Prev  

56. Surah Al-Wâqi'ah سورة الواقعة

  Next  



تفسير السعدي - الواقعة - Al-Waqia -
 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
بِسْم ِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ
    +/- -/+  
الأية
1
 
يخبر تعالى بحال الواقعة التي لا بد من وقوعها، وهي القيامة التي .

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ
    +/- -/+  
الأية
2
 
{ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } أي: لا شك فيها، لأنها قد تظاهرت عليها الأدلة العقلية والسمعية، ودلت عليها حكمته تعالى.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ
    +/- -/+  
الأية
3
 
{ خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ } أي: خافضة لأناس في أسفل سافلين، رافعة لأناس في أعلى عليين، أو خفضت بصوتها فأسمعت القريب، ورفعت فأسمعت البعيد.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا
    +/- -/+  
 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا
    +/- -/+  
 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا
    +/- -/+  
الأية
6
 
{ فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا } فأصبحت الأرض ليس عليها جبل ولا معلم، قاعا صفصفا، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً
    +/- -/+  
الأية
7
 
{ وَكُنْتُمْ } أيها الخلق { أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً } أي: انقسمتم ثلاث فرق بحسب أعمالكم الحسنة والسيئة.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ
    +/- -/+  
الأية
8
 
ثم فصل أحوال الأزواج الثلاثة، فقال: { فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ } تعظيم لشأنهم، وتفخيم لأحوالهم.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ
    +/- -/+  
الأية
9
 
{ وَأَصْحَابُ الْمَشئَمَةِ } أي: الشمال، { مَا أَصْحَابُ الْمَشئَمَة } تهويل لحالهم.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ
    +/- -/+  
الأية
10
 
{ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ } أي: السابقون في الدنيا إلى الخيرات، هم السابقون في الآخرة لدخول الجنات.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ
    +/- -/+  
 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ
    +/- -/+  
الأية
12
 
أولئك الذين هذا وصفهم، المقربون عند الله، في جنات النعيم، في أعلى عليين، في المنازل العاليات، التي لا منزلة فوقها.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ
    +/- -/+  
الأية
13
 
وهؤلاء المذكورون { ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ } أي: جماعة كثيرون من المتقدمين من هذه الأمة وغيرهم.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ
    +/- -/+  
الأية
14
 
وهذا يدل على فضل صدر هذه الأمة في الجملة على متأخريها، لكون المقربين من الأولين أكثر من المتأخرين.والمقربون هم خواص الخلق، .

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
عَلَىٰ سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ
    +/- -/+  
الأية
15
 
{ عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ } أي: مرمولة بالذهب والفضة، واللؤلؤ، والجوهر، وغير ذلك من [الحلي] الزينة، التي لا يعلمها إلا الله تعالى.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ
    +/- -/+  
الأية
16
 
{ مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا } أي: على تلك السرر، جلوس تمكن وطمأنينة وراحة واستقرار. { مُتَقَابِلِينَ } وجه كل منهم إلى وجه صاحبه، من صفاء قلوبهم، وحسن أدبهم، وتقابل قلوبهم.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ
    +/- -/+  
الأية
17
 
أي: يدور على أهل الجنة لخدمة وقضاء حوائجهم، ولدان صغار الأسنان، في غاية الحسن والبهاء، { كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ } أي: مستور، لا يناله ما يغيره، مخلوقون للبقاء والخلد، لا يهرمون ولا يتغيرون، ولا يزيدون على أسنانهم.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ
    +/- -/+  
الأية
18
 
ويدورون عليهم بآنية شرابهم { بِأَكْوَابٍ } وهي التي لا عرى لها، { وَأَبَارِيقَ } الأواني التي لها عرى، { وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ } أي: من خمر لذيذ المشرب، لا آفة فيها.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ
    +/- -/+  
الأية
19
 
{ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا } أي: لا تصدعهم رءوسهم كما تصدع خمرة الدنيا رأس شاربها.ولا هم عنها ينزفون، أي: لا تنزف عقولهم، ولا تذهب أحلامهم منها، كما يكون لخمر الدنيا.والحاصل: أن جميع ما في الجنة من أنواع النعيم الموجود جنسه في الدنيا، لا يوجد في الجنة فيه آفة، كما قال تعالى: { فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى } وذكر هنا خمر الجنة، ونفى عنها كل آفة توجد في الدنيا.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ
    +/- -/+  
الأية
20
 
{ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ } أي: مهما تخيروا، وراق في أعينهم، واشتهته نفوسهم، من أنواع الفواكه الشهية، والجنى اللذيذ، حصل لهم على أكمل وجه وأحسنه.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ
    +/- -/+  
الأية
21
 
{ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ } أي: من كل صنف من الطيور يشتهونه، ومن أي جنس من لحمه أرادوا، وإن شاءوا مشويا، أو طبيخا، أو غير ذلك.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَحُورٌ عِينٌ
    +/- -/+  
الأية
22
 
{ وَحُورٌ عِينٌ } أي: ولهم حور عين، والحوراء: التي في عينها كحل وملاحة، وحسن وبهاء، والعين: حسان الأعين وضخامها وحسن العين في الأنثى، من أعظم الأدلة على حسنها وجمالها.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ
    +/- -/+  
الأية
23
 
{ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ } أي: كأنهن اللؤلؤ الأبيض الرطب الصافي البهي، المستور عن الأعين والريح والشمس، الذي يكون لونه من أحسن الألوان، الذي لا عيب فيه بوجه من الوجوه، فكذلك الحور العين، لا عيب فيهن [بوجه]، بل هن كاملات الأوصاف، جميلات النعوت.فكل ما تأملته منها لم تجد فيه إلا ما يسر الخاطر ويروق الناظر.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
    +/- -/+  
الأية
24
 
وذلك النعيم المعد لهم { جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } فكما حسنت منهم الأعمال، أحسن الله لهم الجزاء، ووفر لهم الفوز والنعيم.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا
    +/- -/+  
الأية
25
 
{ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا } أي: لا يسمعون في جنات النعيم كلاما يلغى، ولا يكون فيه فائدة، ولا كلاما يؤثم صاحبه.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا
    +/- -/+  
الأية
26
 
{ إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا } أي: إلا كلاما طيبا، وذلك لأنها دار الطيبين، ولا يكون فيها إلا كل طيب، وهذا دليل على حسن أدب أهل الجنة في خطابهم فيما بينهم، وأنه أطيب كلام، وأسره للنفوس وأسلمه من كل لغو وإثم، نسأل الله من فضله.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ
    +/- -/+  
الأية
27
 
{ وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ } أي: شأنهم عظيم، وحالهم جسيم.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ
    +/- -/+  
الأية
28
 
{ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ } أي: مقطوع ما فيه من الشوك والأغصان [الرديئة] المضرة، مجعول مكان ذلك الثمر الطيب، وللسدر من الخواص، الظل الظليل، وراحة الجسم فيه.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ
    +/- -/+  
الأية
29
 
{ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ } والطلح معروف، وهو شجر [كبار] يكون بالبادية، تنضد أغصانه من الثمر اللذيذ الشهي.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَظِلٍّ مَمْدُودٍ
    +/- -/+  
 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ
    +/- -/+  
الأية
32
 
{ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ } أي: ليست بمنزلة فاكهة الدنيا تنقطع في وقت من الأوقات، وتكون ممتنعة [أي: متعسرة] على مبتغيها، بل هي على الدوام موجودة، وجناها قريب يتناوله العبد على أي حال يكون.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ
    +/- -/+  
الأية
33
 
{ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ } أي: ليست بمنزلة فاكهة الدنيا تنقطع في وقت من الأوقات، وتكون ممتنعة [أي: متعسرة] على مبتغيها، بل هي على الدوام موجودة، وجناها قريب يتناوله العبد على أي حال يكون.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ
    +/- -/+  
الأية
34
 
{ وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ } أي: مرفوعة فوق الأسرة ارتفاعا عظيما، وتلك الفرش من الحرير والذهب واللؤلؤ وما لا يعلمه إلا الله.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً
    +/- -/+  
الأية
35
 
{ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً } أي: إنا أنشأنا نساء أهل الجنة نشأة غير النشأة التي كانت في الدنيا، نشأة كاملة لا تقبل الفناء.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا
    +/- -/+  
 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
عُرُبًا أَتْرَابًا
    +/- -/+  
الأية
37
 
