Prev  

101. Surah Al-Qâri'ah سورة القارعة

  Next  



تفسير الطبري - القارعة - Al-Qaria -
 
Tafseer At-Tabariy  تفسير الطبري
بِسْم ِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
الْقَارِعَةُ
    +/- -/+  
الأية
1
 
القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: الْقَارِعَةُ (1) يقول تعالى ذكره: ( الْقَارِعَةُ } : الساعة التي يقرع قلوب الناس هولُها، وعظيم ما ينـزل بهم من البلاء عندها، وذلك صبيحة لا ليل بعدها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك. حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: { الْقَارِعَةُ } من أسماء يوم القيامة، عظَّمه الله وحذّره عباده. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قي قوله { الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ) قال: هي الساعة. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ) قال: هي الساعة. حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، قال: سمعت أن القارعة والواقعة والحاقة: القيامة.

 
Tafseer At-Tabariy  تفسير الطبري
مَا الْقَارِعَةُ
    +/- -/+  
الأية
2
 
وقوله: { مَا الْقَارِعَةُ } يقول تعالى ذكره معظما شأن القيامة والساعة التي يقرع العباد هولها: أيّ شيء القارعة، يعني بذلك: أيّ شيء الساعة التي يقرع الخلق هولها: أي ما أعظمها وأفظعها وأهولها.

 
Tafseer At-Tabariy  تفسير الطبري
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ
    +/- -/+  
الأية
3
 
وقوله: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ } يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وما أشعرك يا محمد أيّ شيء القارعة.

 
Tafseer At-Tabariy  تفسير الطبري
يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ
    +/- -/+  
الأية
4
 
وقوله: { يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ } يقول تعالى ذكره: القارعة يوم يكون الناس كالفراش، وهو الذي يتساقط في النار والسراج، ليس ببعوض ولا ذباب، ويعني بالمبثوث: المفرّق. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ } هذا الفراش الذي رأيتم يتهافت في النار. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ } قال: هذا شَبَه شبهه الله، وكان بعض أهل العربية يقول: معنى ذلك: كغوغاء الجراد، يركب بعضه بعضا، كذلك الناس يومئذ، يجول بعضهم في بعض.

 
Tafseer At-Tabariy  تفسير الطبري
وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ
    +/- -/+  
الأية
5
 
وقوله: { وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ } يقول تعالى ذكره: ويوم تكون الجبال كالصوف المنفوش؛ والعِهْن: هو الألوان من الصوف. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله: { وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ } قال: الصوف المنفوش. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: هو الصوف. وذُكر أن الجبال تسير على الأرض وهي في صورة الجبال كالهباء.

 
Tafseer At-Tabariy  تفسير الطبري
فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ
    +/- -/+  
الأية
6
 
وقوله: { فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } يقول: فأما من ثقُلَت موازين حسناته، يعني بالموازين: الوزن، والعرب تقول: لك عندي درهم بميزان درهمك، ووزن درهمك، ويقولون: داري بميزان دارك ووزن دارك، يراد: حذاء دارك. قال الشاعر: قــدْ كُــنْتُ قَبْـلَ لِقـائِكُمْ ذَا مِـرَّة عِنــدِي لِكُــلِّ مُخــاصِمٍ مِيزَانُـهُ (1) يعني بقوله: لكلّ مخاصم ميزانه: كلامه، وما ينقض عليه حجته. وكان مجاهد يقول: ليس ميزان، إنما هو مثل ضرب.

 
Tafseer At-Tabariy  تفسير الطبري
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ
    +/- -/+  
الأية
7
 
حدثنا بذلك أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ } يقول: في عيشة قد رضيها في الجنة. كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ } يعني: في الجنة.

 
Tafseer At-Tabariy  تفسير الطبري
وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ
    +/- -/+  
الأية
8
 
وقوله: { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ) يقول: وأما من خفّ وزن حسناته، فمأواه ومسكنه الهاوية التي يهوي فيها على رأسه في جهنم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ) وهي النار هي مأواهم.

 
Tafseer At-Tabariy  تفسير الطبري
فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ
    +/- -/+  
الأية
9
 
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ) قال: مصيره إلى النار، هي الهاوية. قال قتادة: هي كلمة عربية، كان الرجل إذا وقع في أمر شديد، قال: هوت أمه. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الأشعث بن عبد الله الأعمى، قال: إذا مات المؤمن ذُهب بروحه إلى أرواح المؤمنين، فيقولون: روّحوا أخاكم، فإنه كان في غمّ الدنيا؛ قال: ويسألونه ما فعل فلان؟ فيقول: مات، أو ما جاءكم؟ فيقولون: ذهبوا به إلى أمِّه الهاوية. حدثني إسماعيل بن سيف العجلي، قال: ثنا عليّ بن مُسْهِر، قال: ثنا إسماعيل، عن أبي صالح، في قوله ( فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } قال: يهوون في النار على رءوسهم. حدثنا ابن سيف، قال: ثنا محمد بن سَوَّار، عن سعيد، عن قتادة { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } قال: يهوي في النار على رأسه. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } قال: الهاوية: النار، هي أمُّه ومأواه التي يرجع إليها، ويأوي إليها، وقرأ: وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ . حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } وهو مثلها، وإنما جعل النار أمَّه، لأنها صارت مأواه، كما تؤوي المرأة ابنها، فجعلها إذ لم يكن له مأوى غيرها، بمنـزلة أمّ له.

 
Tafseer At-Tabariy  تفسير الطبري
وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ
    +/- -/+  
الأية
10
 
وقوله: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ } يقول جلّ ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وما أشعرك يا محمد ما الهاوية.

 
Tafseer At-Tabariy  تفسير الطبري
نَارٌ حَامِيَةٌ
    +/- -/+  
الأية
11
 
ثم بَيَّن ما هي، فقال: { نَارٌ حَامِيَةٌ }, يعني بالحامية: التي قد حميت من الوقود عليها.
.

نهاية تفسير السورة - تفسير القرآن الكريم
End of Tafseer of The Surah - The Holy Quran Tafseer








© EsinIslam.Com Designed & produced by The Awqaf London. Please pray for us