سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى
الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ
الأية 7
وقوله: { سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا }
يقول تعالى ذكره: سخر تلك الرياح على عاد سبع ليال وثمانية أيام حسوما؛ فقال بعضهم:
عُني بذلك تباعا. * ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني
معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: { وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا } يقو ل:
تباعا. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال:
ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: { حُسُومًا }
قال: متتابعة. حدثنا ابن حميد، قال حكام، عن عمرو، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي
معمر، عن ابن مسعود { وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا } قال: متتابعة. حدثنا ابن
حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله بن مسعود مثل
حديث محمد بن عمرو. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن
منصور، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله { حُسُومًا } قال: تباعا. قال: ثنا يحيي
بن سعيد القطان، قال: ثنا سفيان، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، في قوله: { حُسُومًا }
قال: تباعا. حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن سماك بن
حرب، عن عكرمة أنه قال في هذه الآية { وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا } قال:
متتابعة. حدثنا نصر بن عليّ، قال: ثني أبي، قال: ثنا خالد بن قيس، عن قتادة (
وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا } قال: متتابعة ليس لها فترة. حدثنا بشر، قال: ثنا
يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا } قال:
متتابعة ليس فيها تفتير. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن
قتادة، في قوله: { حُسُومًا } قال: دائمات. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن
منصور، عن مجاهد، عن أبي معمر عبد الله بن سَخْبَرَةَ، عن ابن مسعود { أَيَّامٍ
حُسُومًا } قال: متتابعة. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان قال، قال
مجاهد: { أَيَّامٍ حُسُومًا } قال: تباعا. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن
سفيان { أَيَّامٍ حُسُومًا } قال: متتابعة، و أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ قال: مشائيم. وقال
آخرون: عني بقوله: { حُسُومًا }: الريح، وأنها تحسم كلّ شيء، فلا تبقي من عاد أحدا،
وجعل هذه الحسوم من صفة الريح. * ذكر من قال ذلك: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب،
قال، قال ابن زيد في قوله: { وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا } قال: حسمتهم لم تبق
منهم أحدا، قال: ذلك الحسوم مثل الذي يقول: احسم هذا الأمر؛ قال: وكان فيهم ثمانية
لهم خلق يذهب بهم في كل مذهب؛ قال، قال موسي بن عقبة: فلما جاءهم العذاب قالوا:
قوموا بنا نردّ هذا العذاب عن قومنا؛ قال: فقاموا وصفوا في الوادي، فأوحى الله إلى
ملك الريح أن يقلع منهم كل يوم واحدًا، وقرأ قول الله: { سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ
سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا } حتى بلغ: { نَخْلٍ خَاوِيَةٍ }،
قال: فإن كانت الريح لتمرّ بالظعينة فتستدبرها وحمولتها، ثم تذهب بهم في السماء، ثم
تكبهم على الرءوس، وقرأ قول الله: فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ
أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا قال: وكان أمسك عنهم المطر، فقرأ
حتى بلغ: تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا ، قال: وما كانت الريح تقلع من
أولئك الثمانية كلّ يوم إلا واحدًا؛ قال: فلما عذّب الله قوم عاد، أبقى الله واحدًا
ينذر الناس، قال: فكانت امرأة قد رأت قومها، فقالوا لها: أنت أيضا، قالت: تنحيت على
الجبل؛ قال: وقد قيل لها بعد: أنت قد سلمت وقد رأيت، فكيف لا رأيت عذاب الله ؟
قالت: ما أدري غير أن أسلم ليلة: ليلة لا ريح. وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب
قول من قال: عُنِي بقوله: { حُسُومًا }: متتابعة، لإجماع الحجة من أهل التأويل على
ذلك. وكان بعض أهل العربية يقول: الحسوم: التباع، إذا تتابع الشيء فلم ينقطع أوّله
عن آخره قيل فيه حسوم؛ قال: وإنما أخذوا والله أعلم من حسم الداء: إذا كوى صاحبه،
لأنه لحم يكوى بالمكواة، ثم يتابع عليه. وقوله: { فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى
) يقول: فترى يا محمد قوم عاد في تلك السبع الليالي والثمانية الأيام الحسوم صرعى،
قد هلكوا، { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } يقول: كأنهم أصول نخل قد
خوت. كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { كَأَنَّهُمْ
أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } : وهي أصول النخل.
|
|