورسوله وأنفقوا ← في سبيل الله مما جعلكم
مستخلفين فيه ← من مال من تقدمكم وسيخلفكم فيه من بعدكم، نزل في غزوة العسرة وهي
غزوة تبوك فالذين آمنوا منكم وأنفقوا ← إشارة إلى عثمان رضي الله عنه لهم أجر
كبير } .
{( وما لكم لا تؤمنون ) خطاب للكفار ، أي لا مانع لكم من الإيمان ( بالله والرسول
يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ) بضم الهمزة وكسر الخاء وبفتحها ونصب ما بعده (
ميثاقكم ) عليه أي أخذه الله في عالم الذر حين أشهدهم على أنفسهم "" ألست بربكم
قالوا بلى "" ( إن كنتم مؤمنين ) أي مريدين الإيمان به فبادروا إليه .
هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ← آيات القرآن ليخرجكم من الظلمات ← الكفر إلى النور ← الإيمان وإن الله بكم ← في إخراجكم من الكفر إلى الإيمان لرؤوف
رحيم } .
ومالكم ← بعد إيمانكم ألا ← فيه إدغام نون أن في لام لا تنفقوا في سبيل الله
ولله ميراث السماوات والأرض ← بما فيهما فتصل إليه أموالكم من غير أجر الإنفاق
بخلاف ما لو أنفقتم فتؤجرون لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح ← لمكة وقاتل
أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا ← من الفريقين، وفي قراءة
بالرفع مبتدأ وعد الله الحسنى ← الجنة والله بما تعملون خبير ← فيجازيكم به .
من ذا الذي يقرض الله ← بإنفاق ماله في سبيل الله قرضا حسنا ← بأن ينفقه لله فيضاعفه ← وفي قراءة فيضعفه بالتشديد له ← من عشر إلى أكثر من سبعمائة كما ذكر في
البقرة وله ← مع المضاعفة أجر كريم ← مقترن به رضا وإقبال .
اذكر يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم ← أمامهم و← يكون بأيمانهم ← ويقال لهم بُشراكم اليوم جنات ← أي ادخلوها تجري من تحتها الأنهار
خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم ←
يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا ← أبصرونا وفي قراءة بفتح
الهمزة وكسر الظاء : أمهلونا نقتبس ← نأخذ القبس والإضاءة من نوركم قيل ← لهم
استهزاءً بهم ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا ← فرجعوا فضرب بينهم ← وبين المؤمنين
بسور ← قيل هو سور الأعراف له باب باطنه فيه الرحمة ← من جهة المؤمنين وظاهره
← من جهة المنافقين من قبله العذاب } .
ينادونهم ألم نكن معكم ← على الطاعة قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم ← بالنفاق وتربصتم ← بالمؤمنين الدوائر وارتبتم ← شككتم في دين الإسلام وغرتكم الأمانيُّ
الأطماع حتى جاء أمر الله ← الموت وغركم بالله الغَرور ← الشيطان .
ألم يَأنِ ← يَحِن للذين آمنوا ← نزلت في شأن الصحابة لما أكثروا المزاح أن
تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزَّل ← بالتشديد والتخفيف من الحق ← القرآن ولا
يكونوا ← معطوف على تخشع كالذين أوتوا الكتاب من قبل ← هم اليهود والنصارى فطال
عليهم الأمد ← الزمن بينهم وبين أنبيائهم فقست قلوبهم ← لم تلن لذكر الله وكثير
منهم فاسقون } .
اعلموا ← خطاب للمؤمنين المذكورين أن الله يحيي الأرض بعد موتها ← بالنبات
فكذلك يفعل بقلوبكم يردها إلى الخشوع قد بينا لكم الآيات ← الدالة على قدرتنا
بهذا وغيره لعلكم تعقلون } .
إن المصَّدقين ← من التصديق أدغمت التاء في الصاد، أي الذين تصدقوا والمصَّدقات
← اللاتي تصدقن وفي قراءة بتخفيف الصاد فيهما من التصديق والإيمان وأقرضوا الله
قرضا حسنا ← راجع إلى الذكور والإناث بالتغليب وعطف الفعل على الاسم في صلة أل لأنه
فيها حل محل الفعل، وذكر القرض بوصفه بعد التصدق تقييد له يضاعف ← وفي قراءة يضعف
بالتشديد، أي قرضهم لهم ولهم أجر كريم } .
والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون ← المبالغون في التصديق والشهداء
عند ربهم ← على المكذبين من الأمم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا
← الدالة على وحدانيتنا أولئك أصحاب الجحيم ← النار .
اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة ← تزين وتفاخر بينكم وتكاثر في
الأموال والأولاد ← أي الاشتغال فيها، وأما الطاعات وما يعين عليها فمن أمور الآخرة
كمثل ← أي هي في إعجابها لكم واضمحلالها كمثل غيث ← مطر أعجب الكفار ← الزارع
نباته ← الناشئ، عنه ثم يهيج ← ييبس فتراه مصفرا ثم يكون حطاما ← فتاتا يضمحل
بالرياح وفي الآخرة عذاب شديد ← لمن آثر عليها الدنيا ومغفرة من الله ورضوان ← لمن لم يؤثر عليها الدنيا وما الحياة الدنيا ← ما التمتع فيها إلا متاع الغرور
} .
سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض ← لو وصلت إحداهما
بالأخرى والعرض: السعة أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
والله ذو الفضل العظيم } .
ما أصاب من مصيبة في الأرض ← بالجدب ولا في أنفسكم ← كالمرض وفقد الولد إلا
في كتاب ← يعنى اللوح المحفوظ من قبل أن نبرأها ← نخلقها، ويقال في النعمة كذلك إن ذلك على الله يسير } .
لكيلا ← كي ناصبة للفعل بمعنى أن، أي أخبر تعالى بذلك لئلا تأسوا ← تحزنوا على ما فاتكم ولا تفرحوا ← فرح بطر بل فرح شكر على النعمة بما آتاكم ← بالمد
أعطاكم وبالقصر جاءكم منه والله لا يحب كل مختال ← متكبر بما أوتي فخور ← به
على الناس .
والذين يبخلون ← بما يجب عليهم ويأمرون الناس بالبخل ← به لهم وعيد شديد ومن
يتولى ← عما يجب عليه فإن الله هو ← ضمير فصل وفي قراءة بسقوطه الغني ← عن غيره
الحميد ← لأوليائه .
لقد أرسلنا رسلنا ← الملائكة إلى الأنبياء بالبينات ← بالحجج القواطع وأنزلنا
معهم الكتاب ← بمعنى الكتب والميزان ← العدل ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد
← أخرجناه من المعادن فيه بأس شديد ← يقاتل به ومنافع للناس وليعلم الله ← علم
مشاهدة، معطوف على ليقوم الناس من ينصره ← بأن ينصر دينه بآلات الحرب من الحديد
وغيره ورسوله بالغيب ← حال من هاء ينصره، أي غائبا عنهم في الدنيا، قال ابن عباس:
ينصرونه ولا يبصرونه إن الله قوي عزيز ← لا حاجة له إلى النصرة لكنها تنفع من
يأتي بها .
ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب ← يعني الكتب
الأربعة: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان فإنها في ذرية إبراهيم فمنهم مهتد
وكثير منهم فاسقون } .
ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في
قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ← هي رفض النساء واتخاذ الصوامع ابتدعوها
← من قبل أنفسهم ما كتبناها عليهم ← ما أمرناهم بها إلا ← لكن فعلوها ابتغاء
رضوان ← مرضاة الله فما رعوْها حق رعايتها ← إذ تركها كثير منهم وكفروا بدين عيسى
ودخلوا في دين ملكهم وبقي على دين عيسى كثير منهم فآمنوا بنبينا فآتينا الذين
آمنوا ← به منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون } .
يا أيها الذين آمنوا ← بعيسى اتقوا الله وآمنوا برسوله ← محمد صلى الله عليه
وسلم وعيسى يؤتكم كفلين ← نصيبين من رحمته ← لإيمانكم بالنبيين ويجعل لكم
نورا تمشون به ← على الصراط ويغفر لكم والله غفور رحيم } .
لئلا يعلم ← أي أعلمكم بذلك ليعلم أهل الكتاب ← بالتوراة الذين لم يؤمنوا بمحمد
صلى الله عليه وسلم أن ← مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن والمعنى أنهم لا
يقدرون على شيءٍ من فضل الله ← خلاف ما في زعمهم أنهم أحباء الله وأهل رضوانه وأن
الفضل بيد الله يؤتيه ← يعطيه من يشاء ← فآتى المؤمنين منهم أجرهم مرتين كما تقدم
والله ذو الفضل العظيم } .