وعموم ذلك، يشمل الحور العين ونساء أهل الدنيا، وأن هذا الوصف -وهو البكارة- ملازم لهن في جميع الأحوال، كما أن كونهن { عُرُبًا أَتْرَابًا } ملازم لهن في كل حال، والعروب: هي المرأة المتحببة إلى بعلها بحسن لفظها، وحسن هيئتها ودلالها وجمالها [ومحبتها]، فهي التي إن تكلمت سبت العقول، وود السامع أن كلامها لا ينقضي، خصوصا عند غنائهن بتلك الأصوات الرخيمة والنغمات المطربة، وإن نظر إلى أدبها وسمتها ودلها ملأت قلب بعلها فرحا وسرورا، وإن برزت من محل إلى آخر، امتلأ ذلك الموضع منها ريحا طيبا ونورا، ويدخل في ذلك الغنجة عند الجماع.والأتراب اللاتي على سن واحدة، ثلاث وثلاثين سنة، التي هي غاية ما يتمنى ونهاية سن الشباب، فنساؤهم عرب أتراب، متفقات مؤتلفات، راضيات مرضيات، لا يحزن ولا يحزن، بل هن أفراح النفوس، وقرة العيون، وجلاء الأبصار.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ
    +/- -/+  
 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ
    +/- -/+  
الأية
39
 
{ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ } أي: هذا القسم من أصحاب اليمين عدد كثير من الأولين، وعدد كثير من الآخرين.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ
    +/- -/+  
الأية
40
 
{ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ } أي: هذا القسم من أصحاب اليمين عدد كثير من الأولين، وعدد كثير من الآخرين.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ
    +/- -/+  
الأية
41
 
المراد بأصحاب الشمال [هم:] أصحاب النار، والأعمال المشئومة.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ
    +/- -/+  
الأية
42
 
فذكر [الله] لهم من العقاب، ما هم حقيقون به، فأخبر أنهم { فِي سَمُومٍ } أي: ريح حارة من حر نار جهنم، يأخذ بأنفاسهم، وتقلقهم أشد القلق، { وَحَمِيمٍ } أي: ماء حار يقطع أمعاءهم.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ
    +/- -/+  
 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ
    +/- -/+  
الأية
44
 
{ لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ } أي: لا برد فيه ولا كرم، والمقصود أن هناك الهم والغم، والحزن والشر، الذي لا خير فيه، لأن نفي الضد إثبات لضده.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ
    +/- -/+  
الأية
45
 
ثم ذكر أعمالهم التي أوصلتهم إلى هذا الجزاء فقال: { إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ } أي: قد ألهتهم دنياهم، وعملوا لها، وتنعموا وتمتعوا بها، فألهاهم الأمل عن إحسان العمل، فهذا هو الترف الذي ذمهم الله عليه.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ
    +/- -/+  
الأية
46
 
{ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ } أي: وكانوا يفعلون الذنوب الكبار ولا يتوبون منها، ولا يندمون عليها، بل يصرون على ما يسخط مولاهم، فقدموا عليه بأوزار كثيرة [غير مغفورة].

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ
    +/- -/+  
الأية
47
 
وكانوا ينكرون البعث، فيقولون استبعادا لوقوعه: { أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ } أي: كيف نبعث بعد موتنا وقد بلينا، فكنا ترابا وعظاما؟ [هذا من المحال] { أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ } .

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ
    +/- -/+  
الأية
48
 
قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ
    +/- -/+  
الأية
49
 
قال تعالى جوابا لهم وردا عليهم :{ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ والآخرين لمجموعون إلى ميقات يَوْمٍ مَعْلُومٍ } أي: قل إن متقدم الخلق ومتأخرهم، الجميع سيبعثهم الله ويجمعهم لميقات يوم معلوم، قدره الله لعباده، حين تنقضي الخليقة، ويريد الله تعالى جزاءهم على أعمالهم التي عملوها في دار التكليف.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ
    +/- -/+  
الأية
50
 
{ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ والآخرين لمجموعون إلى ميقات يَوْمٍ مَعْلُومٍ } أي: قل إن متقدم الخلق ومتأخرهم، الجميع سيبعثهم الله ويجمعهم لميقات يوم معلوم، قدره الله لعباده، حين تنقضي الخليقة، ويريد الله تعالى جزاءهم على أعمالهم التي عملوها في دار التكليف.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ
    +/- -/+  
الأية
51
 
{ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ } عن طريق الهدى، التابعون لطريق الردى، { الْمُكَذِّبُونَ } بالرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الحق والوعد والوعيد.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ
    +/- -/+  
الأية
52
 
{ لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ } وهو أقبح الأشجار وأخسها، وأنتنها ريحا، وأبشعها منظرا.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ
    +/- -/+  
الأية
53
 
{ فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ } والذي أوجب لهم أكلها -مع ما هي عليه من الشناعة- الجوع المفرط، الذي يلتهب في أكبادهم وتكاد تنقطع منه أفئدتهم. هذا الطعام الذي يدفعون به الجوع، وهو الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ
    +/- -/+  
الأية
54
 
وأما شرابهم، فهو بئس الشراب، وهو أنهم يشربون على هذا الطعام من الماء الحميم الذي يغلي في البطون شرب الإبل الهيم أي: العطاش، التي قد اشتد عطشها، أو [أن الهيم] داء يصيب الإبل، لا تروى معه من شراب الماء.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ
    +/- -/+  
الأية
55
 
وأما شرابهم، فهو بئس الشراب، وهو أنهم يشربون على هذا الطعام من الماء الحميم الذي يغلي في البطون شرب الإبل الهيم أي: العطاش، التي قد اشتد عطشها، أو [أن الهيم] داء يصيب الإبل، لا تروى معه من شراب الماء .

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
هَٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ
    +/- -/+  
الأية
56
 
{ هَذَا } الطعام والشراب { نُزُلُهُمْ } أي: ضيافتهم { يَوْمَ الدِّينِ } وهي الضيافة التي قدموها لأنفسهم، وآثروها على ضيافة الله لأوليائه.قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا } .

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ
    +/- -/+  
الأية
57
 
ثم ذكر الدليل العقلي على البعث، فقال: { نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ } أي: نحن الذين أوجدناكم بعد أن لم تكونوا شيئا مذكورا، من غير عجز ولا تعب، أفليس القادر على ذلك بقادر على أن يحيي الموتى؟ بلى إنه على كل شيء قدير، ولهذا وبخهم على عدم تصديقهم بالبعث، وهم يشاهدون ما هو أعظم منه وأبلغ.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ
    +/- -/+  
 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ
    +/- -/+  
الأية
59
 
فهل أنتم خالقون ذلك المني وما ينشأ منه؟ أم الله تعالى الخالق الذي خلق فيكم من الشهوة وآلتها من الذكر والأنثى، وهدى كلا منهما لما هنالك، وحبب بين الزوجين، وجعل بينهما من المودة والرحمة ما هو سبب للتناسل.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ
    +/- -/+  
الأية
60
 
عَلَىٰ أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ
    +/- -/+  
الأية
61
 
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ
    +/- -/+  
الأية
62
 
أحالهم الله تعالى على الاستدلال بالنشأة الأولى على النشأة الأخرى، فقال: { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ } أن القادر على ابتداء خلقكم، قادر على إعادتكم.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ
    +/- -/+  
الأية
63
 
وهذا امتنان منه على عباده، يدعوهم به إلى توحيده وعبادته والإنابة إليه، حيث أنعم عليهم بما يسره لهم من الحرث للزروع والثمار، فتخرج من ذلك من الأقوات والأرزاق والفواكه، ما هو من ضروراتهم وحاجاتهم ومصالحهم، التي لا يقدرون أن يحصوها، فضلا عن شكرها، وأداء حقها، فقررهم بمنته، .

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ
    +/- -/+  
الأية
64
 
{ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ } أي: أأنتم أخرجتموه نباتا من الأرض؟ أم أنتم الذين نميتموه؟ أم أنتم الذين أخرجتم سنبله وثمره حتى صار حبا حصيدا وثمرا نضيجا؟ أم الله الذي انفرد بذلك وحده، وأنعم به عليكم؟ وأنتم غاية ما تفعلون أن تحرثوا الأرض وتشقوها وتلقوا فيها البذر، ثم بعد ذلك لا علم عندكم بما يكون بعد ذلك، ولا قدرة لكم على أكثر من ذلك ومع ذلك، فنبههم على أن ذلك الحرث معرض للأخطار لولا حفظ الله وإبقاؤه لكم بلغة ومتاعا إلى حين.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ
    +/- -/+  
الأية
65
 
{ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ } أي: الزرع المحروث وما فيه من الثمار { حُطَامًا } أي: فتاتا متحطما، لا نفع فيه ولا رزق، { فَظَلْتُمْ } أي: فصرتم بسبب جعله حطاما، بعد أن تعبتم فيه وأنفقتم النفقات الكثيرة { تَفَكَّهُونَ } أي: تندمون وتحسرون على ما أصابكم، ويزول بذلك فرحكم وسروركم وتفكهكم .

