{ علمت نفس ما قدمت وأخرت } ، قيل: '' ما قدمت ، { من عمل صالح أو سيئ، و { أخرت ، { من سنة حسنة أو سيئة. وقيل: '' ما قدمت ، { من الصدقات { وأخرت ، { من التركات، على ما ذكرنا في قوله: '' ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر } (القيامة- 13).
{ يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم } ، ما خدعك وسول لك الباطل حتى أضعت ما وجب عليك. والمعنى: ماذا أمنك من عذابه؟ قال عطاء: نزلت في الوليد بن المغيرة. وقال الكلبي ومقاتل: نزلت في الأسود بن شريق ضرب النبي فلم يعاقبه الله عز وجل، فأنزل الله هذه الآية يقول: ما الذي غرك بربك الكريم المتجاوز عنك إذ لم يعاقبك عاجلاً بكفرك؟ قال قتادة: غره عدوه المسلط عليه يعني الشيطان قال مقاتل: غره عفو الله حين لم يعاقبه في أول مرة. وقال السدي: غره رفق الله به. وقال ابن مسعود: ما منكم من /أحد إلا سيخلو الله به يوم القيامة. فيقول: يا ابن آدم ما غرك بي؟ يا ابن آدم ماذا عملت فيما علمت؟ يا ابن آدم ماذا أجبت المرسلين؟. وقيل للفضيل بن عياض: لو أقامك الله يوم القيامة فقال: ما غرك بربك الكريم؟ ماذا كنت تقول؟ قال: أقول غرني ستورك المرخاة. وقال يحيى بن معاذ: لو أقامني بين يديه فقال ما غرك بي؟ فأقول: غرني بك بربك بي سالفاً وآنفاً. وقال أبو بكر الوراق: لو قال لي: ما غرك بربك الكريم؟ لقلت: غرني كرم الكريم. قال بعض أهل الإشارة: إنما قال بربك الكريم دون سائر أسمائه وصفاته كأنه لقنه الإجابة حتى يقول: غرني كرم الكريم.
{ الذي خلقك فسواك فعدلك } ، قرأ أهل الكوفة وأبو جعفر { فعدلك ، { بالتخفيف أي صرفك وأمالك إلى أي صورة شاء حسناً وقبيحاً وطويلاً وقصيراً. وقرأ الآخرون بالتشديد أي قومك وجعلك معتدل الخلق والأعضاء.
{ في أي صورة ما شاء ركبك } ، قال مجاهد والكلبي ومقاتل: في أي شبه من أب أو أم أو خال أو عم. وجاء في الحديث: أن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضر كل عرق بينه وبين آدم ثم قرأ { في أي صورة ما شاء ركبك }. وذكر الفراء قولاً آخر: '' في أي صورة ما شاء ركبك ، { إن شاء في صورة إنسان وإن شاء في صورة دابة، أو حيوان آخر.
{ وإن الفجار لفي جحيم } ، روي أن سليمان بن عبد الملك قال لأبي حازم المدني: ليت شعري مالنا عند الله؟ قال: اعرض عملك على كتاب الله فإنك تعلم مالك عند الله. قال: فأين أجد في كتاب الله؟ قال عند قوله } : إن الأبرار لفي نعيم * وإن الفجار لفي جحيم }. قال سليمان: فأين رحمة الله؟ قال: '' قريب من المحسنين } (الأعراف- 56).
{ يوم لا تملك } ، قرأ أهل الكوفة والبصرة: '' يوم ، { برفع الميم، رداً على اليوم الأول، وقرأ الآخرون بنصبها، أي: في يوم، يعني: هذه الأشياء في يوم لا تملك { نفس لنفس شيئاً } ، قال مقاتل: يعني لنفس كافرة شيئاً من المنفعة، { والأمر يومئذ لله } ، أي لم يملك الله في ذلك اليوم أحداً شيئاً كما ملكهم في الدنيا. .
نهاية تفسير السورة - تفسير القرآن الكريم
End of Tafseer of The Surah - The Holy Quran Tafseer