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
إِنَّا لَمُغْرَمُونَ
    +/- -/+  
الأية
66
 
{ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ } أي: إنا قد نقصنا وأصابتنا مصيبة اجتاحتنا.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ
    +/- -/+  
الأية
67
 
ثم تعرفون بعد ذلك من أين أتيتم، وبأي سبب دهيتم، فتقولون: { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } فاحمدوا الله تعالى حيث زرعه الله لكم، ثم أبقاه وكمله لكم، ولم يرسل عليه من الآفات ما به تحرمون نفعه وخيره.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ
    +/- -/+  
الأية
68
 
لما ذكر تعالى نعمته على عباده بالطعام، ذكر نعمته عليهم بالشراب العذب الذي منه يشربون، وأنهم لولا أن الله يسره وسهله، لما كان لكم سبيل إليه.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ
    +/- -/+  
الأية
69
 
وأنه الذي أنزله من المزن، وهو السحاب والمطر، ينزله الله تعالى فيكون منه الأنهار الجارية على وجه الأرض وفي بطنها، ويكون منه الغدران المتدفقة، ومن نعمته أن جعله عذبا فراتا تسيغه النفوس .

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ
    +/- -/+  
الأية
70
 
ولو شاء لجعله ملحا أجاجا مكروها للنفوس. لا ينتفع به { فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ } الله تعالى على ما أنعم به عليكم.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ
    +/- -/+  
الأية
71
 
وهذه نعمة تدخل في الضروريات التي لا غنى للخلق عنها، فإن الناس محتاجون إليها في كثير من أمورهم وحوائجهم، فقررهم تعالى بالنار التي أوجدها في الأشجار، وأن الخلق لا يقدرون أن ينشئوا شجرها، وإنما الله تعالى الذي أنشأها من الشجر الأخضر، فإذا هي نار توقد بقدر حاجة العباد، فإذا فرغوا من حاجتهم، أطفأوها وأخمدوها.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ
    +/- -/+  
الأية
72
 
وهذه نعمة تدخل في الضروريات التي لا غنى للخلق عنها، فإن الناس محتاجون إليها في كثير من أمورهم وحوائجهم، فقررهم تعالى بالنار التي أوجدها في الأشجار، وأن الخلق لا يقدرون أن ينشئوا شجرها، وإنما الله تعالى الذي أنشأها من الشجر الأخضر، فإذا هي نار توقد بقدر حاجة العباد، فإذا فرغوا من حاجتهم، أطفأوها وأخمدوها.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ
    +/- -/+  
الأية
73
 
{ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً } للعباد بنعمة ربهم، وتذكرة بنار جهنم التي أعدها الله للعاصين، وجعلها سوطا يسوق به عباده إلى دار النعيم، { وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ } أي: [المنتفعين أو] المسافرين وخص الله المسافرين لأن نفع المسافر بذلك أعظم من غيره، ولعل السبب في ذلك، لأن الدنيا كلها دار سفر، والعبد من حين ولد فهو مسافر إلى ربه، فهذه النار، جعلها الله متاعا للمسافرين في هذه الدار، وتذكرة لهم بدار القرار، فلما بين من نعمه ما يوجب الثناء عليه من عباده وشكره وعبادته، .

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ
    +/- -/+  
الأية
74
 
أمر بتسبيحه وتحميده فقال: { فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } أي: نزه ربك العظيم، كامل الأسماء والصفات، كثير الإحسان والخيرات، واحمده بقلبك ولسانك، وجوارحك، لأنه أهل لذلك، وهو المستحق لأن يشكر فلا يكفر، ويذكر فلا ينسى، ويطاع فلا يعصى.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ
    +/- -/+  
الأية
75
 
أقسم تعالى بالنجوم ومواقعها أي: مساقطها في مغاربها، وما يحدث الله في تلك الأوقات، من الحوادث الدالة على عظمته وكبريائه وتوحيده.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ
    +/- -/+  
الأية
76
 
ثم عظم هذا المقسم به، فقال: { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } وإنما كان القسم عظيما، لأن في النجوم وجريانها، وسقوطها عند مغاربها، آيات وعبرا لا يمكن حصرها.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ
    +/- -/+  
الأية
77
 
وأما المقسم عليه، فهو إثبات القرآن، وأنه حق لا ريب فيه، ولا شك يعتريه، وأنه كريم أي: كثير الخير، غزير العلم، فكل خير وعلم، فإنما يستفاد من كتاب الله ويستنبط منه.